بديع سلطانلا يخفى على الكثيرين ما يعاني منه الوطن العربي من أزمة في المياه وشحة في موارده ومنابعه ويؤكد ذلك الاحصائيات والارقام التي تصدرها مراكز الدراسات والبحوث حيث أشار تقرير حديث لمركز الخليج للدراسات الاستراتيجيةالى أن هناك 13 بلداً عربياً مصنفاً ضمن فئة الدول ذات الندرة المائية .وكان الشحة والندرة في موارد المياه لم تكن كافية حتى تتعرض بعض الدول العربية -الغنية مائياً- لتهديدات الاطماع التوسيعية والسياسية والعسكرية المحيطة بها وتهدد بالتالي ثروتها المائية مثل العراق التي يمر بها نهرا دجلة والفرات ومصر والسودان –نهر النيل- وسوريا ولبنان والاردن التي تخترق اراضيها عدد من الانهار أو فروع الانهار وروافدها الصغيرة – كنهر الاردن والعاصي والليطاني واليرموك- .وتتعرض تلك الدول لاطماع توسيعية سياسية من دول مجاورة معادية كاسرائيل أو حتى دول مجاورة كتركيا وأثيوبيا.وتمثل اسرائيل التهديد الاول للأمن المائي العربي , حيث يصرح أكثر قاداتها في أكثر من مناسبة أن السيطرة على منابع المياه كانت من أهم أسباب حروبها مع العرب كما أن الهجرة المستمرة لليهود الى اسرائيل يحتم على الدولة الصهيونية تأمين الاحتياجات المائية بسبب تزايد عدد السكان.كما أن تركيا المجاورة للعراق وسوريا تعمل للضغط على دول مثل العراق بنقطة وثروته البترولية ليكون النفط مقابل التعاون المائي لاسيما أن نهر دجلة يمتد الى داخل الاراضي التركية وتستطيع هذه الاخيرة أن تحد من تدفق مياهه نحو الاراضي العراقية ببناء السدود والحواجز وغيرها .وتضغط أثيوبيا المجاورة للسودان التي يمر عبرها نهر النيل -أطول أنهار العالم- على كل من مصر والسودان لتسيطر بدورها على حوض النيل وأخذ حصة الأسد منه بغض النظر عن الدول التسع الاخرى المشتركة بحوض النيل وتسعى بكل الوسائل لتحقيق هدفها.بالاضافة الى تلك التهديدات التوسعية هناك تهديدات طبيعية جغرافية وسلوكية تهدد الامن المائي العربي أهمها الطبيعة الصحراوية للبيئة العربية والتصحر الزاحف والمتنامي على الاراضي الخضراء الذي يحتاج الى نسب كبيرة من المياه لردعه والحد منه .ومن الاسباب السلوكية تزايد عدد سكان الدول العربية ومن ثم تفاقم الازمة كما أن سوء إدارة المياه واستهلاك الانسان العربي لمصادر مياهه الشحيحة والإهدار اللافت للنظر للمياه وخاصة المياه الجوفية من أسباب تزايد الازمة.ويختتم مركز الخليج للدراسات تقريره بورقة مستقبلية وضع فيها حلولاً ورؤية لمستقبل الماء العربي من هذه الحلول:- تفعيل التكامل العربي للمحافظة على الموارد المائية العربية .- الانتباه للاطماع الاسرائيلية وغيرها.- خلق وعي استخدامات وتقنيات الموارد المائية.- التخلص من العادات المهدرة للطاقة المائية بالتوعية الاعلامية.- تبادل الخبرات المائية العربية .- إنشاء هيئة لإدارة الموارد المائية.
|
ابوواب
التهديدات السياسية للمياه العربية
أخبار متعلقة