محمد صالح قرعة عضومجلس الشورى :
[c1]لجان الوحدة كانت تُذكّر الجميع بأنها هدف لكل الشعب اليمني [/c]أجرى اللقاء : عيدروس نورجي التاإيخ له شهادات يمكن أن تكون دليلاً عن فترة انقضت ولكنها تظل باقية لأن من يتلقاها الآن جيل لم يعايش هذه الظروف.وبمناسبة الذكرى (39) للاستقلال الوطني ، نلتقي بواحد ممن شاركوا في فترة النضال السياسي والكفاح المسلح الذي خاضه شعبنا في جنوب الوطن ،ابان فترة الحكم الاستعماري.د . محمد صالح قرعه ، كان واحداً من الذين شاركوا في الحركة الطلابية ، ومن خلال معايشته ونظرته للواقع في فترة الكفاح المسلح .. كان لنا هذا اللقاء :[c1]* كيف تنظرون إلى دور ثورة 14 أكتوبر ؟[/c]- ثورة 14 أكتوبر ذات ارتباط وثيق بالثورة الأم 26 سبتمبر.. إذ أن قيام ونجاح ثورة 26 سبتمبر هيأت فعلاً لقيام الثورة والكفاح المسلح ضد الاستعمار البريطاني.. حيث شكلت ثورة 26 سبتمبر العمق الاستراتيجي والجغرافيا والسند الحقيقي للثورة والكفاح من صوت الوطن، فكان دعم الثوار بالسلاح وكذا تلاحم الثورتين مكن من تصاعد وتيرة الكفاح المسلح من جنوب الوطن وجعل الأرض تشتعل تحت أقدام المستعمر وعملائه.. فلولا هذا العمق الاستراتيجي الذي مثلته ثورة الـ 26 من سبتمبر وتلاحم الكفاح لواجهت ثورة 14 أكتوبر صعوبات أكبر واشق.. وبفضل الله ثم بفضل تلاحم كفاح شعبنا جنوباً وشمالاً حققت الثورة في الجنوب الهدف وطردت المستعمر وعملاءه في 30 نوفمبر 1967م.. ووحدت جميع سلطنات ومشيخات الجنوب اليمني في دولة واحدة ونظام واحد بدلاًَ مما كان عليه الوضع إبان الاستعمار البريطاني، وهذه كانت من أهم المنجزات السياسية نحو الوحدة اليمنية التي كانت هدف كفاح الشعب اليمني منذ أجيال عديدة والتي تحققت بحمدالله في 22 مايو1990م.[c1]* ماهو الأثر الذي خلفه الاستقلال على مستوى وحدة الوطن؟[/c]- مثل الاستقلال الوطني في 30 نوفمبر 1967م ثمرة نضال شاق وصعب خاضته جماهير شعبنا اليمني جنوباً وشمالاً لدحر الاستعمار البريطاني وعملائه وتوحدت سلطنات ومشيخات وإمارات ما كان يسمى بالجنوب العربي في نظام ودولة واحدة، وتم بفضل الله وبكفاح ونضالات ثوار 14 أكتوبر القضاء على مخطط استعماري كان يهدف إلى إعطاء استقلال شكلي ويبقي على شرذمة جنوب الوطن في عدد كبير يتجاوز الـ 20 سلطنة ومشيخة لكي يحكم سيطرته بعد خروج شكلي ليعود من جديد مسيطراً على جنوب الوطن لكن نضال وكفاح الثوار أشعل ثورة عارمة اجبرت المستعمر وعملاءه على الرحيل في 30 نوفمبر 1967م بعد ان كان هناك وعداً بإعطاء استقلال شكلي في 1968م وتسليم السلطة إلى أعوانه وعملائه لكن كفاح شعبنا في جنوب الوطن باسناد حقيقي وملموس مثلته ثورة 26 سبتمبر اسقطت كل خطط ورهانات المستعمر وعملائه.[c1]* كيف ينظر إلى الدور الكفاحي لمدينة عدن في عهد الاستعمار؟[/c]- عدن قلعة الكفاح الوطني وحاضنته بحق وحقيق.. ولقد كانت وستظل عدن هي القلب النابض بالوطنية والحضن الدافئ الذي كان يلجأ إليها كل مناضلي شعبنا اليمني جنوباً وشمالاً.وكان دورها وسيبقى دوراً أساسياً في جميع المجالات ولها يعود الفضل في التحديث والتطور الذي وجد طريقه أولاً فيها لكي يصل إشعاعه إلى باقي أرجاء الوطن جنوباً وشمالاً وانطلاقاً من التحديث والتطور الذي انطلق من عدن أولاً كانت التغييرات والتحديث ثم الثورة في 26 سبتمبر و14 أكتوبر.. لهذا يمكن ان نقف على العلاقة المتبادلة بين الثورتين سبتمبر وأكتوبر ومن هنا تأتي المكانة الوطنية العظيمة للوطن اليمني كله ولجميع مناضلي وأبناء شعبنا اليمني.