أضواء
في أولويات وبدهيات بناء المنهج المدرسي، تبرز القاعدة الأساس في مخاطبة العقل بحسب ما يدرك وبقدر ما يستطيع أن يستوعب وبمثل الحاجة التي يحتاجها بحسب سنه وصفه الدراسي. والسؤال: هل تحتاج طالبة في الصف السادس الابتدائي أن تتعرف على قواعد التكفير وأن تميز بين من يستحق هذه الصفة منهجا واعتقادا وبين من لا يستحقها؟ الجواب تجدونه في مقرر التوحيد، وفي البابين الأولين من الوريقات الأولى لهذا المقرر، وفي آخر طبعة لعام 2009. وللإنصاف فإن المنهج، آنف الذكر، كان متوازنا وهو يخصص الوحدة الثانية من الكتاب لحكم تكفير المسلم، وكذلك أيضا لحقوق ولاة أمر المسلمين وإن كان ذلك في مجرد ورقة في آخر الكتاب وقد يكون في المحتوى والمكان رسالة لا أعتقد أنها غير مفهومة.والخلاصة أنني مؤمن بأن مفردة التكفير بتكرارها والتأكيد عليها، حتى ولو كانت في مواقعها وبأدلتها التي تبقى فوق النقاش، مؤمن أنها مسألة يجب أن تبقى للكبار من أهل العلم وللمتخصصين في العمل الشرعي وهذه قضية حسمها الدعاة وقالوا من قبل بخطورة أن تلقن للصغار فما بالك بطالب في المرحلة الابتدائية. هذه الشريحة، أولا، تستصعب فهم النصوص وتستسهل تأويلها، والسماح بتدريس هذه القضايا الدينية الخطرة في التفسير والتأويل، قد يسمح بنفاذ المنهج الخفي من قبل بعض المعلمين الذين يتسللون عبر المنهج المعلن.وقبل ثلاثين عاما، ربما، كان جيلي من قبل في مواجهة هذا المقرر ولكنهم لم يكونوا في مواجهة مثل هذه المسائل ولهذا لا أستغرب أن سواد - المكفرين - الذين يتناثرون اليوم من شبابنا هنا أو هناك هم ما بين الخامسة عشرة والثلاثين من العمر لأن المنهج الدراسي، وإن كان لا يتحمل للأمانة جل الوزر، قد استسهل بث مثل هذه الرسالة في مرحلة مبكرة على التمييز والفهم السليم، ولهذا يقع بعض الطلاب ضحية لأحمال تزامن المنهجين الخفي والمعلن. هؤلاء، أو بعضهم، قد يقرأ رسالة التكفير عبر المنبه الخطأ. طالب الابتدائية أصغر عقلا حتى من فهم التركيب والنقد اللغوي الصرف للمفردة، واللغة هي وعاء التفسير وقاعدته ناهيك عن أن يهضم المقصد الشرعي فيما فوق القاعدة. [c1]*عن/ صحيفة “الوطن” السعودية [/c]