مع الآخرين
في العمود السابق بدأنا الحديث حول الروابط الصحفية وضرورة واهمية قيامها ووعدنا بالحديث عنها وخاصة اهمها في نظرنا كرابطة الصحفيين الرياضيين ورابطة ورسامي الكاريكاتير ورابطة المصورين الصحفيين، ولكني استميح القارئ عذرا في ان اؤجل ذلك الى اعمدة قادمة واتناول في حديثي اليوم الاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة. ففي الثالث من شهر مايو من كل عام يحتفل العالم باليوم العالمي لحرية الصحافة ويحتفل العالم العربي في السادس من نفس الشهربيوم الصحافة العربية، وجرت العادة ان يشارك فرع نقابة الصحفيين اليمنيين في عدن في هذا الاحتفال باقامة الندوات او اللقاءات والامسيات بهاتين المناسبتين.واذكر ان الفرع ومنذ عام 2001م لم يتخلف مرة واحدة في احياء هذه الذكرى وذلك بمشاركة قسم الصحافة والاعلام بكلية الآداب في جامعة عدن، اما هذا العام فقد اتفق الفرع والاستاذ الدكتور حسين باسلامة عميد كلية الآداب في جامعة عدن على اقامة فعالية مشتركة بهذه المناسبة ولكن في العشرين او الثاني والعشرين من مايو الجاري أي ونحن نحتفل بذكرى عزيزة على قلوبنا .. ذكرى اعادة الوحدة لارضنا وشعبنا.وبما ان عودة الوحدة قد ارتبطت ارتباطا وثيقا بحرية الصحافة في بلدنا التي حرمنا منها زمنا طويلا وانعكس ذلك الحرمان على ضياع كثير من حقوقنا واثر كثيرا في استمرار تخلفنا فان باب الحرية الذي انفتح مع عودة الوحدة قد تطلب منا وما زال يتطلب النظر الى هذه الحرية بكثير من العناية والرعاية والاهتمام.انها الوليد الذي بدأ يشب ويسير نحو النضج والذي لايمكننا تركه تتقاذفه الاهواء والتيارات والعواصف وتعيقه الزوابع او تطمس الرؤية امام انتهاجه لسبيله الصحيح، فالحرية الصحفية هي عنوان باقي الحريات وكلما خطت هذه الحرية خطوات الى الامام كلما استع الطريق امام باقي الحريات وكلما ضاق الطريق امامها او تعذرت الرؤية او اختل السبيل كلما تعذر السير امام باقي الحريات.والحديث عن الحرية الصحفية طويل ولكن يمكننا ايجازه بالقول .. انها امانة في اعناقنا .. وحمل الامانة يعني الصدق في القيام بها والحفاظ عليها.نحن نقول ونردد بان حرية الصحافة تتركز في بحثها عن الحقيقة وقولها للشعب لهذا فهي لاتتبع حزبا او فئة او جهة او حتى طبقة ولكنها حرية الشعب والوطن.والبحث عن الحقيقة ليس سهلا وقول الحقيقة وحدها ايضا ليس سهلا فهو يتطلب عملا دؤوبا ومجاهدة لكثير من العراقيل وفي مقدمتها النفس .. واقصد النفس الامارة بالسوء لذلك فان الصدق وحده في اعتقادي هو سبيلنا لمزيد من حرياتنا وللحفاظ على ما تحقق منها حتى الآن.[email protected]