[c1]* ما الدور الذي لعبته المرأة في الكفاح المسلح؟[/c]- عندما نتكلم عن عدن فاننا سنجد أن هذه المدينة بحكم ما حظيت به من اهتمام وتحديث خلال فترة الاستعمار البريطاني كونها كانت تمثل نقطة ملاحة هامة جداً على مفترق الطرق البحرية وكانت مقراً للقيادة البريطانية ولأهمية ميناءها البحري الذي كان حتى وقت قريب أكبر رابع ميناء في العالم، فشهدت مدينة عدن تطوير وتحديث جعل المرأة تحصل على نصيب وأفر منه.. وباستقراء الوقائع سنجد أن هذا التطور الذي كان للمرأة نصيب منه قد خدم كذلك الثورة والنضال ضد الاستعمار فانخرط قطاع واسع من النساء في صفوف الثورة.. وكان للقطاع النسائي دوراً مشرفاً وبارزاً في كفاح شعبنا في جنوب الوطن.. حيث كن عضوات قياديات في مختلف مراتب العمل التنظيمي والكفاحي وبرزت منهن قياديات معروفات بعملهن الجسور واسندن الثورة ايما اسناد.نذكر منهن المناضلة الجسورة المرحومة بإذن الله تعالى نجوى مكاوي وعائدة يافعي وفوزية محمد جعفر وغيرهن كثيرات.[c1]* إعادة تحقيق الوحدة كان حلم الجميع.. كيف ننظر إلى جهود لجان الوحدة؟[/c]- لا شك أن كل عمل عظيم وكل مشروع كبير مثل إعادة توحيد الوطن يحتاج إلى جهود أعظم وأكبر ويمتد على مسافة زمنية أطول مهما حسنت النوايا.. ولهذا كان لابد لإعادة توحيد الوطن بعد تشطير أمتد على أجيال وأجيال متعددة ودهور طويلة وأزمنة مديدة أن لا تتم برغم نضالات الأجيال المتعاقبة إلا بعد طول عناء وعمل شاق، ولهذا فأن إعادة توحيد الوطن طالما لم تتحقق مباشرة يوم الاستقلال ولم تعلن مباشرة بعد طرد الاستعمار لعوامل كثيرة وعديدة ومتداخلة ليس هنا مجال البحث والحديث عنها طالما لم تحصل ساعتها فكان لابد ان تمر بما مرت به من مراحل.. ويمكن القول ان لجان الوحدة التي تشكلت كان لها دور لا يستهان به لانها على الأقل كانت تذكر الكل بأن الوحدة هي هدف لكل الشعب اليمني وأنه لا ينبغي لأي نظام في الشطرين أن يتنكر لها أو أن يلغيها من حساباته، ومن هنا تأتي أهمية ودور هذه اللجان.نقول الحمدلله الذي حقق الوحدة اليمنية في 22 مايو 1990م على يد القائد الفذ الرمز علي عبدالله صالح ورفاقه.[c1]* ما هو الخطاب السياسي الذي يفرض نفسه على وطن 22 مايو بعد الانتخابات؟[/c]- بعد النجاح الكبير الذي شهدته الانتخابات الرئاسية والمحلية وبعد انقشاع حمى الدعاية الانتخابية فان المهمات الوطنية التي تنتصب أمام الوطن والمواطن تتمثل في إنجاز المهام التي حددها البرنامج الانتخابي لفخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية.إن العرس الانتخابي الذي عاشه وطننا اليمني والشفافية والحرية التي مثلتها الانتخابات اليمنية، والتي أشاد بها جميع المراقبين، والتي حظيت باحترام وتقدير الكل في الداخل والخارج تستوجب إنجاز المهام الواردة في البرنامج الانتخابي، والتي في مقدمتها محاربة الفساد واجتثاثه فعلاً وعملاً.. وبناء مؤسسات الدولة وتطويرها ثم إصلاح حقيقي وملموس للسلطة القضائية وتعزيز دوره ليكون أداة رقابة حقيقية على القوانين والدستور وكذلك لابد من نقلة فعلية وملموسة في اللامركزية وتطوير السلطة المحلية واستكمال البناء المؤسسي لهذه السلطة المحلية بحيث نحد من السلطة المركزية والأهم أيضاً هو العمل لتقليص فجوة التنمية بين الريف والحضر ومكافحة الفقر والبطالة.