فضل علي مباركقال تربويون ومعلمون متخصصون وطلاب ثانوية عامة أن أسئلة امتحانات إنهاء المرحلة الثانوية لهذا العام جاءت مغايرة للأعوام السابقة، خصوصاً في المواد التي سبق إجراء اختباراتها الأسبوع المنصرم..وأكد عدد من هؤلاء من خلال جولة ميدانية قامت بها صحيفة 14 أكتوبر إلى عدد من المراكز الامتحانية بمحافظة أبين.. أن الأسئلة هذا العام قد جاءت متوافقة إلى حد كبير مع مقررات المنهج الدراسي، وأنها كانت بعيدة عن التعقيد والإطالة الغير مبررة التي كانت سائدة عليها..ومع ما أبداه البعض من طلاب مدارس المناطق الريفية من ملاحظات تتعلق بطبيعة سير العام الدراسي وعدم توفر المدرس والكتاب إلا أنهم أجمعوا على أنهم استطاعوا التعامل بشكل جيد مع الأسئلة، وهو الأمر الذي أشار من خلاله عدد من القيادات التربوية في المحافظة ومعلمون في الميدان أنه حد من ظاهرة الغش ويؤدي في محصلته النهائية إلى تحقيق معدلات نتائج طيبة ليس على مستوى محافظة أبين، وإنما على مستوى محافظات الجمهورية..جولة الصحيفة لامست كثيراً من الأشياء الإيجابية لهذا العام في تلك المراكز الامتحانية مع بروز بعض النواقص والسلبيات التي نتمنى على مكتب التربية بالمحافظة ومكاتب التربية بالمديريات العمل على تلافيها مستقبلاً لضمان سير عملية الامتحانات بصورة أفضل، وخلق أجواء طيبة ومناسبة للطلاب المتقدمين للامتحانات، بما ينعكس إيجاباً على النتائج اللاحقة..ودعونا أولاً نبدأ بتلك الإيجابيات :-قلة عدد الشباب بجوار وفي محيط مراكز الاختبارات، بدواعي القيام بأعمال الغش لإخوانهم وزملائهم.. مع أنهم في حقيقة الأمر يؤدون عملاً سلبياً من خلال إزعاج من هم في القاعات.-تناقص عدد أفراد الحراسة من قوات الأمن وهذه بادرة طيبة تدل على استقرار الأجواء.-دلت أعمال سير الامتحانات على أن عملية تنظيم وتهيئة قد بدأت بشكل منظم وجيد ومنذ وقت مبكر.. وهذا يحسب للقيادات التربوية..أما أبرز ما لحظناه من أشياء قد لا ترتقي إلى وصفها بالسلبيات والأمر يسير للعمل على تجاوزها :-عدم توفر مياه الشرب للطلاب مع ارتفاع حرارة الجو وما تخلفه ظروف الامتحانات من حالات طلب للمياه، مع أنه كان في السابق يتم توفير تلك المياه.. وهنا يمكن تسجيل الشكر لبعض الأهالي بالقيام بتوفير مياه الشرب للطلاب في بعض المراكز.. والأخرى يعاني طلابها من العطش.-عطل أو عدم توفر مراوح هواء في بعض قاعات الامتحانات في بعض المراكز.. خصوصاً أن الطقس هذه الأيام عكس السنوات السابقة.-عدم توفر حقيبة إسعافات أولية لمواجهة أية حالة طارئة تصيب الطلاب – لا سمح الله – وقد حدث وأصيب البعض بالرعاف والإغماء وأتذكر قبل سنوات أنه كان يتواجد ممرض مع حقيبة إسعافات في كل مركز.. وما أسهل توفير ذلك خصوصاً والمحافظة تحظى بوجود قيادة كفوءة في مكتب الصحة يمكنها المساعدة في توفير ذلك..يقول الأخ/ معمر إبراهيم عمر شيخ مشرف المركز الاختباري بمدرسة 14 أكتوبر بزنجبار أن عدد الطلاب المسجلين لديه في المركز لأداء امتحانات الثانوية العامة 125 طالباًَ جميعهم في القسم العلمي.. غائب منهم طالبان وقد قسموا على سبع قاعات للامتحانات يراقب سير عملية الامتحانات فيها أربعة عشر معلماً..وفيما اشتكى معمر الشيخ الذي أتخذنا مركزه الاختباري كنموذج، من ضعف جانب الخدمات فقد أكد أن الطلاب تفاعلوا جيداً مع الأسئلة فيما تقدم من المواد حيث أنها جاءت متواكبة مع ما تلقوه من حصيلة خلال العام الدراسي ولم يلامسها أي تعقيد وخلت من تلك الطريقة التي كانت في السنوات الماضية المعتمدة على عملية الاستنباط.. وأشار إلى أن عدداً من الطلاب اشتكوا من بعض فقرات الأسئلة في فرع النحو من مادة اللغة العربية، وهو أمر نرفعه إلى لجنة التصحيح للأخذ به..وهناك برزت ملاحظة تلقيناها خلال الجولة في بعض المراكز من الطلاب خصوصاً في مدارس المناطق النائية أن بعضاً من الأسئلة قد جاءت من وحدات المنهاج التي لم يستكملوها خلال العام الدراسي.. وهذه إشكالية تتكرر كل عام نظراً لتأخر بدء العام الدراسي في تلك المناطق بعكس المدارس في المدن وكذا توفر المعلمين والوسائل التعليمية المساعدة ودعوة – ننقلها – كما طلب مننا مع تأييدنا لها وجهها معلمون وطلاب أن منهج الثانوية العامة مليء بالحشو في كثير من الجوانب التي لا يستفيد منها الطالب إطلاقاً.. نضعها على طاولة الوزير وقيادة الوزارة لإعادة النظر في تنقيح المنهج وهي دعوة مكررة. ورغم أهميتها وحيويتها لم ينظر إليها بعد.