ها هو مسلسل الاغتيالات المأساوية يعكر صفو الأمن والطمأنينة في الشارع اللبناني من جديد بعد أن تجمد نشاطه في الآونة الأخيرة، وخصوصاً بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري حيث دخلت البلاد في بوتقة مظلمة من الصراعات والمماحكات السياسية التي كادت تعصف بها وتلقي بها إلى الهلاك.تجدد مسلسل الاغتيالات في هذا التوقيت الصعب والمرحلة السياسية الحرجة التي تمر بها لبنان العروبة والبطولة والفداء من شأنه أن يعيق كل مساعي التقارب والتالف والتوحد داخل الأسرة اللبنانية التي لم تكد تستفيق من أوجاع الحرب الصهيونية البشعة والتبعات التي أعقبتها، الأمر الذي يضع أكثر من علامة استفهام حول هوية المستفيد من زعزعة الأمن والاستقرار في لبنان وإثارة النزعات الطائفية والعرقية المقيتة في مسلسل مدروس وتعد مسبقاً بدليل التوقيت وهوية المجني عليهم والظروف المحيطة بملابسات هذه الحوادث.إن ما يجري في لبنان حدث جلل وفتنة ستلقي بظلالها السلبية على المنطقة العربية برمتها، وللخروج من هذه الأزمة لا بدّ من تحركات جادة ونشاط فعّال للجامعة العربية بتبنّي مبادرة مصالحة واسعة داخل الصف اللبناني الواحد وحشد مساندة وتأييد القادة والزعماء العرب بكل الوسائل والإمكانيات المتاحة وإرسال لجنة عربية لإيقاف التوتر وتخفيف حالة الاحتقان التي وصلت إلى درجة لم يعد أي شخص قادر على احتمالها وخصوصاً بعد عودة مسلسل الاغتيالات القذرة.وفي المقابل فإن المؤمل من الساسة والقادة اللبنانيين أن يتسلّحوا بالمزيد من الحكمة والعقل التبصُّر وأن يدركوا خطورة الوضع الذي تمر به البلاد ويتعاملوا معه بحكمة وحنكة ومسؤولية بعيداً عن لغة تهييج الشارع اللبناني وإفراز المزيد من الأحقاد التي تزيد الطين بله وتدفع بالأوضاع نحو المزيد من التوتر.ونحن في اليمن كان لنا المبادرة في دعم وحدة الصف اللبناني من خلال الدعوات المستمرة للرئيس علي عبدالله صالح للأخوة في لبنان بالتساموّ فوق الجروح وتغليب مصلحة لبنان وشعب لبنان وتفويت الفرصة على المتربصين الذين هالهم أن يعيش لبنان واللبنانيون بسلام واستقرار. كل الأمنيات أن يتجاوز الأشقاء في لبنان هذه المحنة الحرجة وأن يخرجوا منها بسلام دون أي خسائر تذكر ولابد في الأخير أن يكون للقادة والزعماء العرب دور في ذلك كما هو المؤمل منهم.
(لبنان ..على فوهة البركان)
أخبار متعلقة