نافذة
تحدث القرآن الكريم في أكثر من ثلاثمائة آية عن العدل وحث الله تعالى على العدل وحذر من الظلم وأمر بالحق، وقديما قال بعض فلاسفة اليونان إن محبة جمال العدل هي التي تجعل الإنسان سياسيا خصبا منتجا ولكن لماذا يغيب العدل عن تعاملات الناس فيما بينهم ؟ وكيف يمكن تحقيقه في شتى مناحي الحياة ؟ إن الحياة لا تستقيم إلا بالعدل وبدونه تختل هذه الحياة، فالعدل غاية الرسالة السماوية وهناك قول مشهور:” العدل أساس الملك “ ، فهو عمل من له الأمر شيئا من قول أو فعل في موضعه دون جور أو ظلم ، هذا هو العدل الذي يبحث عنه الناس ، أما العدل الذي قال العلماء قديما انه أساس الملك وانه سبب النجاة في الدنيا والآخرة هو الذي نراه اليوم يكاد يكون مفقوداً في اغلب البلدان حتى البلدان التي قطعت شوطا كبيرا في مجال الحريات وحقوق الإنسان والديمقراطية لا تريد أن يكون العدل سائدا في هذه الدنيا. وفي الأخير أقول : إن العدل المطلق هو لله عز وجل أما الإنسان مهما كان عادلا فان عدله يعتبر نسبيا والكمال نسبي ، ولا شك في أن اعدل الناس هو رسول الله صلى الله علية وسلم وخلفاؤه الذين جاؤوا من بعده وأصحابه الذين ساروا على هديه ، والعدل لايمكن أن يتحقق إلا إذا التزم الناس بشرع الله عز وجل ، وهو أهم ما تحتاجه البشرية لحياة سعيدة بل للدنيا والآخرة ، ولا يمكن أن يحقق هذا العدل إلا إذا ارتفع الإنسان كما قال ابن تيمية رحمه الله في الايه قوله تعالى “ عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين إن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان انه كان ظلوما جهولا “ أي لا يمكن إن يرفع الظلم إلا بالعدل ولا يمكن إن يرفع الجهل بالعلم ، فالأصل بالإنسان انه ظلوم وانه جهول وانه يميل إلى الظلم ما استطاع ، ولا يمكن إن يرتفع هذا الظلم السائد في العالم اليوم إلا بالعدل ، وأدا أردنا إن نحقق هذا العدل فيجب علينا إن نعود إلى شريعتنا الإسلامية ونتقيد بكل ما جاء بها ، ويجب إن يعرف الجميع بان مرضنا اليوم هو الظلم كل دول العالم الثالث تعاني من الظلم كثيراً وعدم العدالة الاجتماعية .