لم يكن أحد يتوقع قوة الإنتصار للنبي المختار عليه الصلاة والسلام في المجالات والهيئات والدول فقد صار الحدث خبراً يومياً في سائر النشرات الإخبارية وأصبح حديث المجالس بل صارت به صلة بالدول والحكومات وكل من في الأرض.. ويمكننا القول أن الأمة الإسلامية في العصر الحديث قلما قابلت حدثاً كان له مثل هذا التأثير في القلوب والنفوس والمواقف والمبادئ ولا عجب أيها الناس فالأمر يتعلق بالرسول الكريم صلى الله عليه وسلم نبي الرحمة "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين" وقوله "وسيد ولد آدم يوم القيامة، وأول من ينشق عنه القبر، وأول شافع وأول مشفع" كما ورد في حديث مسلم، فله في قلوب المسلمين المكانة العظمى والمحبة الكبرى يجددون بها ما كان عليه أسلافهم من الصحابة رضوان الله عليهم ولسان حالهم ومقالهم يجسد مقالة أبي طلحة الأنصاري يوم أحد (نحري دون نحرك يا رسول الله) فلا مجال للتعرض لمقامه أو الإنتقاص لقدرة عليه الصلاة والسلام.إن ما حدث قبل حوالي أكثر من ثلاثة أشهر في الدنمارك وصحفها من إستغداء صارخ وتعد واضح لشخص نبي الأمة وقدوة المسلمين عليه الصلاة والسلام ليوحي بما لا يدع مجالاً للشك بأن أعداء الإسلام لا يزالون في كراهية هذه الأمة ويعملون لإجهاضها وإخفائها حتى يتسنى لهم فعل وتدبير ما يخلو لهم بها وبذاك صريح القرآن (ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا).. كانت البداية من (يولاندس بوستن) هو الأسم الذي تحمله كبرى الصحف الدنماركية وهي ليست رسمية إلا أنها يمينية الإتجاه أسوة ببقية الصحف التي تحسب على إتجاه سياسي ما. وهذه مسألة معروفة في الصحافة العالمية الحرة. والقصة أيها الناس أنه لم يجد أي من الرسامين الذين قاما بتزيين كتاب الأطفال للمؤلف(كور بلوتاين) عن النبي عليه الصلاة والسلام الإشعار عن اسميهما خشية رد فعل الجالية المسلمة والذين يشكلون حوالي مائتي ألف أي ما يعادل 3 من إجمالي السكان ويعد الإسلام هناك ثاني أكبر ديانة بعد المذهب الإنجيلي اللوتري.. والمحرر الثقافي في هذه الصحيفة يرسل كتاباً يدعو فيه 40رساماً يحثهم على رسم النبي وفي 30 سبتمبر بالصفحة الثالثة في القسم الثقافي نشرت رسومات كاريكاتورية بلغت الـ 12، واحدة منها تظهره حاملاً قنبلة في عمامته على سبيل المثال.. وكان الصمت مطبقاً وردة الفعل الوحيدة جاءت من مجموعة من أصحاب أكشاك الصحف المسلمين الذين رفضوا تعليق الصحيفة في محالهم. وأحتاج الأمر لعدة أيام وثم مخاطبة الصحيفة من قبل بعض الأئمة بنفس المدينة ومطالبتها بالإعتذار ولكن لا مجال وآخر ذلك طلب بعض السفراء والمسلمين مقابلة رئيس الوزراء هناك ولكنه رفض وأكتفى بإرسال كتاب يوضح فيه عزمه على عدم التدخل في المسألة كونها ترتبط بمبدأ الحرية وثم تليها المظاهرات في الدنمارك وجميع أقطار العالم الإسلامي. وفي هذا المضمار نريج التعريج عن خلفيات القضية فالأمر أحبتي ليس رسومات إستهزاء فقط ولكن هناك أمور أخرى لم نطلع عليها كانت منها :1) ملكة الدنمارك ( مارجريت) ألفت كتاب عن الحضارة الأوربية وذمت الإسلام والمسلمين ورسول الله عليه الصلاة والسلام (ولم يتحرك أحد).2) رئيس وزراء الدانمارك أشار ثلاث مرات منذ أحداث سبتمبر إلى أن أهل الاسلام حُثالة الشعوب .