مع الاّخرين
أصبح توفير الطاقة الكهربائية من المهام الرئيسية لكافة دول العالم الكبيرة منها أو الصغيرة المتقدمة أو المتخلفة.في العمود السابق حاولنا ايضاح مدى أهمية توفر الطاقة الكهربائية اللازمة لنا وتأثيرها البالغ على حياتنا وتقدم بلدنا وتطوره وتحسين مستوى حياة شعبنا. ويكفي على سبيل المثال ذكر ماجاء في تقرير دائرة المتابعة والتفتيش بالهيئة العامة للاستثمار والصادر عنها اواخر شهر فبراير الماضي حيث ذكر أن إجمالي المشاريع الاستثمارية التي تم الترخيص لها من قبل الهيئة منذ عام 1992م وحتى 2006 وقد بلغ (5489) مشروعاً بتكلفة قدرها تريليون و(433) مليار ريال، وان عدد المنفذ منها على ارض الواقع بلغ (3195) بتكلفة (825) مليار ريال وأن (2330) مشروعاً من هذه المشاريع بتكلفة (608) مليار ريال لم تنفذ. وقالت الهيئة في تقريرها أن من بين الأسباب الرئيسية لعدم التنفيذ هي مشاكل الأرض والكهرباء وتعدد الجهات الحكومية على المشاريع خصوصاً عند بدء التنفيذ.وهكذا يتضح أن الكهرباء أو عدم توفرها بسهولة وسلاسة كانت من بين الأسباب الرئيسية لعرقلة مشاريع بتلك الكلفة. وأوضح تقرير الهيئة أنه لعدم توفر شبكات الكهرباء أو نقاطها في مناطق تلك المشاريع يتطلب من المستثمر شراء التمديدات والمحولات بحسب المسافة التي تصل مابين نقطة الكهرباء والمشروع مما يؤثر على ارتفاع قيمة المنتج أو الخدمة التي يقدمها المشروع.ولمزيد من ايضاح أهمية إنجاز مشاريع الاستثمار ودور الكهرباء في انجاح تلك المشاريع نجد أن تقرير الهيئة يذكر أن عدد المشاريع الاستثمارية المسجلة لديها لعام 2006م بلغ (361) مشروعاً بتكلفة (292) مليار ريال في قطاعات مختلفة، صناعية إنتاجية، زراعية، سمكية، سياحية وخدماتية وأنها ستوفر فرص عمل لحوالي (11,836) من الأيدي العاملة بل قل المتعطلة عن العمل.وهكذا فلابد لنا من انتهاج كافة السبل الممكنة لتوليد الطاقة وعدم الاقتصار على النفط، أما الوسائل الأخرى التي يمكننا اللجوء إليها فكثيرة.في يوم (7) مارس الجاري ذكرت الأنباء اعتزام بلدنا إنشاء أول مزرعة رياح لانتاج الطاقة في المخا بتكلفة (20) مليون دولار. ومناخنا يتيح لنا إلى جانب الرياح الاستفادة من أشعة الشمس ومساقط المياه لتوليد الطاقة واخيراً يجري الحديث والعمل على الدخول إلى عالم الاستفادة من الطاقة النووية لتوليد الكهرياء،ولسنا وحدنا من يسعى إلى ذلك فها هي مصر قد اجرت دراسة مهمة لحصولها على الطاقة من الرياح ووجدت أنه مايمكن توفيرها من الرياح لايتجاوز 5% من حاجتها ولهذا فهي تتجه إلى الطاقة النووية لتوليد الكهرباء.وهناك مشروع للتعلون الإقليمي لخيارات التوليد الكهربائي لدول (أراسيا) وهي مجموعة من سبع دول عربية من بينها اليمن.ترى هل مانتحدث عنه مجرد أحلام أم مشاريع يمكن أن تتحول إلى حقيقة؟ ذلك ماسنحاول الحديث عنه في لقاء قادم إن شاء الله.