مع الأحداث
من أكثر الأشياء التي تضايق المريض، ان يجلس أمام الطبيب شارحا عِلَّته، ويلحظ أن الطبيب لا يصغي جيدا لما يقول.. أنصح هذا النوع من المرضى بعدم التفكير في الذهاب إلى بريطانيا للعلاج ببلاش، باتباع أساليب ملتوية.. نعم فهناك أكثر من طريقة للتحايل على نظام الخدمة الوطنية الصحية (إن إتش. إس) في بريطانيا لتلقي العلاج المجاني (شخصيا ـ وعن تجربة ـ أثق بالطبيب العربي أكثر من ثقتي بأي طبيب خواجة، وأعرف أن هناك مستشفيات في الدول العربية بها كوادر بشرية وتجهيزات تضاهي وتبز ما هو موجود في أشهر مستشفيات الدول الغربية التي يلجأ إليها بعضنا للتداوي من الإمساك والإسهال)..يعتبر الطبيب الممارس العام عماد الخدمات الطبية في بريطانيا، وهو موضع ثقة الجمهور، وبالتالي فإن لدى كل عائلة تقريبا طبيبا معينا تتعامل معه في شؤونها الصحية، ويتولى هو تحديد ما إذا كان جون او بيتر (زيد وعبيد بالإنجليزية) بحاجة الى خدمات طبيب اختصاصي او استشاري.وخلال الشهور القليلة الماضية ارتفعت في العديد من العيادات العمومية في بريطانيا لافتات تقول: ممنوع الشكوى من أكثر من مرض واحد في الزيارة الواحدة.. يعني تذهب الى العيادة يوم الاثنين شاكيا فقط من صداع.. وتعود اليها يوم الثلاثاء لتبلغ الطبيب أنك سقطت على ظهرك يوم الاثنين وارتطم رأسك بمقعد المرحاض ولم تنم طوال 24 ساعة من آلام الظهر.. وتراجع نفس الطبيب يوم الأربعاء لتشكو من أنك تعاني من خدر وتنميل في الجزء الأيمن من جسمك.طبعا ما من طبيب مهما كان «لئيما» سيكتفي عند شكواك من الصداع بنصحك بتناول بنادول و»باي باي»، بل سيسألك عن جهازك الهضمي وحال عينيك، إلخ، إلى أن يتوصل الى تفسير معقول لمسببات الصداع، فيتسنى لك إبلاغه بأمر سقوطك وآلام الظهر وتوابعها.. ولكن هناك بالفعل أشخاص يستنفدون مخزون صبر الأطباء.. يجلس الواحد منهم أمام الطبيب ليشكو من ألم في الجانب الأيمن من بطنه وأثناء خضوعه للفحص تنفتح شهيته: أحس أن عيني شكلها غير طبيعي.. بعدين عندي شعر بكميات تجارية في الفتحة اليسرى من الأنف.. وما أنام كويس بالليل.. يعني بالكتير 5 ساعات ولولا إني بنام 3 ساعات بعد الظهر كان جاني انهيار عصبي!.. هنا يصاب الطبيب بانهيار عصبي وهذا ليس في مصلحة المريض.. لا تشتت انتباه الطبيب بالشكوى من كوكتيل أمراض «غير متجانسة» دفعة واحدة وتكون أنت الضحية.[c1]عن/ صحيفة ( عكاظ ) السعودية[/c]