[c1]* وماذا عن الاستثمار؟[/c]- السلطة والمعارضة وجهان لعملة واحدة.. لهذا بعد ان خاض شعبنا اليمني انتخابات رئاسية ومحلية بالشكل الذي عشناه وشهد لنزاهتها وشفافيتها القاصي والداني فإن الواجب الوطني الذي يقع على السلطة والمعارضة ان يعملا معاً لصالح الوطن، وذلك من خلال التسابق في تحقيق ما يطمح إليه شعبنا اليمني وهو تطوير حياة الشعب مادياً وروحياً من خلال تهيئة كل المناخات الجاذبة للاستثمار بكل أشكاله لخلق فرص عمل لكي نكافح البطالة والفقر وكذلك ينبغي ان تعمل السلطة والمعارضة يداً بيد لبناء دولة المؤسسات والقضاء على الفساد وتطوير القضاء.[c1]* ماذا عن توسيع صلاحيات السلطة المحلية؟[/c]- إن توسيع صلاحيات المجالس المحلية وتقليص المركزية لصالح اللامركزية المالية والإدارية وإعطاء المجالس المحلية مجالاً أوسع لإدارة جميع أوجه الحياة المحلية في المحافظات والمديريات تعتبر مهمة وطنية لابد من تحقيقها وما الانتخابات التي تمت إلا من أجل تطبيق نظام اللامركزية بشكل صحيح وسليم وسوف تأتي الآن انتخابات المحافظين ومدراء المديريات ليعطي زخماً أكبر وفاعلية ملموسة في هذا الاتجاه.أما نظام الغرفتين التشريعيتين فانه يعتبر من الأنظمة التي لها فعالية ملموسة وهامة جُربت في العديد من البلدان، ونحن سائرون في هذا الاتجاه، وباعطاء مجلس شورى منتخب مزيد من الصلاحيات الدستورية سيقوي من موقعه كمؤسسة تشريعية وغرفة ثانية إلى جانب مجلس النواب.. وهذا يقود إلى استكمال البناء المؤسسي التشريعي للوطن.[c1]* المتغيرات تفرض توحيد الصفوف.. كيف يمكن ذلك؟[/c]- نقول انه لابد بعد إجراء الانتخابات الرئاسية والمحلية التي شهدها الوطن والتي تكللت بالنجاح الباهر الذي اكسب وطننا اليمني احترام وتقدير جميع من تابع وراقب مجريات الانتخابات.. ان الواجب يحتم على السلطة والمعارضة في آن واحد العمل على تحقيق ما ورد في البرنامج الانتخابي لان المعارضة مدعوة إلى اسناد أي خطوة إيجابية تخدم الوطن والمواطن، والمعارضة ينبغي أن تكون معارضة إيجابية أي حينما يتم العمل لانجاز هدف يخدم الوطن عليها دعمه ومؤازرة الحكومة في مثل هذا العمل الذي يهدف إلى خدمة الوطن والمواطن ولها أن تعترض بالوسائل السلمية والديمقراطية حينما يكون هناك أي شيء ترى أنه متعارض مع مصلحة الوطن والمواطن.. على المعارضة ان تتبنى المواقف البناءة وتعتبر نفسها وجهاً آخر للعمل نفسه، والوطن هو وطن الجميع سلطة ومعارضة، وله الحقوق نفسها على الطرفين، وللطرفين كذلك الحقوق نفسها.. والمباراة بين السلطة والمعارضة تتجلى في من يخدم هذا الوطن والمواطن بشكل أفضل وأحسن، ومن هنا يأتي حكم الشعب على من يختار في الدورات الانتخابية القادمة من خلال ما يقدمه من أعمال وليس فقط من أقوال.[c1]* في الأخير ماذا تقولون من كلمة؟[/c]- في الأخير نتمنى لشعبنا اليمني مزيداً من التلاحم والتعاضد والعمل الدؤوب لزيادة مداخيل المواطن ومكافحة الفقر والبطالة.. كما نتمنى للقيادة السياسية بزعامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية التوفيق والنجاح في تحقيق ما ورد في البرنامج الانتخابي لفخامة رئيس الجمهورية لان ما ورد فيه يمثل نقلة حقيقية على طريق النماء والازدهار.