متشددون صومال في احد شوارع العاصمة مقديشو
كينيا / 14أكتوبر / نور علي : بدأت الفوضى في الصومال تمتد عبر حدودها لتذكي مناخا من التشكك في شمال شرق كينيا النائي حيث يسعى أشخاص الى تجنيد مجاهدين جدد لارسالهم الى المعركة.وتقول وكالات أمنية غربية ان الصومال بات ملاذا للجهاديين الاجانب والمتشددين الاسلاميين المحليين المرتبطين بتنظيم القاعدة الذين يخططون لهجمات في أنحاء المنطقة وما وراءها.ويعبر الصوماليون الذين يفرون من الحرب الاهلية الحدود الى كينيا بمعدل سبعة آلاف في الشهر.وزاد هذا الضغط على الحكومة ووكالات الاغاثة لايوائهم كما أدى الى ظهور جماعات يقول مسؤولون أمنيون محليون ان لها صلات بمتمردي الصومال.وقالت الشرطة انه تم القاء القبض على عشرة شبان كينيين الشهر الماضي بعد أن جندتهم مؤسستان خيريتان وهميتان للذهاب الى الصومال والقتال في صفوف حركة الشباب المتشددة. وتصف واشنطن حركة الشباب بأنها تقاتل بالوكالة عن تنظيم القاعدة في الصومال الذي يصنف دولة فاشلة ويقع بمنطقة القرن الافريقي.وتقاتل الادارة الصومالية المدعومة من الامم المتحدة العديد من الجماعات المتمردة ومن بينها حركة الشباب. ولا تسيطر سوى على جيوب بالمنطقة الوسطى وبضعة أجزاء من العاصمة مقديشو.وقال الشيخ عبد الله ضاهر شريع وهو عالم دين مسلم مرموق في منطقة ايجارا بشمال شرق كينيا ان من المزعج أن كثيرا من الشبان الكينيين “ضللوا” ليعتقدوا أن القتال لحساب المتمردين في الصومال جهاد يقره الدين.وأضاف “جند البعض وقتل اخرون هناك... يجب ان نحمي من تبقوا ونوقف هذه الاكاذيب.”وقال ضابط مخابرات كيني طلب عدم نشر اسمه ان الشهر الماضي شهد اعتقالات في ايستلي وهي ضاحية يغلب على سكانها الصوماليون وأضاف أنها جرت بعد اشهر من التحقيق.وتابع أن المسؤولين عن “المؤسستين الخيريتين” اللتين زعمتا توفير الاغاثة الانسانية في الصومال فروا.وقال الضابط لرويترز “أخذنا وقتنا وجمعنا المعلومات في كينيا والصومال وأجرينا مقابلات في مجتمعات يفترض أن (المؤسستين) تساعدهم... لكن الجميع قالوا ان المنظمتين تملكهما وتديرهما حركة الشباب وكانتا تستخدمان لجمع التبرعات وتنسيق أنشطتهما.”على الحدود الصومالية حيث عززت السلطات الكينية قوات الامن التابعة لها يؤيد الشيخ شريع وعلماء دين معتدلون اخرون برنامجا حكوميا لمحاولة منع اكتساب ايديولوجية حركة الشباب موطىء قدم محليا.وأطلق محمد يوسف حاجي وزير الدفاع الكيني وعضو محلي بالبرلمان الخطة في اغسطس اب كما يشارك فيها شيوخ يلقون خطبا تندد بالمتمردين الصوماليين في المساجد والمدارس الدينية بالمنطقة.ونادى علماء الدين السلطات بمراقبة نشاط جميع الجماعات غير الحكومية بمنطقتهم عن كثب.وقال الشيخ مختار زميل شريع “يجب اعتقال المسؤولين الذين سمحوا للوكالات بالعمل وتبين فيما بعد أنها تجند شبانا. لا شك أنهم تلقوا رشى .”وقال حاجي وزير الدفاع لرويترز ان الحكومة ستساعد في توعية الشبان الكينيين.وأضاف “سنخبرهم بالحقيقة... الصراع في الصومال ليس جهادا بل هو عمل شرير وشر مصمم كجهاد.”لكن في بلدة مانديرا الحدودية المتربة حيث معدل البطالة مرتفع وحيث جعل الجفاف المتعاقب الحياة اكثر قتامة من ذي قبل يمكن أن يكون من الصعب مقاومة الاموال التي يعرضها المتشددون الذين يحاولون تجنيد عناصر في صفوفهم.