زعيم القاعدة في العراق يعرض عفواً على المتعاونين مع الاحتلال
بغداد / وكالات :قتل وجرح عشرات العراقيين بموجة هجمات جديدة معظمها بسيارات مفخخة وقنابل استهدفت دوريات الشرطة والجيش. وكان للعاصمة بغداد النصيب الأكبر من هذه التفجيرات برغم الاستنفار الأمني وحملات الدهم بعدة أحياء لملاحقة المشتبه فيهم.ومن أعنف الهجمات تفجير سيارة مفخخة وعبوة ناسفة بشارع السعدون وسط العاصمة مما أسفر عن مصرع سبعة على الأقل بينهم ضابطا شرطة وجرح 35 آخرين. حي البياع جنوب غرب بغداد شهد عدة هجمات واشتباكات بين الجيش الأميركي ومسلحين لقي فيها شخصان مصرعهما وأصيب آخران.كما قتل جنديان عراقيان وجرح 12 آخرون بهجوم انتحاري بسيارة مفخخة استهدف ثكنة للجيش بمنطقة الشعب شمال العاصمة. وشهدت مناطق أخرى من بغداد تفجيرات مفخخات وعبوات ناسفة أثناء مرور دوريات للشرطة مما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى. وفي بعقوبة أعلنت الشرطة مصرع ثلاثة اشخاص بينهم ضابط شرطة وإصابة اثنين بهجمات متفرقة.وأعلن مصدر بالشرطة اعتقال ثلاثة من عناصر تنظيم القاعدة خلال عملية دهم بقضاء الدبس التابع لمحافظة كركوك. بهذا السياق أبدى القادة العسكريون الأميركيون قلقا تجاه ما وصفوه بتزايد نفوذ المليشيات المسلحة، وطالبوا حكومة نوري المالكي بالقيام بمزيد من الجهد للسيطرة على هذه المليشيات.وقال قائد أركان القوات متعددة الجنسيات إنه لا يمكن أن تكون هناك مليشيات مسلحة تنافس القوى الأمنية العراقية. وأضاف الجنرال بيتر كيارللي بتصريحات للصحفيين في بغداد "علينا أيضا أن نثق برئيس الوزراء ليقرر متى يحين موعد القيام بذلك" لكن بعض قادة التحالف متخوفون من تباطؤ المالكي حيال تنفيذ خطط احتواء مليشيات شيعية مرتبطة بأحزاب داخل الائتلاف الحكومي.ويشارك 15 ألف جندي أميركي بخطة لفرض الأمن ببغداد يتم تنفيذها على مراحل وفقا للاحياء، وستصل في نهاية الأمر إلى إحياء واقعة تحت نفوذ المليشيات الشيعية.وذكر ضابط أميركي كبير أن هناك عاملا سياسيا، مؤكدا أن بلاده تنتظر لترى كيفية تعامل الحكومة مع هذا الموضوع. وأضاف: "هناك فساد ومشاكل بعدد من الوزارات لكن يجب مواجهتها ومن الأفضل أن يكون ذلك عبر رئيس الوزراء والذين يشاركون بهذه الحكومة".ويرى الأميركيون أن الوقت المتاح ضيق ولا يمكن الاستمرار بهذا الشكل، كما يتهم كبار الضباط الأميركيين بعض الفصائل الشيعية بإقامة علاقات مع ما تسمى فرق الموت المتهمة بخطف وتعذيب وقتل ضحاياها الذين يعثر على جثثهم ملقاة بشوارع بغداد ومدن أخرى.وقد عقد رئيس الوزراء اجتماعا أمس بكبار قادة أجهزة الأمن لبحث كيفية وقف وتيرة الهجمات المتصاعدة منذ حلول شهر رمضان. وكان المالكي قد وعد فور تشكيل حكومته بنزع سلاح المليشيات. من ناحية أخرى قال زعيم تنظيم القاعدة في العراق أبو حمزة المهاجر إن التنظيم يعرض عفوا عاما عمن وصفهم بشيوخ العشائر الذين يساندون المحتل وأعوانه. جاء ذلك العرض في تسجيل صوتي بث على شبكة الانترنت، ولم يتسن التحقق من صحتة.وقد عرض (المهاجر) الذي خلف أبو مصعب الزرقاوي على رأس القاعدة في بلاد الرافدين، "عفوا" على شيوخ العشائر الذين يتخلون عن التعاون مع الحكومة العراقية للالتحاق بصفوف "المجاهدين".كما دعا إلى خطف مواطنين غربيين لمبادلتهم بالشيخ عمر عبد الرحمن المسجون في الولايات المتحدة لإدانته بصلته بتفجير مركز التجارة العالمي في نيويورك في عام 1993م .ويأتي عرض العفو بعد يوم من تأكيد بعض قادة بعض العشائر السنية تعاونهم مع الحكومة العراقية في تعقب أعضاء مجلس شورى المجاهدين. وقد عبر مشايخ من محافظة الأنبار غربي العراق في لقاء مع المالكي يوم أمس الأول عن رغبتهم في زيادة فرص التطوع بالجيش والشرطة وتأييدهم لمبادرة المصالحة الوطنية.