قسمت مديرية زنجبار إلى أربعة مراكز اختبارية يؤدي فيها الطلاب البالغ عددهم 481 طالباً وطالبة في القسمين العلمي والأدبي منهم 274 طالباً يتوزعون على 160 طالباً في القسم العلمي و 114 طالباً في القسم الأدبي، فيما بلغ عدد الطالبات المتقدمات للامتحانات 207 طالبات منهم 144 طالبة في القسم العلمي و 63 في القسم الأدبي.هكذا أفادنا الأخ/ حسين ناصر عبدالله مدير مكتب التربية والتعليم بمديرية زنجبار.موضحاً أن ثمانين معلماً يلاحظوا " يراقبوا " عملية الامتحانات تم اختيارهم بعناية من بين قوام المعلمين في المدارس بالإضافة إلى ثمانية مشرفين وأربعة وكلاء.وقال : إن ضعف المخصصات المالية المعتمدة لسير عملية الامتحانات الأمر الذي لا يجعل كثير من الأمور تسير بصورتها المطلوبة، ويمنعنا من القيام بتوفير بعض المتطلبات..وفيما أكد أنه لم يتلق حتى الآن أية شكاوى من الطلاب أو الملاحظين تتعلق بالأسئلة، ما يعني أن العملية تسير بصورة جيدة.وعلى الرغم من قلة عدد المتواجدين من الشباب في محيط مراكز الامتحانات وتناقصهم بشكل ملحوظ عما كانوا عليه في السنوات السابقة فقد أوضح أن طواقم الحراسة من الأمن تقوم بالواجب.بالإضافة إلى أنه لم يبدر من أحدهم أي فعل من شأنه اتخاذ إجراء ضدهم، كما أننا نقوم بعمل التوعية والحديث مع هؤلاء أن وجودهم لا يساعد أخوانهم على أداء الامتحان بصورة جيدة، وقد استوعب عدد كبير منهم وذلك ولم يعودوا في اليوم التالي..من جانبه قال الأخ/ ناصر صالح الحوفلي مدير مكتب التربية والتعليم بمديرية خنفر أن الأسبوع الأول من برنامج الامتحانات لشهادة الثانوية العامة الذي تم فيه الامتحان في أربع مواد قد تكلل بنجاح تام، حيث لم تصلنا على عكس السنوات الماضية أية شكاوي من الطلاب حول صعوبة الأسئلة متمنياً أن تسير بقية المواد بتلك الطريقة وبذاك القدر من التفاعل من قبل الطلاب..وأشار أن مديرية خنفر تعد أكبر مديريات المحافظة من حيث الاتساع والكثافة، حيث يوجد فيها 23 مركزاً اختبارياً منها 12 مركزاً للقسم العلمي ويجلس للامتحان فيها 1238 طالباً وطالبة منهم 636 طالباً موزعين على القسم العلمي 336 طالباً والقسم الأدبي 300 طالب، فيما يتوزع عدد الطالبات البالغ عددهم 602 طالبة على القسم العلمي 343 طالبة و 259 طالبة في القسم الأدبي..وقال أن تباعد مناطق المديرية في ظل شحة المخصصات المعتمدة للتواصل مع المراكز الامتحانية يشكل لهم صعوبة.[c1]الامتحانات.. المحصلة[/c]الامتحانات هي شكل من أشكال قياس مدى استيعاب الطلاب للمقررات الدراسية في محصلة السنة الدراسية أو المرحلة الدراسية، والتي من خلال نتائجها تتبين مستوى الفروق في مستوى الطلاب، وليس بالضرورة أن تكون الأسئلة فيها معقدة أو مكثفة ولا تراعي تلك الفروق الفردية للطلاب وظروف التعليم بين المدن الرئيسية والريف " هكذا يرى مدير عام مكتب التربية والتعليم بمحافظة أبين "..ويقول الأخ/ علي محمد فضل الفضلي أن التقارير الميدانية عن سير عملية الامتحانات هذا العام قد كشفت أن الأسئلة قد تم إعدادها هذا العام بصورة جيدة وملائمة مغايرة عن الأعوام السابقة التي كانت تكثر حولها الشكاوي من الطلاب.. وأشار أن هذا الأمر جيد بأن يتم إعداد الأسئلة بطريقة تستوعب ملاحظات العاملين في الميدان من المعلمين في كل المحافظات.وأوضح مدير عام مكتب تربية أبين أن عدد المتقدمين لامتحانات الثانوية العامة في أبين قد أرتفع عن سابقة 511 طالباً وطالبة إذ يبلغ عدد المتقدمين هذا العام 4367 طالباً وطالبة منهم 3150 طالباً وطالبة في القسم العلمي ( 2324 طالباً و 826 طالبة) وفي القسم الأدبي 1217 طالباً وطالبة ( 856 طالباً و 361 طالبة ).
( 14 أكتوبر ) في جولة بمراكز امتحانات الثانوية في أبين
أخبار متعلقة