يرى الخبراء أنه مازالت توجد أشياء يمكن للمخلوقات الأخرى أن تفعلها بطريقة أفضل من الإنسان، ومن أهم هذه الحشرات الملهمة النمل والنحل والفيروسات ، ولما كنا نعيش عصر تكنولوجيا المعلومات وثورة الاتصالات وما استتبعته من تغيُّرات جذرية على شكل ومضمون حياة البشر، لم تعد علاقة الإنسان بالحيوان علاقة قائمة فقط على استفادة الإنسان منها في بعض الخدمات العادية في مجالات الزراعة والإنتاج الحيواني، ولكنها تغيرت لتأخذ منحى جديدًا يتناسب والعصر الذي نعيش فيه .تشهد المعامل الأمريكية تجاربَ لاستغلال القدرات التي حبا الخالق بها الحشرات في التصرف، لدى البحث عن طعامها، ومواجهة المخاطر ، وخلال هذا المشروع، يقوم الباحثون بدراسة ثلاثة أنماط مختلفة من السلوك، عبر الكشف عن خبايا قدرة النحل على تبادل المعلومات خلال البحث عن الطعام، أو عن الخلية، وقدرة النمل على تنظيم الجهود عند التعرض لخطر، وقدرة الفيروسات على الانتشار السريع .ويأمل الباحثون مع نهاية المشروع في تطوير أنظمة ونماذج حاسوبية تحاكي أنماط انتشار الفيروسات بين الأفراد، والسلوك التنظيمي للنحل، وكيفية مواجهة الخطر لدى النمل ،ومن المتوقع أن تفيد نتائج هذه الدراسة في ثلاث مناح رئيسية، هي التعاون بين المؤسسات في المشاركة في جهود الإغاثة، والاستفادة من تقنيات المعلومات في دعم مهمات الاستعداد للكوارث، والاستجابة لها، ثم إعادة الأمور لما كانت عليه قبل هذه الكوارث، وأخيرا توسيع دور المهندسين المدنيين بحيث يكونون ضمن خط المواجهة الأولى مع الإطفاء والشرطة والإسعاف.فعلى سبيل المثال، يمكن لبعض الخنافس التي لديها أجهزة حس للحرارة أن ترصد حرائق الغابات على مسافات بعيدة ، ويقوم علماء بإجراء تعديلات جينية في الأعشاب مثل التي توجد في شقوق الأرصفة أو الممرات الجانبية، لتجعلها تغير لونها إذا تعرضت لهجوم بيولوجي أو كيميائي ، ويستخدم باحثون آخرون جهاز حاسة الشم لدى النحل في التعرف على المتفجرات، ويمكن للنحل المحمول في خلية نقالة أن يرصد أي كميات صغيرة من المتفجرات، كما أن فحص قدرات الحس الفائقة لدى الكلاب وحشرة ذبابة الفاكهة وسرطان البحر أو الجمبري الكبير الحجم قاد لمحاكاة هذه القدرات في أجهزة حس صناعية.
السلحفاة
[c1]السلحفاة مخبر سري[/c]بعد أن كان العلماء يراقبون الحيوانات عن طريق كاميرات صغيرة في وقت سابق، أدت ثورة الاتصالات إلى دفع العلماء في التفكير في طريقة الحيوان المخبر الذي يتم ربطه بأحدث نظم الاتصال عن بُعد ثم يتم إطلاقه وسط الجموع التي يعيش فيها من أجل دراسة ومعرفة حياة هذه المجموعات التي قد تكون في أماكن نائية أو تحت الأعماق أو في أية أماكن يصعب الوصول إليها، ففي هذا الصدد نجحت فرق الإنقاذ في إعادة سلحفاة ذكر عملاقة تبلغ من العمر 30 عاماً إلى شواطئ فوكيت بعد أن تلقت العلاج من إصابتها جراء موجات المد البحري التي ضربت آسيا في 26 ديسمبر من العام قبل الماضي، وذلك بعد أن تم تثبيت جهاز تعقب على ظهر السلحفاة متصل بقمر صناعي، لمساعدة العلماء في معرفة عادات هذا النوع من السلاحف والحفاظ عليها من الانقراض.[c1]البق يكافح الإرهاب[/c]لقد استخدمت إحدى الباحثات البق كوسيلة طيارة زاحفة يمكنها أن تكشف البيئة التي تحتوي على مواد سامة، مثل الجمرة الخبيثة، أو مواد كيميائية بطريقة دقيقة، ورخيصة يعتمد عليها أكثر من أجهزة الحِسّ الصناعية، وفي محاولة للاستفادة من قدراتها الكبيرة، يسعى علماء بدعم من وزارة الدفاع الأميركية لتجنيد حشرات وحيوانات صدفية، وبكتيريا بل أعشاب للقيام بدور الحارس البيولوجي الذي يعطي إنذارا مبكرا من أي هجوم بيولوجي أو كيميائي ، ورصد المتفجرات ومراقبة انتشار التلوث، و يمكن لبعض الخنافس التي لديها أجهزة حس للحرارة أن ترصد حرائق الغابات على مسافات بعيدة.
