صباح الخير
في مبادرة هي الأولى من نوعها بادر القطاع الخاص السعودي بفتح باب أمل للمساجين في السجون السعودية وذلك من خلال رعاية بعض المشاريع التجارية داخل السجون بهدف استثمار طاقات نزلائه لمساعدتهم في الانخراط على مجال العمل بعد قضاء فترة بقائهم في السجن .وقد قامت الدولة بتخصيص مواقع للقطاع الخاص داخل السجون لتأهيل المساجين في بعض المهن والحرف وتعريف ما ينتجونه خارج نطاق السجن بهدف تأهيل المساجين للاندماج في شرائح المجتمع بعد قضاء مدتهم داخل السجن وتعلمهم مهنة يعيشون ويصرفون على أسرهم منها سواء داخل السجن أو خارجه , من خلال المردود المادي والمعنوي الذي سيعود عليهم من خلال هذا العمل , ومن أجل تقويم سلوكهم وفتح سبل العيش الكريم لهم ولأسرهم متى ما عادوا إلى الانخراط في المجتمع مرة ثانية .السجن تهذيب وتأهيل , ومن هذا المنطلق يجب أن يعطى جل الاهتمام للسجين في بلدنا ليعود إلى المجتمع إنساناً صالحاً نافعاً لنفسه ولمجتمعه , ومن أجل هذا لابد أن يطلع القطاع الخاص في بلادنا على هذه التجربة ليكون له دور فاعل في تأهيل المساجين وفتح أبواب التكسب الحلال لهم داخل السجون حتى لا يشعر السجين أنه بدخوله السجن أصبح منبوذاً ومنسياً من قبل المجتمع , بل أن المجتمع يرعاه ويسعى إلى إصلاحه حتى وهو في السجن يقضي فترة عقوبته ليعود إليه إنساناً صالحاً تائباً عن أي خطأ أرتكبه في حق هذا المجتمع الذي مد إليه ذراعه حتى وهو في السجن فتختفي نظرة العداء ما بين السجين والمجتمع الذي يحيط به .ودور القطاع في جانب دعم المساجين وتوفير مجال عمل لهم داخل السجون سيخفف من العبء والحمل الثقيل الملقى على كاهل الدولة في هذا الجانب , وسيفتح باب أجر وثواب لكل من سيسهم في انتشال إنسان من الضياع وسيفتح له باب الرزق الحلال داخل السجن وخارجه , ونتمنى أن تكون كتابتنا في هذا الموضوع دعوة للدولة لإفساح المجال , وتوفير الفرص التي من خلالها يمكن القطاع الخاص من توفير بعض فرص العمل للسجناء داخل السجون , وسنكون أول من يكتب عن هذه التجربة إذا ما أخذت بعين الاعتبار .