صنعاء / سبأ :يقولون إن (المدونة) تسمح لك بالتعرف على حقيقة ذاتك و التعبير عما بداخلك من مشاعر حتى لو كانت متناقضه،ويقولون ايضاً ليس هناك من قيد على فكرك.. أنت من يضع القيود، حرر نفسك أو اسجنها، في العقل تكمن القوة و الجمال ، و"برهة التفكير أثمن من كل كنوز الأرض".يذهب المدونون في نواحٍ شتى ، يدونون في السياسة ، في العلوم ، الاقتصاد في الادب و الثقافة ، يدونون عن انفسهم بكل حرية في فضاء المدونات الواسع و يبدو انهم جميعا يبحثون عن متنفس حرية ينطلقون منه.مثل غيرهم اقتحم اليمنيون و اليمنيات في السنوات الأخيرة (عالم المدونات ) وصارت هناك العديد منها على شبكة المعلومات الدولية (الانترنت) و إن كان واقع هؤلاء مايزال يفتقر الى احصائية يمكن من خلالها قراءة عدد المدونين و المدونات من اليمن على (النت) و اتجاهاتهم وميولهم و دوافعهم ، إلا ان المتصفح لهذه الشبكة يجد عدداً لابأس به .. الكثير منها قدم اسماء جديدة الى فضاء الكتابة .. اسماء تمتلك من قدرات التعبير و التناول ما لا تمتلكه بعض الاسماء ذائعة الصيت في وسائل الاعلام المطبوعة.[c1]قيود الصحافة[/c]انشأت الصحفية فاطمة الاغبري مدونتها الشخصية " انا عربي" في بداية السنة الجديدة 2007 و ارجعت انتشار المدونات و المدونين للسياسات المختلفة التي تقيد الصحف اليمنية و ما تمثله من قيد على حرية الرأي والتعبير .وقالت : " ما استطيع قوله في صحف المعارضة لا استطيع قوله في الصحف الحكومية و العكس صحيح و هذا بحد ذاته كان سبباً رئيسياَ لاقوم بإنشاء مدونة تمثلني شخصياً ، مثل الافكار التي اؤمن بها ، سواء كانت ضد او مع .. كما استطيع من خلالها ان اقول ما اريده دون اي سقف يحد حريتي .و ذكرت (الاغبري) " ان الصدى الكبير لمدونتها عند العديد من الكتاب والصحفيين والسياسين العرب شجعها في ان تجعلها افضل ".[c1]فضاء حر[/c]ومن المدونين اليمنيين على الانترنت ياتي الشاعر علي المقري الذي يقول في مدونته :" لا تنتهي حريتك حين تبدأ حرية الآخرين بل يصبح لها معنىً .. فالمعنى حرّيةٌ مجاورة .. في اشارة الى فضاء الحرية الذي ينشده الكاتب دوما للتعبير عن رؤاه وتطلعاته واحلامه ..فيما يقول احمد بشير في مدونته "نبضات صحابة" : " أفكار مشتتة تسير بنا و تقودونا حيث لا ندري ، نضيع أو نتوه ، و لا نصل إلى نقطه نستند عليها، هي الأوهام التي قتلتنا ، هي الحيرة التي أوقفتنا أصناماً بلا حراك ، لا يمكننا أن نبني كل شيء من لا شيء في الحقيقة أو في الخيال سنراه كائناً واحداً يدمر ما نبنيه، هي الأمجاد التي أضعناها ..وهيهات ..هيهات تعود كما كانت بغير أساس يرفعها ".[c1]صوت حر[/c]الكاتبة الهام الوجيه استهلت مدونتها " صوت حر من صنعاء " بمقولة لعلي بن ابي طالب كرم الله وجهه التي قال فيها" الفرق بين الشك والحقيقه أربعة أصابع ,هي المسافه بين السمع و المشاهده".وبعد :وتتجلى في عدد من المدونات اليمنية لاسماء من الجنسين رغبة عارمة في تفجير المكبوت من الرأي واستثمار الفضاء المفتوح لشبكة المعلومات الدولية ( انترنت) في التعبير عن الراي والرؤى التي قد لايتاح لصاحبها نشرها عبر وسائل الاعلام التقليدية .. التي - للاسف - لايزال النشر في معظمه فيها محكوم بترياق الشهرة بمعنى أن الاسم ذائع الصيت هو من يحضي بنشرمادته حتى لوكانت غثاء بينما تفتقد الاسماء المغمورة حقها في النشر حتى لوكانت اعمالها تمتلك كافة معايير الجودة .. ونتيجة لهذا تتجه عدد من الاقلام صوب (النت) لتنشئ مدوناتها وترفع صوتها وتقول كلمتها وتمضي ..