يمتد أطول سباق عدو في العالم مسافة 4988 كيلومترا ومن خلاله يدور المتسابقون حول مدينة كوينز الامريكية لشهرين متتاليين.يرتدي المتسابقون 12 زوجا من الاحذية خلال السباق ويجرون مسافة تماثل المشاركة في سباقين للمارثون يوميا وسط درجات الحرارة المرتفعة والامطار التي تهطل على نيويورك خلال فصل الصيف ولا يتوقفون ابدا الا للنوم من منتصف الليل وحتى السادسة صباحا.وقال العداء براناب فلادوفيتش عن نفسه و13 اخرين من المشاركين في السباق السنوي العاشر "أعتقد أن ما نبحث عنه هو الشعور بأننا نعيش الحياة عن حق."ويقوم برعاية السباق الذي يستمر 51 يوما أتباع استاذ التأمل سري تشينموف الذي يطالب تلاميذه بالتفوق من الناحيتين الذهنية والبدنية.ويتناول المشاركون في السباق طعامهم وهم يجرون ويتحدثون وهم يجرون ويعانون من تقيحات ويضعون أربطة ضاغطة على أقدامهم ويفقدون بعض الوزن ولا يحصلون على قسط كاف من النوم وهم يحاولون التركيز والتمتع بالايجابية لمدة شهرين تقريبا. ويقولون أن ما يفعلونه هبة للانسانية.وقال مدير السباق روبانتار لاروسيو "لا يتمكن أي أحد من تسلق قمة ايفرست ولا يمكن لاي أحد ايضا المشاركة في هذا السباق. ولكنه تحد ويوضح أنه ليس هناك حد لما يمكن أن تفعله."وكل المشاركين في السباق العام الحالي باستثناء واحد فقط من الاجانب الذين تركوا وظائفهم للمشاركة في السباق.ومن خلال السباق يمتزج عالمان .. المشاركون في السباق من شرق اوروبا يدورون حول أكثر المناطق تنوعا من حيث السكان في نيويورك حيث يقيم اليونانيون واليهود والكوريون والمسلمون جنبا لجنب. ولا يهتم معظم السكان بما يفعله الرياضيون في السباق الذي يختتم في الثاني من اغسطس اب.وعلى العكس يتابع المشاركون في السباق السكان وما يقومون به كل يوم في الوقت نفسه وفي المكان نفسه فهم على سبيل المثال يبتسمون لرجل من بنجلادش وهو يصطحب ابنه للمتنزه معظم الليالي. وبالعدو أكثر من مئة لفة في اليوم يعرفون كل منحدر وتقاطع في المدينة.ويستمتع العداءون بالشمس الساطعة في الصباح وأشجار الصنوبر وتقول العداءة اناندا زوسين "دائما في الحياة يمكنك أن تشكو أو أن تركز على الجانب الممتع. هذا السباق يعلمنا أن نتقبل أننا سنعدو طول اليوم ثم ننسى كل شيء عن الامر بعد ذلك."ويصل العداءون كل يوم لنقطة البداية الساعة السادسة وسبع دقائق بالتوقيت المحلي لبدء المرحلة التي تمتد 97 كيلومترا وهم يجرون ويسيرون ثم يمزجون السير بالجري ويغيرون الاحذية ويعرفون ما سيأكلونه ومتى.وقال بيبين لاركين مساعد مدير السباق "انهم مثل الاطفال نوعا ما. حياتهم بسيطة بحق ولكي ندفعهم للاستمرار في سعادة يجب أن نستمر في تزويدهم بأشياء.
أخبار متعلقة