عندما حل التراخي والمزاجية .. التلالية هبطوا :
التلال المنكسر .. العميد الذي دمرته الرياح العاتية .. النادي المئوي الذي اصبح اشبه بريشة طائر يدهسها قطار .. شياطين القلعة واسود صيرة باتوا في الدرجة الثانية .. اصحيح هذا .. احقيقة هذه؟!! .. بعيدا عن احلام المنام واحلام اليقظة .. بعيدا عن وهم الحقيقة وحقيقة الوهم .. العميد انخرط في العتمة، التلال زلت قدمه في تعرجات الهبوط!!. ولكن .. وخلال ايام عدة (فقط) من كآبة السقوط والهبوط، العميد يلتهم النصف الآخر من كعكة الموسم الكروي، التلال بطل كاس رئيس الجمهورية .. اهتزت اركان ملعب الفقيد علي محسن مريسي بالعاصمة صنعاء .. وفي عدن - تحديدا - مدينة كريتر معقل التلاليين .. عم البكاء الذي ساد ارجاء المدينة لحظة الهبوط .. ولكنه هنا البكاء الفرائحي .. انسابت الدموع من العيون، فبطولة كاس الرئيس باتت تلالية.. آه ما اجمل دموع الفرح عندما تنهمر لتغسل ما بالقلوب من احزان!!.ويبقى السؤال الذي ربما يؤرق الكثيرين وفي مقدمتهم عشاق التلال - وما اكثرهم - ومفاده : كيف استطاع التلال الخروج من نكسة الهبوط ليعتلي بطولة كأس الرئيس .. في ظل شرخ نفسي اصاب الفريق بفعل نكسة الهبوط والطبيعي جدا هنا ان التئام هذا الشرخ النفسي يحتاج الى مساحة وزمن وفكر وعقلانية .. واذا ما اضفنا الى ذلك وقلنا : بان الفريق نفسه وبنفس لاعبيه هو من هبط وسقط في الدوري العام؟!!.كنا في تناولات صحفية سابقة اشرنا العوامل بالعوامل (الداخلية) لهبوط الفريق الى اللاعبين والجهاز الفني والادارة وقيادة المحافظة.فلاعبو الفريق والذي كانت النقاط تتسرب من بين اياديهم كحبات الرمل، نتيجة لتراخيهم ومزاجيتهم في تأدية مباريات الدوري العام .. اللاعبون كانوا بحاجة لمن يقمع روح التراخي والمزاجية في دواخلهم .. هذا اولا .. ومن ثم التعبئة النفسية الصحيحة لايقاظ روح المسؤولية الكامنة في اللاعبين .. وهذا ثانيا .. ولان (الصغار) - في الغالب - يقومون بارتكاب الاخطاء التي قد تصل في فداحتها حد الحماقة في ظل غياب (الكبار) ودورهم القيادي والتوجيهي والتعبوي الايجابي - بحسب تأكيد علم النفس البشري - و(الصغار) هنا هم اللاعبون و(الكبار) هم ادارة النادي .. فعندما مارست ادارة النادي دورها المرسوم لها تجاه اللاعبين شكلت - أي الادارة - ذلك العون الذي كان يحتاجه الجهاز الفني بقيادة الكابتن شرف محفوظ، وشكل اقتراب قيادة المحافظة ممثلة بالاخ احمد الكحلاني محافظ المحافظة من اوضاع الفريق .. ومن ثم وجود الأخ المحافظ في قلب التلالية وملامسة اوجاعهم بشكل مباشر وبدون وسيط ، شكل تراصاً فاعلاً ومؤثراً (للكبار)، كانت نتيجته النجاح في تخليص اللاعبين من حالة التراخي والمزاجية .. والبديهي القول هنا احلال البديل والمتمثل بخلق روح المسؤولية في نفوس اللاعبين وترسيخها .. وفي هذا الاتجاه تمكنت الادارة ومعها يدا بيد الأخ المحافظ من الولوج المباشر والسريع لنفسيات اللاعبين وتهدئتها ومن ثم مداواة الشرخ النفسي الذي اصابهم جراء الهبوط .. في ظل استعداد نفسي عال من قبل اللاعبين لاستيعاب تواجد الادارة والاخ المحافظ، واستيعاب دورهم القيادي التوجيهي .. والتعبوي النفسي (الايجابي) .. من هنا جاءت استجابة اللاعبين النفسية السريعة .. لتحل روح المسؤولية مع ما تحمله من ايقاظ لروح الاصرار والتحدي .. محل التراخي والمزاجية .. وهكذا ظهر التلالية في بطولة كاس الرئيس اشبه بالبركان والاعصار .. ظهروا كأبطال حقيقيين .. وحصدوا البطولة!!.وهنا نقولها بصدق .. فلو مارست ادارة النادي دورها القيادي التوجيهي والتعبوي تجاه الفريق وبمساعدة الأخ المحافظ، عندما كانالفريق بعيداً عن (غول) الهبوط، لاحتل الفريق مركزا (وسطا) في ترتيب فرق الدوري العام .. ولو مارست ادارة النادي هذا الدور وبتواجد الأخ المحافظ منذ بدء انطلاقة بطولة الدوري العام لاحتل الفريق مركزا(متقدما) في ترتيب فرق الدوري العام.. وربما كان سيظهر كأحد المنافسين الاقوياء لنيل لقب بطولة الدوري العام .. اقول ربما!!.[c1]نهاية المطاف [/c]- احيانا .. تختلط المشاعر .. تتداخل الافكار فيتم ارتكاب الاخطاء .. ويتحول الخطأ احيانا الى فعل احمق .. واحيانا لاتتم الصحوة الا بعد ان يتحول الفعل الاحمق الى كارثة!!.- المرء يتعرض في احيان كثيرة لاحباطات ربما تفقده توازنه النفسي .. والعلاج هنا ربما يكون بكلمة طيبة تنفذ الى النفس .. ولمسة حنان تلامس الوجدان .. وابتسامة تزرع في الذات ذلك الامل المرجو!!.- وانا اشاهد جمهور التلال في المباراة النهائية لبطولة كأس الرئيس امام الهلال سألت نفسي : كيف هبط فريق التلال وهذه الجماهير تقف خلفه .. جماهير رهيبة في حضورها .. هي الاكبر عددا على الساحة الكروية اليمنية .. جماهير تقف خلف فريقها .. وتعشقه بجنون .. جماهير يلفها وفاء نادر .. جماهير بركانية .. هكذا هي جماهير التلال .. فكيف هبط فريق يمتلك جمهورا كهذا ؟ !! مجرد سؤال !!.