بغداد / وكالات :دعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر المجتمع الدولي إلى بذل مزيد من الجهود للكشف عن مصير مئات آلاف الأشخاص المفقودين في العالم بسبب النزاعات المسلحة أو أشكال أخرى من العنف.وحاز الوضع في العراق على مساحة من تقرير للجنة الدولية بمناسبة اليوم العالمي للمفقودين الذي وافق أمس- ركز على ما وصفه بالمأساة الخفية ومساعدة عشرات الآلاف من عائلات المفقودين في الكشف عن مصير ذويهم ومنع تكرار مثل هذه المآسي.ووصف مدير العمليات في اللجنة بيار كراهنبول في تقريره الوضع في العراق بأنه يصعب فيه جدا تحديد مصير المفقودين بعد سنوات من النزاع وانعدام المحاسبة.ونقل التقرير عن مصادر رسمية عراقية تقديرها لعدد المفقودين منذ الحرب العراقية الإيرانية (1980-1988) حتى اليوم بأنه يتراوح ما بين 375 ألفا ومليون شخص.ويشمل هذا الرقم الذين فقدوا خلال حرب الخليج (1991) والغزو الأميركي في عام 2003 وأعمال العنف المستمرة منذ ذلك الوقت.كما نقلت اللجنة الدولية للصليب الأحمر عن مصادر عراقية قولها إن زهاء عشرين ألف جثة نقلت إلى معهد بغداد الطبي الشرعي بين مطلع عام 2006 ومنتصف عام 2007، مشيرة إلى أن نصف هذه الجثث لم يتم التعرف عليها بعد.وفي تقريرها رحبت اللجنة الدولية للصليب الأحمر بإقرار المعاهدة الدولية لحماية كل الأشخاص من عمليات الاختفاء القسرية، وشجعت الدول على إبرامها وتطبيقها في أسرع وقت ممكن.على صعيد آخر تبنت ما تسمى بدولة العراق الإسلامية التابعة لتنظيم القاعدة قتل موظف في السفارة الأميركية في بغداد يدعى زاهر عبدالمحسن عبد الصاحب، لكن السفارة الأميركية شككت بصحة النبأ، مشيرة إلى أنها تتحرى عن الموضوع. مشيرة في بيان لها نشر على الإنترنت إلى أنها قتلت عبد الصاحب يوم السبت الماضي انتقاما لاستمرار اعتقال امرأة مسلمة في "سجون الشيعة والصليبيين".
وفي التطورات الميدانية الأخرى قالت وزارة الدفاع العراقية في بيان لها إن قوات الأمن اعتقلت 72 مسلحا عقب الاشتباكات الدامية التي شهدتها مدينة كربلاء جنوبي البلاد الثلاثاء الماضي وأوقعت 52 قتيلا و206 جرحى.وأشار البيان إلى أن قوات الأمن صادرت العديد من الأسلحة خلال عمليات دهم وتفتيش شملت أنحاء كربلاء، مشيرا إلى عودة الهدوء والاستقرار إلى المدينة.وذكر مصدر أمني عراقي أمس أن رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي أعطى أوامر بفصل كل منتسب من عناصر الأجهزة الأمنية تخاذل عن أداء الواجب خلال وقوع اشتباكات كربلاء أثناء إحياء ذكرى مولد الإمام المهدي، التي شارك فيها مئات الآلاف من الشيعة العراقيين.وعلى خلفية تورط بعض أعضاء مليشيات جيش المهدي في اشتباكات كربلاء قرر الزعيم الشيعي مقتدى الصدر تجميد أنشطة تلك المليشيات لستة أشهر لإعادة النظر في هيكلتها.وقد رحبت الولايات المتحدة بحذر بالقرار الذي اتخذه الصدر بتجميد أنشطة جيش المهدي بما في ذلك وقف الهجمات على قوات التحالف، لكن المتحدث باسم الجيش الأميركي في العراق المقدم كريس غارفر أكد أن واشنطن تنتظر النتائج على الأرض.كما رحبت الحكومة العراقية بقرار تجميد أنشطة جيش المهدي. وقال مستشار الأمن الوطني العراقي موفق الربيعي إنه "إذا حدث ذلك فسيقل مستوى العنف في البلاد كثيرا".من ناحية أخرى اعترف الجيش الأميركي في العراق بمقتل أحد جنوده في انفجار عبوة ناسفة استهدفت دوريته أثناء ما وصفه بعمليات قتالية في محافظة ديالى شمال شرق بغداد أمس الأول.كما قتل مسلحون مسؤولا محليا في مجال الطاقة في النجف قرب منزله عندما أطلقوا النار عليه من سيارة مارة مساء أمس الأول في النجف جنوبي العراق.