النحل
[c1]النحل يكشف المتفجرات[/c]أثبتت الدراسات العلمية الحديثة تمتع بعض أنواع الحشرات بقدرات فائقة وهو ما دفع بباحثين لاستخدام جهاز حاسة الشم لدى النحل في التعرف على المتفجرات، ويمكن للنحل المحمول في خلية نقالة أن يرصد أي كميات صغيرة من المتفجرات، كما أن فحص قدرات الحس الفائقة لدى الكلاب وحشرة ذبابة الفاكهة وسرطان البحر أو الجمبري الكبير الحجم قاد لمحاكاة هذه القدرات في أجهزة حس صناعية.وتعتزم السلطات السويسرية والفرنسية تطبيق تجارب جديدة في مطاراتها ، باستخدام النحل لكشف الحقائب التي تحمل مخدرات وذلك بعد أن ينتهي تعويد النحل علي استنشاق المخدرات ،وعندما يشعر بها يؤدي حركات معينة تكشف عن وجود المخدرات، وذلك بدلا من استخدام الأجهزة الإلكترونية المتطورة والاستعاضة عنها بالنحلة التكنولوجية.[c1]الميكروبات تتنبأ بالأخطار البيئية[/c]امتد استخدام الإنسان للكائنات المحيطة إلى الكائنات الدقيقة مثل الميكروبات، وذلك كي يجمع منها أدلة حول توقعات المخاطر البيئية، ففي هذا الصدد طور فريق علمي بقيادة عالم الميكروبات "جاري سايلر" في جامعة تينسي جهازا يستخدم الشرائح لجمع أدلة من ميكروبات معدلة وراثيا للتنبؤ بالأخطار البيئية ، وتمكن الباحثون من استخدام هذه الأجهزة المعروفة باسم الدوائر الحيوية المضيئة المدمجة مع شرائح السيليكون لمتابعة التلوث في الأرض.وتعتمد هذه التقنية الجديدة على هندسة ميكروبات جديدة تومض باللونين الأزرق والأخضر عند التعرض للتلوث ، ويتم توصيل هذه البكتيريا مع شرائح مصممة لقياس الضوء ، وعلى جانب أخر، يعكف الباحثون على تصميم نسخة من هذا الجهاز لسفن الفضاء بدعم من مكتب "ناسا" للأبحاث البيولوجية والفيزيائية ، نظراً لاهتمام ناسا باستشكاف التلوث لان سفن الفضاء محكمة.ويمكن للبخار المنبعث من التجارب العلمية أو المواد السامة أن تتجمع وتعرض رواد الفضاء للخطر ، ويمكن إعداد هذا الجهاز لاستكشاف أي شيء ، جدير بالذكر أن هذا الجهاز صغير للغاية لا تزيد أبعاده عن 2 2ملم وحجمه لا يزيد عن حجم علبة الثقاب، وهو يراقب البيئة المحيطة به بطريقة مستمرة.[c1]إنسان بخياشيم[/c]كان تحقيق حلم الطيران على مدى تاريخ الإنسان ضرباً من الخيال إلى أن مكنه العلم من التحليق، وكذلك سيحظى الإنسان بقدرات مماثلة مما سيمكنه من المناورة داخل المياه والبقاء في أعماقها لفترات طويلة ولكن الحلم صار أقرب إلى الواقع ،وسيستطيع الإنسان مستقبلاً الغوص والتنفس تحت الماء، وفي هذا الصدد كلف علماء جامعة "كايس ويسترن ريزرف" وشركة "إنفوسايتيكس" الامريكيتين من قبل البنتاجون بتطوير نظام لخيشوم بيولوجي صناعي شبيه بخيشوم الأسماك، يصمم من أجزاء متناهية الصغر تصنع بتقنيات النانو.وقد سُمّي الخيشوم بـ"نظام الخيشوم الصناعي البيولوجي القياسي المصنّع بأجزاء ميكروبية". وترغب الوزارة في أن يستخدمه أفراد من الغواصين العسكريين بهدف استخلاص الأكسجين الذائب في الماء لإمدادات التنفس، دون الحاجة لاستخدام اسطوانات من الهواء، مما سيمكنهم من المناورة داخل المياه والبقاء في أعماقها لفترات طويلة ، ويقوم الباحثون في الجامعة والشركة على تطوير وحدات يمكنها تبادل الغازات تستطيع استخلاص الأكسجين من الماء، ثم عرض كفاءتها، وبعد ذلك سيطور الباحثون نظام تنفس متقدم يماثل في كفاءته وبساطة تصميمه وحيويته الجهاز التنفسي للأسماك.