[c1]منطق الجريدة[/c]فيما يقول نبيل الخضر في (مدونة ضمانات) : "عند عدم إيمانك بأن ما ينشر لا يقرأه إلا القليل من متصفحي هذه الجريدة أو تلك و حيث تعامل الصحف بمنطق الثلث و الثلثين .. ثلث يباع وثلث مرتجع ، يصبح لطمعك معنى إضافي يدفعك إلى اللجوء إلى نافذة تجعلك متاحاً للعالم"..و يضيف : " لجأت الى المدونة لرغبتي في أن أنشر دون سقف يحد كتاباتي .. و دون إرهاق يدفعني إلى التملق لهذا لكي ينشر لي قصة وتلك كي تنشر لي مقالا وذاك لكي ينشر لي رواية .."تأشيرة الرحيليدون نشوان هلال في مدونته "تأشيرة الرحيل " عاصمهٌ تمكث فى جغرافيا الروح قبل جغرافيا التاريخ ...تُقاسمنا العيش كما تُقاسمنا الهواء !!تتسلل الى رغبات الكائن لتوقظه من آخر أسراره العاجله و الخروج من دوامه الذات الى فسحه تطل على عناوين الفضاء الطلق .. فهيتنجيك من البقاء طويلاً و انت متكلفً تحاول جاهداً إغراءها بغرور الشكل وأنك تستطيع أن تجردها من فلسفتها .لا تلقى عليها كلامك فأنها فى البدء تعريك و ترغمك على أن تسمعها نبض قلبك كي تكتشف الذات المتواريه وتعلق عن خفق الكائن وعن هويه الروح .....أنها سورٌ سحري لحديقهٍ تفتنك بزهرها وعطرها و ظلالها ".[c1]أكتب ..لمجرد الكتابة ![/c]وبذات الاسترسال يستطرد في حديثه قائلا : " أكتب منذ سنين طويلة .. أصبح لدى مخزون متراكمً من الكتابات القصصية و الروائية و المسرحية ومجموعه لا تنتهي من المقالات التي أكتبها لإثارة ما تعرضت له ... أنا أكتب حتى لو رأيت قارورة مياه فارغة مرمية على الرصيف .. أكتب ربما لمجرد الكتابة و لمتعه الكتابة .ويتساءل الخضر " لماذا لا يصبح لكتاباته مكانا على الورق ..هل حكم عليها أن تكون كائنات الكترونية أم أنها تحمل ضمن مساقاتها ما تجعلها مرفوضة من الأغلب ؟؟؟!!..أما الصحافي مجيب الحميدي (مدونته تحمل اسمه) فيقول :" بدأت التدوين منذ تسعة شهور في محاولة لايجاد الية جديدة بالتواصل عبر التقنية الرقمية بحثاً عن فضاء يمكنك من طرح ماتريده دون الحواجز والموانع التي تتسم بها وسائل الاعلام بالاضافة الى ميزات المدونة من حيث البساطة والمجانية ..ويتمنى الحميدي ان تتبني المواقع اليمنية استضافة عدد من المدونات في سبيل خلق فرص اسهل للتواصل واستثمار هذا الفضاء المفتوح في تقديم اسماء جديدة الى عالم التدوين .[c1]المدونة .. صحافة عصرية[/c]من جانبه يرى نبيل البكيري(مدونته تحمل اسمه ) ان المدونة هي الصحافة العصرية الحقيقية التي تتناسب مع حجم التطور الهائل في وسائل الاتصال و نقل المعلومات ..مدللاً على ذلك بالكم الهائل من المدونات والتي ظهرت مؤخراً على الشبكة الدولية بتوسع لافت . و فيما يرى البكيري ان المدونة اصبحت وسيلة مهمة لرفع حاجز التقوقع والرتابة في نشر المعلومة واصبح ادعاء السيطرة على المعلومة مجرد خرافة في عصر الانترنت هائل الاتساع ..[c1]مدونات مجهولة[/c]فيما يصر (محمد) على اخفاء هويته في مدونته الشخصية .. ويرد ذلك الى رغبة الشباب في اخفاء شخصياتهم وتوجهاتهم وراء مدوناتهم بالتوازي مع اخرين يرون في المدونات وسيلة للظهور و الشهرة .يتفق معه محمد الصافي الذي يرفض هو الاخر الافصاح عن مدونته و يقول هي هناك في بحر المدونات لتكون احدى اصدافه المتناثرة ليعثر عليها من يبحث عنها او شبيهاتها .وارجع (محمد) الذي يعرف العديد من الشباب و الشابات اليمنيات الذين دخلوا عالم المدونات بل اصبحوا احد مكوناته .. ارجع انتشار المدونات الى طبيعة الحقيقة التي يعيشها العالم و طبيعة الكبت و العنف و القهرالاجتماعي والسياسي والثقافي الذي يعيشه الشباب العربي على وجه الخصوص و الفراغ القيمي الذي يعيشونه مع وجود استثناءات .