عبد العزيز الحكيم زعيم المجلس الاعلى الاسلامي العراقي خلال صلاة في بغداد يوم 21 ديسمبر 2007.
بغداد/14اكتوبر/ رويترز : توفي عبد العزيز الحكيم زعيم المجلس الأعلى الإسلامي العراقي أمس الأربعاء مضيفا إلى الشكوك السياسية بالبلاد قبل الانتخابات العامة المقررة في يناير.وذكر مسؤولون بالمجلس أن الحكيم توفي أثناء تلقيه للعلاج من مرض السرطان في ايران.ونقلت قناة تلفزيون الفرات الفضائية التابعة للمجلس الأعلى الإسلامي العراقي عن ابنه عمار الحكيم قوله إنها «مناسبة أليمة ومصيبة كبرى.» ومن المرجح أن يتولى عمار زعامة المجلس خلفا لأبيه.وقال مسؤولون ان جنازتين ستقامان للحكيم واحدة في العراق والأخرى في إيران.وتولى الحكيم المولود عام 1950 رئاسة المجلس الأعلى الإسلامي العراقي - وهو واحد من أقوى الجماعات السياسية الشيعية في العراق- في عام 2003 بعد مقتل أخيه اية الله العظمى محمد باقر الحكيم في انفجار سيارة ملغومة.والمجلس جزء من الائتلاف الشيعي الحاكم في العراق الذي يضم أيضا حزب الدعوة الذي ينتمي إليه رئيس الوزراء نوري المالكي. وكان المجلس أعلن هذا الأسبوع أنه سيقود جماعة جديدة تنافس في انتخابات يناير بدون المالكي.وأعلن المالكي في بيان «ان رحيله في هذه الفترة الحساسة التي نمر بها يعد خسارة فادحة للعراق.»وقال رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر عضو التحالف الجديد انه يعد جميع أتباع المجلس بأن يكون ومن معه أشقاء وشركاء لهم في هذه الحياة وهم يسعون لتحرير العراق.وعرض التلفزيون الحكومي شارة حداد سوداء وآيات من القرآن الكريم تكريما للحكيم.وتوقع المحلل السياسي حازم النعيمي أن تؤدي وفاة الحكيم وهو صانع السلام الأكبر بالمجلس إلى اقتتال داخلي.وقال محللون ان المجلس الأعلى الإسلامي العراقي يجب أن يوحد صفوفه خلف الزعيم الجديد أيا كان في الشهور الخمسة قبل الانتخابات التي من المؤكد أن تشهد منافسة شرسة.وقال محمد عبد الجبار وهو سياسي شيعي سابق «النظام السياسي في العراق يعتمد على نظام الإزاحة.. وعلى هذا الأساس فان أي طرف يشعر أن المجلس الأعلى ضعيف سيعمل على إزاحته.»وأفاد جلال الدين الصغير الذي يرأس الكتلة البرلمانية الخاصة بالمجلس الأعلى الإسلامي العراقي ان عمار الحكيم سيكون زعيما مؤقتا للحزب وان زعيما دائما سيتم اختياره قريبا على يد كبار رجال الدين.ويتولى الزعيم الجديد رئاسة الحزب في وقت مضطرب مع عودة وتيرة التفجيرات المدمرة للارتفاع مرة أخرى رغم تراجع العنف الطائفي الذي اندلع عقب الغزو الأمريكي عام 2003.واستعاد العراق بعض سيادته عندما انسحبت القوات الامريكية من المراكز المدنية بالبلاد في يونيو حزيران ولكن الاسابيع القليلة الماضية شهدت موجة من التفجيرات ما قوض الثقة الشعبية في قوات الامن العراقية.ووجهت التفجيرات أيضا ضربة لجهود المالكي قبل الانتخابات القادمة في ان ينسب الي نفسه الفضل في تراجع وتيرة العنف بشكل عام. وأوقع هجومان الحقا اضرارا بوزارتي الخارجية والمالية 95 قتيلا في التاسع عشر من أغسطس.وأصبح الحزب ذو الصبغة الدينية العلنية احدى القوى السياسية الرئيسية في العراق ذي الاغلبية الشيعية بعد اطاحة الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003 بالرئيس صدام حسين.وتأسس المجلس في ايران الشيعية المجاورة حيث قضى الكثير من كبار مسؤوليه سنوات في المنفى في عهد الرئيس الراحل صدام حسين. ولكن رغم علاقاتهم الوثيقة بايران - العدو الرئيسي للولايات المتحدة - فان زعماء المجلس يتمتعون أيضا بدعم الولايات المتحدة.وقالت وسائل اعلام ايرانية ان مراسم عزاء ستقام اليوم الخميس خارج السفارة العراقية في طهران وسيتم بعد ذلك نقل جثمان الحكيم ليتم دفنه في مدينة النجف المقدسة لدى الشيعة في العراق.ورغم تقدم حزب الدعوة عليه في انتخابات المحافظات في يناير كانون الثاني الماضي يتمتع المجلس الذي يحظى بتنظيم وتمويل جيدين بنفوذ كبير وسيكون منافسا قويا في الانتخابات القادمة.وينتمي للمجلس الكثير من أصحاب المناصب الوزارية العليا وله نفوذ داخل قوات الامن العراقية التي تضم أيضا الكثير من أعضاء جناحه العسكري منظمة بدر.ويستمد المجلس الكثير من الدعم من اسم أسرة الحكيم التي تحظى بالاحترام بين الشيعة حيث ينتسب اليها الكثير من العلماء وقامت بتضحيات كثيرة في وجه حملة القمع التي جرت في عهد صدام ثم في وجه المتمردين السنة خلال اراقة الدماء التي تأججت بعد الغزو الامريكي .ويبدو أن عمار الحكيم تم اعداده لخلافة والده حيث ظهر بشكل منتظم نيابة عن والده أحيانا وبجواره أحيانا ولكن هناك شخصيات رئيسية أخرى في الحزب.