منير محمد صلاح الدين *لم يكن أيا منا له يد أو فضل في كونه مسلما أو مسيحيا. فذلك نتيجة للمناخ الذي ولد فيه. إذا، لا بد وان يلتزم ويعي المصريون بكافة معتقداتهم حقيقة مفهوم المواطنة. فالقضايا القديمة التي فرضتها الظروف التاريخية لم يعد لها وجود في العصر الحديث. فلم تعد هناك قضية ذميين أو أهل ذمة. فهذه مسألة تاريخية صاحبت دخول الإسلام مصر وغيرها من البلدان الأخرى. واغلب الأوطان الإسلامية الآن يقطنها مسلمون ومسيحيون، وهم شركاء في الوطن الذي يضمهم في الحقوق والواجبات. وأيضا هناك مسألة الجزية التي كانت مفروضة قديما على غير المسلم والتي شرعت بنص الآية المعروفة على المحاربين الذين يهزمون ويرفضون الدخول في الإسلام مقابل حمايتهم وتأمينهم من الأعداء لعدم اشتراكهم في الحروب. ونحن اليوم مسلمين ومسيحيين نواجه العدو مجتمعين أيا كان ولا نحارب مواطنينا المسيحيين ولا نعرض عليهم الإسلام أو السيف. فالدين لله ومصر للجميع . فالعلاج الأمني والحكومي الوقتي المتمثل في عدم الشفافية مع تراكم المشكلات لن يجدي في شيء فلم نعرف إلى الآن من تسبب في موضوع كنيسة محرم بك والتي كادت إن تعصف بالمدينة، مع صعوبة التصديق لكون معتوه تنقل لضرب 4 كنائس في وقت متقارب. فالمجتمع الإسكندري متسامح بطبعة لتعامله منذ زمن بعيد مع جميع الأقليات العرقية والدينية فماذا حدث له؟ دعنا نرى بهدوء ماذا حدث:1ـ هناك زيادة في الاحتقان المتمثل في معظم أئمة الجوامع وخصوصا في المناطق الشعبية والعشوائية وكذلك الفضائيات في ما تبثه في المجتمع من غلو وتطرف وتعصب وذلك لغياب الأزهر المعتدل وسريان الفكر الوهابي المتنامي وتأكيده من خلال الفتاوى التي لم ينزل الله بها من سلطان على الجانب المسلم وعلى الجانب المسيحي اعتبار الكنيسة هي المرجع الوحيد للمسيحيين التي ترعى أمنهم ومصالحهم وغياب الخطاب الكنسي في حث المواطنين المسيحيين على المشاركة السياسية والمجتمعية مع المسلمين والتأكيد على الإنزواء والتقوقع بعيدا عن المجتمع مع تكريس فكر "الهجرة هي الحل" فأصبحنا دولا ً داخل دولة . 2 ـ المواطنة اليوم تعنى الانتماء إلى الدين (إسلاميا كان أو مسيحيا) وليس إلى مصر الوطن الأم ممّا سبب في التفرقة المصطنعة التي تؤكد عليها الجماعة المحظورة (الإخوان المسلمين) من جهة وبعض المتعصبين في الكنيسة المصرية من جهة أخرى، مع تغيب كامل من قبل جميع المؤسسات الحكومية المتمثّلة في البيروقراطية الطفيلية لفكرة المواطنة والانتماء للوطن مصر الأم . 3 ـ المناهج التعليمية التلقينية الموضوعة علاوة على اضمحلال الثقافة المجتمعية سبب رئيسي لترسيخ التباعد والتصادم بين المواطنين بدلا من التسامح والتقارب بين المسلمين والمسيحيين المصريين. 4 ـ لا بد من مواجه مشاكل البطالة والتوظيف وشعور المواطن المتنامي بأنه لا ينتمي لهذه البلد والحد من تنامي الفكر الغيبي لدى المواطن وعدم تعليق مشاكلنا المجتمعية على طرف ثالث كأمريكا وإسرائيل مثلا واعتبارنا مفعولاً به طوال الوقت. فالعيب فينا حتى لو كان خارجيا. 5 ـ ما حدث مؤخرا ً في الإسكندرية كانت تغذيه جزئيا العناصر السابق ذكرها أما الفاعل الحيوي لتوسيع رقعة المواجهة كان لا يمت بصلة للدين الإسلامي أو المسيحي بل كان من فعل البلطجة لسرقة المحلات واستغلال الموقف المتأزم ساعة تشيع جنازة المسيحي المقتول . الرئيس التنفيذي صاحب شركة إسكندرية الوطنية للتسويق
أمة فى خطر
أخبار متعلقة