وفي مشروع طريف يعكف باحثون أميركيون على استغلال القدرات التي حبا الخالق بها الحشرات في التصرف لدى البحث عن طعامها، ومواجهة المخاطر، حيث يرى الخبراء إنه مازالت توجد أشياء يمكن للمخلوقات الأخرى أن تفعلها بطريقة أفضل من الإنسان، ومن أهم هذه الحشرات الملهمة النمل والنحل والفيروسات.وخلال هذا المشروع، يقوم الباحثون بدراسة ثلاثة أنماط مختلفة من السلوك، عبر الكشف عن خبايا قدرة النحل على تبادل المعلومات خلال البحث عن الطعام، أو عن الخلية، وقدرة النمل على تنظيم الجهود عند التعرض لخطر، وقدرة الفيروسات على الانتشار السريع ،ويأمل الباحثون مع نهاية المشروع في تطوير أنظمة ونماذج حاسوبية تحاكي أنماط انتشار الفيروسات بين الأفراد، والسلوك التنظيمي للنحل، وكيفية مواجهة الخطر لدى النمل.ومن المتوقع أن تفيد نتائج هذه الدراسة في ثلاثة مناح رئيسة، هي التعاون بين المؤسسات في المشاركة في جهود الإغاثة، والاستفادة من تقنيات المعلومات في دعم مهمات الاستعداد للكوارث، والاستجابة لها، ثم إعادة الأمور لما كانت عليه قبل هذه الكوارث، وأخيرا توسيع دور المهندسين المدنيين بحيث يكونون ضمن خط المواجهة الأول مع الإطفاء والشرطة والإسعاف.[c1]الإنسان يتعلم من الحيوان[/c]وعلى الرغم من التقدم الذي أدركه العقل البشرى إلا أنه مازال يتعلم من الحيوانات والحشرات التي تتواجد في بيئته، وفي إطار مراقبة الإنسان للحيوان قام فريق من الباحثين بتطوير روبوتات مصغرة يمكن أن تتصرف كمستعمرة من النمل والتي يمكن أن تنتشر يوما ما بالآلاف لتقوم بالعديد من المهام في البيئة أو حتى داخل جسم الإنسان.أوضح الدكتور"هينز ورن" بمعهد التكنولوجيا والدكتور"جورج سيفريد" بجامعة كارلشير بألمانيا أن هذا المشروع قد أطلق عليه " I-Swarm" ،وأضاف أن السبب وراء اختيار مستعمرات النمل مثالا لتصنيع روبوتات صغيرة ، هي أن النمل لا يجمع الطعام فقط، بل يبني الأعشاش ويحرك الأشياء وينظف ويطعم الملكة واليرقات بدون تلقى أوامر من القائد، وأيضا تمتلك قدرة عجيبة على تكييف واجباتها مع طبيعة احتياجات المستعمرة.ويؤكد الباحثون أن جمع عدد من الروبوتات معًا لإنجاز مهام معينة تعد فكرة جديدة، وأنه حتى الآن لم يستطيع أحد أن يبنى آلافا من الروبوتات في حجم ميليمتر واحد، وهذا يعد شيئاً جديدا وشيقا ، ولقد نجح العلماء بالفعل في صنع نموذجين من تلك الربوتات الأول أطلق عليه "جاسمين" والأخر "ميكرون: وذلك بهدف اختبارها.ولا تعد هذه المرة الأولى التي يعجب فيها إنسان بالنمل ويحاول تقليده ، حيث طور علماء فرنسيون أيضا جيشاً من أجهزة الروبوت الصغيرة تحاكي السلوك المثير للنمل، في محاولة جديدة لتقليد القدرة المثيرة للنمل على حل المشكلات المعقدة التي تقابلها مثل إيجاد أقصر الطرق للتوصل إلى مصادر غذائها، وقد تم تزويد تلك الروبوتات، التي يندرج تصميمها تحت إطار مشروع أطلق عليه اسم "أليس" ويتبناها معمل تولوز للعلوم النفسية للحيوانات، بأجهزة رصد تعمل بالأشعة تحت الحمراء.