صباح الخير
بعد عدة أيام من المشاورات الجادة التي أجراها الدكتور علي محمد مجور لتشكيل الحكومة وفق قرار التكليف الذي أصدره السبت الماضي فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية، أعلن مساء أمس ـ الخميس ـ عن تشكيلة الحكومة التي ضمت بعض الوجوه الجديدة الى جانب إبقاء عدد من الوزراء السابقين لكفاءتهم المشهود لها وتميزهم في اداء مهامهم في الفترة السابقة.ولعل المتتبع لأسماء الحكومة الجديدة وما صرح به رئيسها الدكتور مجور قبل ساعات من تشكيلها، سيدرك أن المرحلة القادمة من تاريخ الوطن هي مرحلة التنمية والاستثمار، مرحلة مواصلة الجهود في مكافحة الفقر والفساد وإيجاد فرص عمل ومكافحة البطالة.. وهي في مجملها قضايا أساسية تضمنها برنامج فخامة الرئيس الانتخابي الذي نال بموجبه ثقة الناخبين في الانتخابات الرئاسية التي جرت في العشرين من سبتمبر العام المنصرم، ما يعني ذلك ان المهمة الماثلة أمام الحكومة الجديدة تتطلب قدراً كبيراً من العمل والاخلاص ونكران الذات والترفع عن حب المسؤولية واستغلالها لاغراض خاصة، والعمل من أجل الوطن.. انها مرحلة يراهن عليها فخامة الاخ رئيس الجمهورية في ايصال برنامجه الانتخابي، برنامج الشعب، الى التنفيذ الفعلي دون التراجع أمام التحديات الكبيرة التي ستواجهها الحكومة خصوصاً في جوانب محاربة الفساد والفقر والعقبات التي تقف أمام ايجاد بيئة صحية نقية للاستثمار.ولعل الواجب الوطني يدفعنا اليوم بعد ساعات من إعلان الحكومة الجديدة وقبل ساعات من اداء اعضائها اليمين الدستورية امام رئيس الجمهورية، الى القول ان المواطنين في انحاء الوطن قد استبشروا خيراً بهذه الحكومة التي يقودها كادر وطني متسلح بالعلم والخبرة والعفة وهو الدكتور محمد علي مجور .. واستبشار المواطنين يأتي بعد معاناة حقيقية شملت حياتهم المعيشية وتزايد نسبة الفقر والبطالة وتفشي الفساد الذي نخر في أوصال الحكومة ومؤسساتها.. ما جعل قائد الوطن فخامة الاخ الرئيس وهو يتلمس عن قرب هذه المعاناة يضع برنامجاً عملياً يسمو فوق كل شيء من أجل المواطن ومعيشته والتخفيف من معاناته.كما ان الحكومة الجديدة أمامها جملة من الالتزامات أمام العالم عليها التقيد في تنفيذها وابرزها ما خرج به مؤتمر المانحين الذي عقد في العاصمة البريطانية ـ لندن ـ أواخر العام المنصرم وفيه جدد العالم الثقة بقدرة فخامة الأخ الرئيس على إصلاح الاختلالات والتشوهات التي رافقت المسيرة الاقتصادية خلال السنوات الماضية ومنها الفساد وعدم توفير المناخات الملائمة لتحفيز المستثمرين رغم وجود قانون للاستثمار أشيد به عربياً وعالمياً.ولا يفوتنا القول إن الحكومة الجديدة على أعتاب حدث هام ستشهده بلادنا أواخر الشهر الجاري والمتمثل في انعقاد مؤتمر استشكاف فرص الاستثمار في اليمن برعاية كاملة من الأشقاء في مجلس التعاون الخليجي والدول المانحة التي تراهن على قدرة الحكومة الجديدة على تنفيذ برامج العمل التنموية والاستثمارية بكل اقتدار، وهو أمر يختزن كذلك في نفوس أبناء الوطن الذين سيكونون دعماً لهذه البشارة .. بشارة حكومة المستقبل الأفضل.