الأكراد والسنة يعلنون رفضهم ترشيح الجعفري
بغداد / وكالات: قتل ثلاثة أشخاص وأصيب عشرة آخرون في انفجار قنبلة على جانب الطريق قرب مركز للشرطة في بغداد، بعد وقت قليل على مقتل 11 رجل أمن في هجوم استهدف نقطة تفتيش قرب مدينة تكريت شمال العاصمة العراقية.وقال مصدر أمني إن عبوة ناسفة انفجرت داخل سوق شعبي في منطقة الزعفرانية جنوب شرق بغداد استهدف على ما يبدو مركزا للشرطة، مما أدى إلى مقتل ثلاثة وإصابة سبعة آخرين. وفي تكريت قتل سبعة من عناصر الجيش العراقي وأربعة من رجال الشرطة العراقية في هجوم على نقطة تفتيش مشتركة فجر أمس.وقال مصدر في الشرطة العراقية إن نحو عشرين مسلحا هاجموا نقطة تفتيش شمال مدينة الدور القريبة من تكريت، وأضاف أن المسلحين أحرقوا ثلاث سيارات تابعة للشرطة في الموقع. وفي كركوك شمال شرق بغداد أعلنت الشرطة أنها نجحت في الإفراج عن 16 من عناصر شرطة تكريت كان مسلحون خطفوهم أول من أمس في مكان ما بين تكريت وكركوك. الشرطة أوضحت أن المسلحين أطلقوا سراح رهائنهم بعد علمهم بأننا نلاحقهم. وكان مسلحون نصبوا كمينا لموكب من عناصر شرطة كانت في معسكر تدريب في السليمانية شمال العراق في منطقة جبل حمرين الجبلية الوعرة أدى لمقتل ثلاثة من الشرطة وجرح ثمانية فيما اختطف الستة عشر الآخرون. يأتي ذلك في أعقاب تطورات دموية شهدتها مناطق متفرقة في العراق أسفرت عن مقتل نحو 45 شخصا على الأقل وقتل 450 شخصا على الأقل وفقا لأقل التقديرات في أعمال عنف منذ تدمير قبة مزار شيعي في سامراء في 22 فبراير الماضي.كما أعلنت القوات الأميركية اعتقال 75 مدنيا من بينهم ثلاث نساء بمنطقة الكرمة وضواحيها قرب الفلوجة غرب بغداد في أوسع عملية دهم بالمنطقة.وقال شاهد عيان من سكان المدينة إن القوات الأميركية أطلقت سراح ثمانية أشخاص من الذين اعتقلتهم بينهم النساء الثلاث. وفي تطور آخر اعتقلت السلطات العراقية بضعة حراس مسؤولين عن حماية أنابيب النفط بشبهة المعاونة في حملة يشنها المسلحون لتدمير شبكة أنابيب النفط التي تصل بين العاصمة ومدينة كركوك بشمال البلاد، دون أن تذكر عدد المعتقلين. وأعلنت المحكمة الجنائية المركزية العراقية في بيان لها أنها أصدرت أحكاما بسجن 36 عراقيا لإدانتهم بارتكاب ما سمته أعمالا إرهابية, كما حكمت على سعودي بالسجن 20 عاما بالتهمة ذاتها. وإلى جانب التدهور الأمني الذي تشهده البلاد بدت ملامح أزمة سياسية جديدة مع إعلان رئيس الوزراء المنتهية ولايته إيراهيم الجعفري عن إلغاء اجتماع سياسي كان مقررا أول من أمس بعد رفض الأكراد والسنة ترشيحه لولاية جديدة فقد أعلن القيادي في التحالف الكردستاني محمود عثمان أن الفصائل السياسية الكردية والسنية العراقية ترفض ترشيح الجعفري لمنصب رئيس الوزراء. وكانت ثلاث قوى سياسية عراقية رئيسية هي بالإضافة للسنة والأكراد, كتلة رئيس الوزراء السابق إياد علاوي, أعلنت عن إطلاق حملة دعت فيها الجعفري إلى سحب ترشيحه للمنصب. وذكرت مصادر أن هذا التحرك قد يكون موجها أيضا نحو الزعيم الشيعي مقتدى الصدر الذي استطاع لوحده تغليب الجعفري على المرشح الآخر عادل عبد المهدي من المجلس الأعلى للثورة الإسلامية بقيادة زعيم كتلة الائتلاف الشيعية عبد العزيز الحكيم. وكانت أنباء اشارت إلى اشتراك بعض قوات جيش المهدي التابع للصدر في الاضطرابات الطائفية الأخيرة التي أعقبت تفجير سامراء, ضد العديد من المساجد في العاصمة ومدن أخرى. وعلى صعيد متفجر آخر بحث الزعيم الشيعي مقتدى الصدر مع المرجع آية الله علي السيستاني في منزله بالنجف سبل احتواء التوتر الطائفي بعيد تفجير مرقد الإمام علي الهادي في سامراء الأربعاء الماضي.وكانت هيئة علماء المسلمين في العراق اتهمت القوات الأميركية وقوى بوزارة الداخلية العراقية بالعمل على ما وصفته بمؤامرة لإذكاء حرب طائفية في العراق، وبمهاجمة منزل رئيس الهيئة الدكتور حارث الضاري في بغداد السبت الماضي. ودعا المتحدث باسم الهيئة عبد السلام الكبيسي في مؤتمر صحفي السكان في شتى المناطق إلى حماية المساجد، متهما الحكومة بالفشل في القيام بذلك، كما دعا أبناء مدينة الفلوجة وباقي المناطق السنية إلى الحفاظ على روابطهم الأخوية مع سكان مناطقهم من الشيعة. وشكك في التقارير التي تحدثت عن فرار أسر شيعية من منازلها في منطقة أبوغريب ببغداد ومناطق سنية أخرى.وفي هذا السياق زار السفير الفرنسي في بغداد برنارد باجوليه مكتب التيار الصدري في بغداد ودعا العراقيين إلى تجنب الرد على الاستفزاز وتوحيد الصفوف والقضاء على الفتنة.