ويأمل العلماء من وراء استخدام المعلومات والبيانات التي تتعلمها تلك الروبوتات في التوصل إلى فهم أفضل لسلوك تلك الحشرات، كما يأمل الباحثون في تطوير تقنيات محسنة لإدارة المعلومات بشكل أكثر فعالية من خلال الإنترنت وشبكات الاتصال المستقبلية .[c1]كارثة تسونامي[/c]الحيوانات لها دور في التنبؤ بالكوارث الطبيعية، ومدى قدرتها على الإحساس بتلك الكوارث قبل حدوثها وأكبر دليل على ذلك هو اختفاء الحيوانات تماماً وقت وقوع موجات المد البحرى تسونامى، مما جعل الباحثين يهتمون باتخاذها كوسيلة للتنبؤ بكوارث مثل هذه، إلا أن الباحثون سيستخدمون الحشرات والفيروسات هذه المرة.ويشارك في هذا المشروع متخصصون في التواصل اللغوي، وعلم النفس، والأنظمة الحاسوبية الموزعة، وعلم الحشرات، وعلم الأعصاب، وعلم انتشار الأوبئة، وهندسة البيئة، والهندسة الإنشائية، والهندسة المدنية، وتجرى تلك الأبحاث بتمويل من المؤسسة الوطنية الأميركية للعلوم، قدره 2.37 مليون دولار في إطار برنامج أبحاث تقنيات المعلومات لمعالجة الأولويات الوطنية.ورغم أن أنماط تواصل البشر أكثر تعقيدا بكثير من تلك التي لدى الحشرات، إلا أن الوقوف على المبادئ الرئيسة لسلوك الحشرات لكي تحقق هذه الفاعلية، سيكون مفيدا لتنسيق تناقل المعلومات، واتخاذ القرارات عند حدوث الكوارث ،ولا تعد هذه الفكرة جديدة، فقد سعى علماء، مدعومون بوزارة الدفاع الأميركية لتجنيد حشرات وحيوانات صدفية، وبكتريا بل وأعشاب للقيام بدور الحارس البيولوجي الذي يعطي إنذاراً مبكراً من أي هجوم بيولوجي أو كيمياوي، ورصد المتفجرات ومراقبة انتشار التلوث.[c1]لاقطات طبيعية للذبذبات[/c]أفاد باحثون فرنسيون أن الحيوانات تمتلك حساً أكثر تطوراً من البشر في التقاط الهزات الأرضية والذبذبات الصوتية، وهو ما يفسر نجاة العديد منها كالفيلة في موجات المد البحري الذي اجتاح جنوب شرق آسيا الشهر الماضي ، وقال هرفيه فريتز الباحث بالمركز الوطني للبحث العلمي إن "الحيوانات تمتلك قدرات لا نملكها أو أننا لم نعد نملكها" عند توقع حدث غير طبيعي قبل وقوعه.وأضاف قائلا:" إن الكلاب والقطط تصاب بالذعر قبل وقوع الزلازل أو الانفجارات البركانية" مستشهداً بركض الفيلة إلى داخل سريلانكا أو تايلندا اللتين تأثرتا بالمد البحري، إذ أكد أن الفيلة تلتقط في هذه الطبقة من الذبذبات إشارات لا يمكن للإنسان سماعها[c1]تواصل عن بعد[/c]وفضلاً عن ذلك فإن الحيوانات لديها القدرة على التواصل فيما بينها عبر مسافات بعيدة تصل إلى عشرات الكيلومترات، مشيراً إلى أن لديها أيضا قدرةً أفضل من غيرها من الحيوانات على الربط بين الأمور، إضافة إلى طاقة كبرى على التحرك ،وتشير الدراسات إلى أن العديد من الحيوانات تتمتع بقدرات محددة أو وراثية للدفاع عن نفسها إزاء خطر ما حتى وإن كانت تجهله، فبعض الحيوانات كالأرانب تتوقع المخاطر بناء على ارتجاجات الأرض.