يمن جديد.. ملامح ثورة.. في مضامين خطاب الرئيس ( 3-8)
[c1]واقعية البرنامج ومصداقية القيادة تعزز إمكانية تحقيق المشروع التنموي [/c]لم يكن جديداً على من يعرفون سيكولوجية الرئيس / علي عبدالله صالح وقلبه الكبير وصدره الرحب ومنهجيته التسامحية التي هي صفة من صفاته الشخصية وواحدة من أبرز سماته القيادية ، لم يكن جديداً على هؤلاء أن يسمعوا من الرئيس تأكيداً جاداً وعزماً صادقاً على تجاوز الماضي وطي صفحة مرحلة حملت مشروعاً انقلابياً كبيراً ، لكن الجديد أن الرئيس تجاوز مبادرة التسامح إلى دعوة حقيقية لفتح صفحة جديدة ليس فقط للعلاقات السياسية مع القوى السياسية وأحزاب وشخصيات وقيادات المعارضة وأصحاب المشروع الانقلابي بل إنها دعوة لصفحة جديدة تتضمن شراكة حقيقية في البناء والتنمية لهذا الوطن الذي كان ولا زال "أبقى وأغلى وأهم من أي فرد أو فئة" .[c1]الهم الوطني والمهام المستقبلية أولاً[/c]* ومن تأكيد طي صفحة الماضي وفتح صفحة شراكة جديدة انتقل الرئيس إلى محور مهم بحد ذاته وتزداد أهميته حين يرتبط بالمحور السابق ليعزز ويؤكد ويبرهن على نبل الهدق وسمو الغاية فيه .. لأن ثمّة رسالة مهمة بين الانتقال من محور "طي صفحة الخصومة" إلى محور "الهم الوطني المستقبلي" المتمثل في "تنفيذ البرنامج الانتخابي الرئاسي والمحلي" وهُنا يضع الرئيس الحالة الاستثنائية والرابط الوحيد الذي يتصل بمرحلة الخصومة "الماضي" ومرحلة البناء والتنمية والعمل "المستقبل" .. ولذلك جاء بعد تأكيد طي صفحة الماضي مباشرة إلى "تأكيد العزم على المضي قدماً لتنفيذ البرنامج الانتخابي الرئاسي والمحلي ، مع الافصاح عن تشكيل لجنة وطنية من مختلف الجهات المعنية لوضع البرنامج الزمني التفصيلي لجدولة وتنفيذ ما تضمنه برنامج المؤتمر الرئاسي والمحلي" .- وهنا تتضح مجموعة من الرسائل التي يجب أن تُقرأ جيداً نوجز أهمها فيما يلي :1 - التأكيد على أن الرئيس وحزبه الحاكم دخل المعترك الانتخابي ببرنامج عملي حاز بموجبه على ثقة الشعب ، وبالتالي فإن الثقة التي أحاطت هذا البرنامج هي الأجدى والأحدر بالاهتمام والوفاء الذي لا يتحقق إلاّ بترجمة عملية لهذا البرنامج .2 - التأكيد على أن الرئيس والحزب الحاكم وكل الشرفاء الذين أيدوا الرئيس وحزبه وناصروه انتصروا على المؤامرة وانتصروا للشعب وللوطن بالانتصار لهذا البرنامج ، وهو انتصارٌ كان كافياً لدحض المشروع الانقلابي وردع أصحابه وتعرية مشروعهم بالأرقام الضئيلة التي حصدوها من أصوات الناخبين. 3- التأكيد على أن الرئيس وحزبه الحاكم لم يكن لديه وقت وليس لديه حاجة لمبادلة الآخرين حقدهم وتآمراتهم وإساءاتهم ومشاريعهم الانقلابية الانتقامية بالمثل.. بل إنه دخل في منافستهم بمشروع وطني إنساني مستقبلي يتمثل في برنامج انتخابي استلهم مضامينه من تطلعات الجماهير وأحلام البسطاء ومتطلبات التنمية الحقيقية.. ومثلما انتصر بهذا المشروع النبيل على المؤامرات والإساءات والأحقاد والمشروع الانقلابي فإنه كذلك قادر على مد جسور الانتصار من المعترك الانتخابي في الماضي إلى معترك التنمية في المستقبل. 4- التأكيد على أن البرنامج الانتخابي للرئيس والمؤتمر لم يكن مجرد حبر على ورق أو شعارات للمناكفة ودغدغة عواطف الجماهير واستمالة مشاعر الناخبين والناخبات بهدف الكسب السياسي الرخيص، بل انه برنامج عملي يتضمن تفاصيل مشروع واقعي وصادق وواضح وجاد، وأن اهتمام الرئيس ولمؤتمر ينحصر حول هذا المشروع، ولن يلقي بالاً لما عداه من تفاصيل المماحكة والكيد أو مفردات المؤامرة والدسيسة، وأن تلك الهرطقات المريضة أو الإساءات البائسة أو الأحلام التآمرية اليائسة التي وادها الشعب ولقن أصحابها درساً قاسياً في صناديق الاقتراع لا يمكن أن تشكل حضوراً أو تلقي بشيء من ظلالها على اهتمام القيادة أو هموم الرئيس وحزبه مستقبلاً، لأن المستقبل يتطلب فقط جهداً مخلصاً وعطاءً خلاقاً وعملاً مستمراً لتحقيق هدف نبيل وغاية وطنية سامية وآمال وتطلعات إنسانية تدفع باتجاه "يمن جديد ومستقبل أفضل". 5- الإفصاح عن لجنة وطنية من مختلف الجهات المعنية يؤكد حقيقة أن البرنامج الانتخابي الرئاسي والمحلي لم يكن عبارة عن أحلام وردية في الهواء أو جملاً وعبارات إنشائية تحمل المسكنات والمهدئات لأطروحات الشارع سواء كانت تلك الأطروحات سطحية أو موضوعية.. بل إنه برنامج يستلهم متطلبات الناس وطموحات وتطلعات الجيل ويستجيب للهم الحقيقي والآمال المشروعة للشعب والوطن وللجماهير وللمستقبل.. وبالتالي كان برنامجاً واقعياً وصادقاً ودقيقاً وقابلاً للترجمة والتنفيذ ليس بالخطاب الإعلامي ولا بالتسويق والتحريض ولا عبر منابر قادة العمل الانتخابي وحملات التحريض والمجابهة والكيد.. بل عبر عملية تنفيذية يشارك في وضعها وجدولتها وإعداد وتنفيذ برنامجها التفصيلي الزمني كل المعنيين في الوزارات والمؤسسات والجهات المعنية والأجهزة التنفيذية المختصة وتلك هي الضمانة الحقيقية لترجمة الأقوال إلى أفعال وتحويل الهدف إلى برنامج.. ثم مصفوفة عمل.. ثم إلى عمل يحقق الهدف على أرض الواقع .