(ولم يتحرك أحد).3) عدد من الصحف الدنماركية نشرت مقالات تنتقد فيها الإسلام ورسول الإسلام .. (ولم يتحرك أحد).ثم ختمت القضية بالرسومات التي أثارت الناس ... إذن فالموضوع أوسع من توجه صحيفة واحدة فهو على مستوى الدولة كاملة.عموماً فقد بدأت الشعوب الإسلامية بالتحرك في كل نطاق وطبقت قاعدة الدنمارك عندما طولبت من قبل الجمعيات الإسلامية بالإعتذار فقالت هذة حرية رأي .. فقالت الشعوب ولنا حرية الإختيار وبيدنا سلاح الاقتصاد الذي سوف نستخدمه فنستطيع أن نقوم بالمقاطعة .. فشعب الدنمارك 5 ملايين يعتمد على الزارعة وتربية الأبقار وقد أشارت جريدة الحياة اللندنية في تقريرلها أن نصف الإنتاج الزراعي والحيواني يصدر للسعودية فماذا سيكون لو توقف الإستيراد سينهار نصف الاقتصاد الدنماركي الزراعي والحيواني .. وهذا على سبيل المثال ومن خلال ماتم من المجتمعات الإسلامية تجاه هذه المقاطعة أثر واضح على الدنماركيين تجلى ذلك في بعض ردود الأفعال منها ..1) كان الموضوع الأساسي في صحف وقناة الدنمارك الرئيسية يوم الخميس مقاطعة السعودية للمنتجات الدنماركية وثم مناقشة القضية بالأرقام والخسائر..2) أحد أصحاب المصانع الكبرى وهي ( لاراهود) قال لو استمرت المقاطعة عدة أشهر سنخسر المليارات وسنسرح من العمال والموظفين 30 ألف عامل وموظف .3) بدأت الصحيفة تناقش آثار الرسومات عليها فقد قامت شركة (لارا) أكبر شركة مصدرة للمنتجات الغذائية برفع دعوى ضرر على الصحيفة .4) وزير الزراعة الدنماركي أجتمع بنقابة المزارعين لمناقشة القضية وتقرر إرسال رسالة إعتذار إلى جميع وزراء الزراعة بالدول الإسلامية.إذن فقضية المقاطعة تحتاج لتفعيل ومواصلة عمل بشكل مستمر فان هذا لونجح فأنة سيؤتي ثمار ليست باليسيرة علينا أن نستمر بهذه المقاطعة حتى لو أعتذرت الصحيفة أو أعتذرت الحكومة الدنماركية وذلك في اعتباري إن الإعتذار ليس لذات الإعتذار ولكن لقوة الصدمة والخسارة الناتجة وهم يريدون إعادة الصفقات التجارية التي خسروها هذا من جهة ومن الجهة الأخرى إن مافعلته الصحيفة هو نوع من التبجح الذي يحتاج إلى وقفة صارمة وقوية حتي يؤتي هذا العمل ثماره وقد رأينا بعضاً منها علينا نحن المسلمون من خلال ظهور قوة وصدق محبة النبي علية الصلاة والسلام وتجلي صوره وتكاتف الأمة ووحدتها ورفع الهمم والعزائم بثبوت قدرة الشعوب الإسلامية على العطاء والتأييد وإزالة العجز والتفريط والتقصير.وهكذا نرى أن هذه الصورة أبرزت تسخير الأمة لبعض قدراتها الاقتصادية والإعلامية والسياسية في الإتجاه الصحيح المرتبط بهوية الأمة وتحقيق مصالحها وتجلى الأثر الإيجابي لذلك ،فقد كانت النصرة شاهداً على محبة حقيقية لازائفة وغيرة صادقة لاكاذبة لهذا النبي الكريم عليه أفضل الصلوات والتسليم .. القائل .. ( لايؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين )...* الأستاذ / فؤاد عزالدين الكمراني
|
اطفال
ثمرات الانتصار للنبي المختار
أخبار متعلقة