[c1]قدرات غير عادية للزواحف[/c]من الآلية التي تنمو بها أطراف الزواحف عند تعرضها للبتر، بدأ باحثون بريطانيون مشروعاً لمحاولة للتعرف على الجينات التي تؤهل الزواحف للقيام بهذا العمل، وتنشيط جينات مماثلة لدى الإنسان، لتعويض الأطراف المبتورة لديه والتخلص من الندوب المتخلفة عن الجروح، كما أوردت جريدة الشرق الأوسط اللندنية ، وأوضح الباحثون أن الإنسان يتشارك مع تلك الأحياء بنسبة 85 في المائة من الجينات، مما يسهل ذلك العمل ،وسوف يقام المشروع الذي رصدت له ميزانية قدرها 10 ملايين جنيه استرليني، وساهمت بتأسيسه جامعة مانشستر بالتعاون مع "مؤسسة هيلنغ" على مدى ربع قرن.ويأمل الباحثون في العثور لدى الإنسان على جينات تضاهي تلك التي تنشط عمليات توليد أنسجة الأطراف المبتورة لدى الإنسان ،ويتخذ العلماء حيوان الشرغوف (فرخ الضفدع) نموذجاً في دراسة هذا النوع من الجينات، حيث تندمل الجراح في جسمه في غضون ساعات قليلة، دون أي أثر للندوب، وينمو لديه ذيل جديد كامل خلال تسعة أيام ، وينتظر الباحثون نتائج جيدة من وراء هذه الدراسة، كما ذكر إنريك أمايا البروفسور في إعادة توليد الأنسجة في الجامعة، مؤكدين أن الأجنة البشرية تمتلك هذه الخصائص، مستدلين على ذلك بأن العمليات الجراحية التي تجرى داخل أرحام الأمهات لا تخلف أي أثر للندوب بعد مرور عدة أشهر، غير أن هذه الخصائص تختفي بعد ولادة الجنين، حيث تظهر الندوب بعد الجراحات لدى الكبار.ويقول العلماء إن خلايا البلاستيما المتخصصة التي يولّدها التمساح تلعب دوراً مهما في إعادة نمو الأطراف، وكذلك الأحياء التي لا تتخلف لديها الندوب، ويمكنها إنتاج أطراف جديدة، مثل أفراخ الضفدع الصغيرة، والديدان التي يكتمل نموها حتى بعد تقطيعها ، وإذا انتقلنا إلى التطورات التي أصابت علاج شلل الأطراف الناتج عن إصابات العمود الفقري، سنجد أن العلماء بكلية طب جامعة إنديانا قدموا أملاً جديداً في السير لهؤلاء المرضى ،والدراسة التي نشرت نتائجها في أحدث عدد من مجلة "جراحة الأعصاب ـ العمود الفقري" المتخصصة، والتي قامت على زرع جهاز تجريبي في 10 من المرضى المصابين في القدرات الحركية، والحسّية للعمود الفقري، والجهاز الذي لا يزيد حجمه عن قداحة سجائر، تتلخص مهمته في توليد حقل كهربائي في منطقة الإصابة، ومن ثم فهو يعيد توليد أنسجة العصب، معززاً درجة التعافي الوظيفي حركياً وحسياً.وبعد 6 أشهر من التجريب أظهر جميع المرضى المشاركون في التجربة، بعض التحسن في وظيفة الإحساس، كما استمر 9 منهم في التجربة، وظهر عليهم التحسن كذلك بعد سنة من إجراء الجراحة عليهم ، غير أن الباحثين أشاروا إلى تفاوت في درجة استجابة المرضى، فقد استعاد اثنان من المرضى وظائف الأطراف السفلية، ولكن ليس بما يكفي للوقوف بدون مساعدة، بينما استعاد مريض آخر قدرته الجنسية.وعلى الرغم من هذه الأمثلة المذكورة سلفا، فإن الإنسان مازال يصر على قتل الحيوانات وإبادتها من على خريطة الحياة من خلال ممارسات بشعة من أجل أرباح وقتية، وذلك رغم ما استفاده الإنسان من هذه الحيوانات ومازال يكتشف المزيد من فوائدها وتطويعها لخدمته، ولنا فقط أن نشير إلى إحصائية واحدة تدل على مدى خطورة الوضع البيئي المتدهور الذي نعيشه وهي أن " القائمة الحمراء" للاتحاد العالمي من أجل الطبيعة والتي تضم جميع الكائنات المعرضة للانقراض تضم 15589 صنفًا على الأقل، وهى النسبة التي تترجم إلى واحد من أربعة من الثدييات، وعصفور من ثمانية، وواحد من ثلاثة من الحيوانات البرمائية .