فليسامحني القارئ على بدء مقالتي بهذه الجملة وهي موجهة إلي وإلى مواطن غيور على وطنه واهله ,فمن السهل ان ننتقد الآخرين ونعترض على تصرفاتهم وافعالهم واسلوب حياتهم كذلك لا يوجد اجمل من ان تنشر غسيل الآخرين الوسخ وان تعتقد بانك من كوكب المريخ وليس لك يد ولا رجل ولا شأن بهذا الغسيل الوسخ !! ولكن حتى تستقيم الامور ونكون عادلين ومنصفين يجب ان نبدأ بالنقد الذاتي واقصد ان على كل مواطن ان يبدأ بنفسه وهذه اول درجة في صعود سلم النجاح والوصول الى الحقيقة الموضوعية والانسان السوي عندما يبدأ بتقييم افعاله وتصرفاته يسهل عليه تجنب الوقوع في الخطأ ويتيسر له سلوك الطريق الاسلم. ! اعتقد جازمة باننا نعد انفسنا مواطنين صالحين ومثاليين من الدرجة الاولى ولكن الحقيقة مرة أليس كذلك ؟ فلنبدأ وناخذ موضوعاً واحداً للنقاش وهذا الموضوع اشبع بحثا ونقاشا سابقا ولكن لأهميته ودرجة خطورته ولآثاره الاقتصادية والاجتماعية والصحية السلبية والمدمرة والمعيقة لعملية النمو والبناء والتقدم والتطور فلا بد من اعادة اثارة بحثه ولتبيان مخاطره وآثاره المدمرة على مجتمعنا وكياننا وشعبنا الا وهو السم القاتل (القات) فمن أثاره الاقتصادية السلبية أن يمر أول أسبوع بعد استلام الراتب (المشاهرة) وليس في الجيب الا بقايا أوراق خضراء لاتحسبوها دولارات بل هي بقايا اوراق القات وباقي الشهرفهلوة ! أهذا ما يسمى إقتصاداً منزلياً مخططاً فأذا انا وانت فشلنا بتدبيرإقتصاد بيوتنا, طبعاً دون الخوض في أن الراتب ضئيل ولا يكفي لسد احتياجات الاسرة وما الى ذلك من امور ولكن في ضوء المعطيات فهل نستطيع ان نتحدث عن اقتصاد المجتمع والدولة والفساد والمفسدين ونحن فاشلون في إدارة اقتصادنا الاسري الضيق !! الاجابة متروكة لكل مواطن ولاتنسوا أن تمارسوا النقد الذاتي !! الامرالثاني كم من الوقت يتم قتله وإضاعته أثناء عملية مضغ القات (التخزين)الايؤثر هذا على العملية الانتاجية يعني ببساطة بدلاً من الجلوس لساعات من أجل التخزين نقوم باداء اعمالنا على خير وجه وان نبدع، والمثل يقول الحاجة ام الاختراع فكم من شاب يمني يهرب من مواجهة ظروف الحياة الى تعاطي وادمان القات (المخدر) بدلاً من التفكير بكيفية مواجهة متطلبات الحياة والبحث عن وسائل جديدة للعيش الكريم ضمن ماهو متاح.اين المشاريع الصغيرة التي يجب على الدولة ان تدعمها ! ولنفرض ان الدولة تشجع وتدعم انشاء المشاريع الصغيرة فهل الشباب اليمني عنده الوقت من أجل العمل ،لا التخزين؟ فأبدأ بنفسي واقول لا، لأن وجود هذه النبتة الشيطانية يعيق أي تطور وتقدم !! اذا نحن فاشلون اقتصادياً على مستوى ادارة اقتصادنا المنزلي ثم على صعيد المجتمع بانخفاض الانتاجية وعدم البحث عن وسائل وحلول للعيش الكريم. أما آثاره الاجتماعية السلبية فحدث ولاحرج، أسرة مفككة، أبناء مدمرون مهزوز الشخصية أب يعتقد بأنه يربي أبناءه مع إنه لايجلس اليهم ولايستمع الى مشاكلهم وامورهم بل يراه أبناؤه متأبطاً شراً،عفواً قاتاً وذاهباً الى المقيل . فخير مثال للابناء يهرب من المسؤولية فكيف سيكون الابناء؟ ونحن نعلم أن الاسرة هي اللبنة الاساسية الاولى في بناء كل مجتمع فعندما تكون الاسرة مترابطة وصالحة يكون المجتمع مترابطاً وصالحاً واذا كان عكس ذلك فالنتيجة مفهومة !صحياً فآثاره السلبية والمدمرة معروفة لكل مواطن (متعاط) ولكن التكرار يعلم الشطار!!!فمن أضراره زيادة نسبة السكر في الدم بحيت يصبح المتعاطي اكثر عرضة للاصابة بمرض السكري ، يقلل نسبة البروتين في الدم مما يؤثر على عملية النمو،والضعف الجنسي وتأثيره على غدة البروستات وصعوبة التبول اضف الى ذلك انهاك الجهاز العصبي وما يصاحبه من معاناة من الارق وقلة النوم والشرود الذهني والتوتر والقلق . يعني صحياً يصبح المواطن عاهة وعلة في المجتمع ! بالله عليكم بعد ذكر كل هذه الاضرار الاقتصادية والاجتماعية والصحية يستمر ويصر كثير من المواطنين على هذه العملية المدمرة ، فهل تبقى لهم الاهلية بأن يطالبوا بأي اصلاح؟ أبدأ بنفسي فأقول لا ، لأن فاقد الشيء لايعطيه واضيف من خلال معرفتي واطلاعي أن الجميع يقر ويعترف ويجمع ان القات آفةً خطيره وانه من الاسباب الرئيسية لتأخر بلدنا الحبيب للحاق بركب الدول المتطورة وان الاستمرار بتعاطيه لن يعود علينا باي خير ومع كل هذا يستمر التخزين ، واتساءل الايوجد من يكون قدوة لمنع هذا الانحدار؟ اليس السادة الوزراء ، السادة اعضاء النواب ، السادة اعضاء مجلس الشورى ، السادة المسؤولون كلً في منصبه وموقعه حريصين كما نسمع ونشاهد على مصلحة الوطن والمواطن؟؟! فلماذا لايكونون المثل الاعلى بامتناعهم عن التعاطي (التخزين) من اجل تطورة وتقدم وازدهار الوطن ورفاهية ابناء شعبهم؟ ابدأ بنفسك!
ابدأ بنفسك !!
أخبار متعلقة