تزيد حماسة عبد الرحمن علي للمدونات كلما زاد تواصله مع شباب جدد يشاركونه نفس الافكار و يسر كثيرا لتفكير الشباب اليمني بانشاء مدوناتهم الشخصية و تسجيل يومياتهم و افكارهم الخاصة .[c1]مدونات قرى وقبائل[/c]لم اكن قد بحثت في الانترنت عن المدونات اليمنية الا بشكل سطحي و ما ان تعمقت في البحث حتى فوجئت بذلك الكم الهائل من المدونات وتحت مسميات مختلفة تحمل الكثير من الابداع والتميز والتفرد في نقاط كثيرة .. ومما لفت انتباهي وجود مدونات باسماء بعض القرى والقبائل.في محاولة من مدونيها لجعلها ملتقى لمن ينضوون تحت مسمى واحد ..او قبيلة واحدة كما دون حمود البشيري والذي اعتبر مدونته منبر يدعو فيه كل من ينتسبون لبيت البشيري في همدان الى مشاركته في مدونة(بني بشير ) ومدونة (بيت محفد ).وقبل ان ننصرف نود التنوية الى ان مايلفت انتباه الزائر لعديد من المدونات اليمنية ان كثير منها لاسماء نسوية واللافت اكثر ان معظم هذه الاسماء لاسماء ليست ذائعة الصيت وتعتمد في الكتابة والتناول تقنية ابداعية قد تتجاوز عدد كبير من الاسماء الكبيرة التي تتباهي بها الصحف والمجلات ..[c1]ماهي المدونة ؟؟[/c]المدونة هي التعريب الأكثر قبولا لكلمة blog الإنجليزية التي هي نحت من كلمتي Web log بمعنى سجل الشبكة و هو تطبيق من تطبيقات الانترنت، يعمل من خلال نظام لإدارة المحتوى، و هو في أبسط صوره عبارة عن صفحة ويب تظهر عليها تدوينات (مدخلات) مؤرخة و مرتبة ترتيبا زمنيا تصاعديا، تصاحبها آلية لأرشفة المدخلات القديمة، و يكون لكل مدخل منها عنواندائم لا يتغير منذ لحظة نشره يمكن القارئ من الرجوع إلى تدوينة معينة في وقت لاحق عندما لا تعود متاحة في الصفحة الأولى للمدونة. هذه الآلية للنشر على الوب تعزل المستخدم عن التعقيدات التقنية المرتبطة عادة بهذا النوع من النشر، و تتيح لكل شخص أن ينشر كتابته بسهولة بالغة.يتيح موفرو الخدمة آليات أشبه بواجهات بريد إلكتروني البريد الإلكتروني على الوب تتيح لأي شخص أن يحتفظ بمدونة ينشر من خلالها ما يريد بمجرد ملء نماذج و ضغط أزرار ، كما يتيحون أيضا خصائص مكملة تقوم على تقنيات XML (Atom و RSS) لنشر التحديثات، وخدمات أخرى للربط بين المدونات و الأهم من ذلك كله هو التفاعل بين المدونين و القراء من خلال التعليق على مدخلات المدونة.[c1]سلاح ذو حدين[/c]من وجهة نظر علم اجتماع إنترنت، ينظر إلى التدوين باعتباره وسيلة النشر للعامة التي أدت إلى زيادة دور الوب باعتبارها وسيلة للتعبير و التواصل أكثر من أي وقت مضى، بالإضافة إلى كونه وسيلة للنشر و الدعاية و الترويج للمشروعات و الحملات المختلفة. فيما يرى اخرون ان التدوين بقدر ما له ايجابياته فله سلبياته الناجمة عن الحرية الكاملة التي يتذرع بها البعض في التدوين فيدون ما يتجاوز القيم و الاخلاقالا ان هذا يبقى مرهونا بعقلية المدون والقارئ مثله مثل كافة تطبيقات شبكة الويب.ويمكن اعتبار التدوين كذلك إلى جانب البريد الإلكتروني أهم خدمتين ظهرتا على شبكة الإنترنت على وجه الإطلاق، يليه الويكي.الموضوعات التي يتناولها الناشرون في مدوناتهم تتراوح ما بين اليوميات، و الخواطر، و التعبير المسترسل عن الأفكار ، والإنتاج الأدبي، و الموضوعات المتخصصة في مجال التقنية و إنترنت نفسها.وبينما يخصص بعض المدونين مدوناتهم للكتابة في موضوع واحد، يوجد آخرون يتناولون موضوعات شتى فيما يكتبون.. كذلك توجد مدونات تقتصر على شخص واحد، و أخرى جماعية يشارك فيها العديد من الكتاب، و مدونات تعتمد أساسا على الصور photoblog و التعليق عليها.
اليمنيون يدخلون عالم التدوين الالكتروني
أخبار متعلقة