رجال شرطة عراقيون مصابون يتلقون العلاج في مستشفى عقب تفجير في الرمادي يوم أمس
الرمادي/العراق/ 14 أكتوبر/ رويترز:قتل 24 شخصا على الأقل وأصيب أكثر من مئة في تفجير انتحاري مزدوج في معقل العرب السنة بغرب العراق يوم أمس كما قتلت قنبلة مزروعة بالطريق سبعة عراقيين من زوار العتبات المقدسة كانوا عائدين إلى ديارهم بعد إحياء ذكرى عاشوراء.وقال متحدث باسم الجيش الأمريكي إن قوات أمريكية نقلت قاسم محمد محافظ الانبار الواقعة غربي بغداد إلى العاصمة العراقية لتلقي العلاج بعد الهجوم المزدوج الذي استهدفه هو ومسئولين آخرين في الانبار.وكانت قناة العراقية التلفزيونية أفادت في بادئ الأمر بأن المحافظ قتل في الهجومين اللذين وقعا أمام مقر إدارة المحافظة في الرمادي عاصمة الانبار.وأضافت مصادر في مستشفيات وفي الشرطة إن سعدون الخربيط وهو عضو في مجلس محافظة الانبار ونائب قائد شرطة المحافظة أصيبا في التفجيرين.وأضافت الشرطة إن قنبلة مزروعة على الطريق قتلت في هجوم منفصل سبعة عراقيين من زوار العتبات المقدسة كانوا عائدين إلى ديارهم بعد إحياء ذكرى عاشوراء.وأصيب 25 شيعيا آخرون على الأقل في الهجوم الذي وقع في بلدة الخالص على بعد 80 كيلومترا شمالي بغداد.وتوضح الهجمات صلابة حركة التمرد على الرغم من التراجع الحاد في وتيرة العنف بشكل عام في العراق. ويمر العراق بفترة حساسة قبل الانتحابات الوطنية المقررة في مارس بينما تستعد القوات الأمريكية لوقف العمليات القتالية العام المقبل.وذكرت الشرطة في الرمادي إن الهجومين وقعا في تعاقب سريع وسط المدينة الواقعة على بعد مئة كيلومتر غربي بغداد وخلفا وراءهما بركا من الدماء وسيارات محترقة بالقرب من مبنى مجلس المحافظة المحصن جيدا.وأضاف جبار عجاج وهو عقيد في الشرطة العراقية إن انتحاريا نسف متفجرات في سيارة ثم وقع بعد ذلك بوقت قصير هجوم ثان نفذه انتحاري يسير على قدميه.والكثير من المصابين في التفجيرين وعددهم 105 أشخاص من أفراد قوات الأمن العراقية.وأضافت الشرطة إن التفجير الأول وقع بالقرب من موكب المحافظ وهو في طريقه الى عمله. وذكر مصدر في مستشفى الرمادي أن التفجير الثاني وقع بينما كان المحافظ يتفقد الضرر الذي أحدثه الهجوم الاول.وقالت قناة العراقية ان أحد الانتحاريين كان حارسا شخصيا للمحافظ.وأضاف أحمد محمود وهو من سكان الرمادي ويبلغ من العمر 30 عاما «كنت أسير باتجاه بعض المحلات بالقرب من مقر ادارة المحافظة عندما وقع انفجار ضخم. طرت في الهواء واستيقظت في المستشفى.»واحتشد أطباء في مستشفى الرمادي حول شرطي جريح على نقالة. وكان من بين المصابين رضيع انتشرت بقع دماء على ملابسه.وتقع الانبار في قلب منطقة التمرد السني في العراق بعد الاطاحة بالرئيس العراقي الراحل صدام حسين عام 2003 وأصبحت مكانا آمنا نسبيا بعدما بدأ زعماء القبائل المحلية في دعم وحدات حرس الصحوة التي تحارب تنظيم القاعدة عام 2006.لكن سلسلة من الهجمات الانتحارية وقعت في الشهور القليلة الماضية وأثارت مخاوف من تنامي العنف قبل الانتخابات في مارس.ويخشى الكثيرون من الأقلية السنية في العراق والتي كانت تسيطر على شؤون البلاد أيام صدام من أن تطيح بهم الأغلبية الشيعية من السلطة إلى الأبد.ولم يشكل السنة كتلة انتخابية موحدة كما كان حالهم في الانتخابات السابقة لكنهم حاولوا تخطي حاجز المذهب والدخول في تحالفات مع شيعة وآخرين.وقد تعكس هذه الخطوة حسابات إستراتيجية حول استياء الناخبين من الأحزاب الدينية في العراق ودرجة من التشويش في صفوف القيادة السنية.وتأتي التفجيرات في الانبار بعد سلسلة تفجيرات واسعة النطاق في بغداد ألقى رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي باللائمة فيها على تنظيم القاعدة وحزب البعث الذي كان يترأسه صدام.وقال جاسم محمد رئيس مجلس المحافظة إن القاعدة وغيرها من الجماعات تحاول زعزعة الأمن في المحافظة قبل الانتخابات. وأضاف أنه ما لم تؤد الشرطة عملها على نحو جيد فان مثل هذه التحديات قد تصبح أكبر.