د.زينب حزامتعتبر القراءة من الأساسيات التي لابد للفرد من امتلاكها،ويسعى المربون إلى غرسها في نفوس التلاميذ لبناء شخصياتهم ومعارفهم . الكتاب المطبوع على الطفل وخاصة الطباعة الأنيقة المزينة بالصور والنقوش من الرسومات المعبرة والملونة والغريب في الأمر،أننا نجد في الآونة الأخيرة قلة طباعة كتاب الطفل ما أدى إلى استيراده من الخارج بثمن مرتفع لايتناسب مع الدخل المحدود للفرد في اليمن،وما نجده من كتب الأطفال في المكتبات اليمنية عبارة عن كتب قديمة أكلتها الأرضة ،وعزف عن قراءتها الأطفال الذين يرتادون المكتبات،وهم في عدد أصابع الكف الواحدة ،وهذا ما يدعو إلى الخجل.ويبرز السؤال عن قلة طباعة كتاب الطفل ،وما هو الهدف منها؟هل هو انتشار عمالة الأطفال وهروبهم من المدارس من اجل العمل في الورش والمحلات التجارية بمرتبات بسيطة؟!.إن طباعة كتاب الطفل بشكل جيد وأنيق تهدف إلى انتشار القراءة وهي في حد ذاتها مفتاح المعارف والعلوم،وعلى الرغم من أن التكنولوجيا الحديثة أسهمت الى حد كبير في إيجاد كمية كبيرة من المادة المقروءة،فإنها قدمت شيئا عجيبا لصرف النظر عن القراءة وتقليل اهتمام الأفراد بالقراءة إلى زيادة الاهتمام بالمادة المشاهدة،ومن الأشياء التي قدمتها التكنولوجيا الحديثة الكتاب الالكتروني رغم انه لايقع في أيادي العديد من البسطاء ومن ذوي الدخل المحدود،فقد عمل التلفزيون والقنوات الفضائية المنتشرة على سرعة انتشار المعلومات والأخبار وأفلام الكرتون ومسلسلات ومغامرات الأطفال والتي حلت محل الكتاب المطبوع وضعف القراءة والكتابة نتيجة ارتفاع أسعار طباعة كتاب ما أدى إلى انتشار الأمية في صفوف الأطفال. [c1]تشجيع الطفل على القراءة[/c]
أحد الاطفال في سوق العمل
يقضي الطفل في بلادنا ما يقارب خمس ساعات يوميا في مشاهدة برامج الأطفال وفي محلات الاتاري،وتعلم عادات خاطئة غير ايجابية كالقراءة والتعليم مثلا.ويحل التلفزيون وألعاب الفيديو محل أولياء الأمور الذين يهربون من مسؤوليتهم في رعاية أبنائهم نتيجة انشغالهم في أعمالهم والبحث عن لقمة العيش الشريفة في هذا الزمن الصعب الذي ارتفعت فيه أسعار المواد الغذائية والعلاج والدواء ومتطلبات المدارس،ما يؤدي إلى استهلاك الوقت في اللعب بينما تدعو المدارس إلى العلم والعمل والإنتاج يخاطب الكتاب والمجلة والصحيفة المتعلقة بالطفل وعقل الطفل مباشرة،وتعمل برامج التلفزيون والفيديو على مخاطبة المشاعر والعواطف الملتهبة.[c1]غياب مسئولية الأسرة يؤدي إلى انحراف الأطفال[/c]
اطفال يتأملون في كتب مصورة
إننا ندعو أولياء الأمور إلى تشجيع الأطفال على القراءة والكتابة وتخصيص ساعة يوميا لقراءة كتب الأطفال أو المجلات والصحف اليومية المتعلقة بالطفل ففي القراءة مخاطبة للعقل والإبحار في أفكار الآخرين من العلماء والأدباء والفلاسفة والكتاب ورواد التاريخ والسياسة والاقتصاد،أما مايحصل عليه الطفل من مشاهدة البرامج التلفزيونية والفيديو وخاصة أفلام العنف فهو انتشار العنف والجريمة وهذه واقعة رايتها بأم عيني في أحد الأحياء الشعبية من مدينة عدن حيث،تشاجر طفل عمرة ثلاث عشرة سنة وآخر عمره عشر سنوات،ذهب الأول إلى منزله وقام بإحضار مسدس والده وأطلق النار في شارع مليء بالناس وذهب شخص بريء ضحية هذا الإهمال من أولياء الأمور وانتشار الجريمة في مجتمع مسلم يؤمن بالأمن والاستقرار!!