أفكار
يبدو أن الدول الغربية( الاتحاد الأوروبي) وغيره قد عزم على أن يتحد ويحقق مصالحه على حساب الآخرين.. ويبدو أننا لم نفكر في الاتفاق على كيفية مواجهة هذا الموقف وتحقيق مصالحنا..صحيح أن من حق الغرب أو أي دولة أو أي فرد تحقيق مصالحه لكن ليس على حساب الآخرين وكرامتهم..لقد فرط العرب كثيرا في أنفسهم وكرامتهم وحقوقهم وكانت هذه هي النتيجة: عدم احترام الآخرين لنا.. ويكفي أن نشير هنا إلى ما قاله الدكتور فتحي سرور الأسبوع الماضي أمام أعضاء الغرفة التجارية الأمريكية بالقاهرة: نحن نلوم أنفسنا ولا نلوم غيرنا..مايثير هذا الحديث هو ماتعرض له البابا شنودة في مطار هيثرو الأسبوع الماضي وهنا ننقل بعض ما حدث كما ورد في إحدى الصحف:ماجري في مطار هيثرو قبل أيام تحديدا يوم30 مارس لايمكن السكوت عليه.. فهو إهانة لاتغتفر.. ومسألة تفجر موضوعا كبيرا لابد من حسمه.والقصة التي تنفرد بها (روزا ليوسف) أن قداسة الباب شنودة بطريرك الكنيسة الارثوذكسية.. كان عائدا من لندن عبر مطار هيثرو إلى القاهرة.. متوجها كما جرت العادة إلى صالة كبار الزوار.. وفقا لترتيبات تقوم بها السفارة المصرية.. وكان البابا يستقل سيارة تتقدم سيارة أخرى خلفه موجود فيها السفير المصري جهاد ماضي.وحين توقف الركب أمام مدخل صالة كبار الزوار كان أن استوقفه المسئولون عن الأمن.. حيث طلب منه أن يمر عبر جهاز الإكس رأي( أشعة أكس) الذي يفحص من يمر منه بشأن وجود متفجرات أو أسلحة أو أية أدوات معدنية.. وأن يخضع البابا لكل إجراءات الأمن وهنا تدخل السفير متخيلا أن لبسا ما قد وقع.. وأن المسئولين لا يعرفون قداسته.. فشرح لهم.. لعلهم يستوعبون.. لكنهم رفضوا أن يمر البابا بدون تفتيش وعبثا أن قال لهم أنه زعيم ديني.. فقد أصروا على التفتيش.. باعتبار أن صفته ليست واردة في قائمة الاستثناءات.وكان أن اتصل السفير بمراسم وزارة الخارجية البريطانية لعلها توضح الأمور للمعنيين في المطار.. وكانت المفاجأة أنها بدورها رفضت استثناء البابا من الإجراءات الغريبة.. على الرغم من أنه سبق أن سافر الي بريطانيا أكثر من مرة.. وفي هذه الرحلة بالتحديد كان أن سافر في بريطانيا داخليا إلى مانشيستر ونيوكاسل ولم يخضع لهذه الإجراءات.قداسة البابا من جانبه وحرصا على تمرير الموقف قال: أنه يريد أن يلحق بالطائرة ووافق على أن يخضع للإجراءات.. فكان أن مر من الجهاز.. وانتبه المعنيون البريطانيون إلى أنهم أمام شخصية مهمة.. واستثنوه من خلع الحذاء وبقية التفتيشات السخيفة.ونحن نتساءل:ألا يثير هذا الموقف ـ وكل مانتعرض له للحصول علي تأشيرة إحدى الدول الغربية أن نفكر في المعاملة بالمثل؟أن الحصول علي تأشيرة الآن من إحدى السفارات الغربية أصبح وهما ومن الصعوبة بمكان وإجراءات غاية في التعقيد والتضييق والممنوعات.. و(بهدلة) الناس في الطوابير منذ الصباح الباكر..ألا يستدعي هذا كله أن نعامل تلك الدول بنفس المعاملة.. أن تكون المعاملة بالمثل؟ لماذا نفتح أبوابنا بسهولة بالغة لكل من لاينطق العربية.. بينما يغلقون الأبواب والنوافذ أمام أبناء الوطن العربي.. لماذا لا نعاملهم بنفس الإجراءات, البعض قد يري أن هذا خطر على السياحة.. وفي اعتقادنا أن الخطر على السياحة أهون من الأخطار على كرامتنا..إنها قضية سبق إثارتها في هذه المجلة.. والآن وبعد كل ماحدث هل نتحرك لنثبت أننا لازلنا على قيد الحياة.. نرجو ذلك. [c1]* عن / صحيفة (الأهرام) الاقتصادي[/c]