فيروز
عبدالله عبدالالهفيروز تنتزع قليلاً من أحزاني ودنس الحياة وكبرياء ذوي اليسار على الحياري والجائعين .. فيروز قليلاً، قليلاً نحو الأعالي ونحو اخضرار القلوب والآمال، والروابي والانهار التي تروي القلوب بالفرح الإنساني وتزيل أمراض النفوس والقلوب المكلومة من عبث الحياة بنا وهمومهم السياسية.فيروز تسألني عن الحال والعيال والدار والجار، الهوى والشباب، الاحلام المجنحة وتلك المنكسرة والحمائم التي لم تعد تحلق في سمائنا وخيالنا إلا خلسة.. والليالي المعمرة التي رسمنا فيها للاحبة مساكن وحدائق وعصافير وأزهاراً وشواطئ وأنهاراً.. فاغتالها سواد أيام وعبوس ليالٍ.. فغادرتنا الأقمار.. ونضبت في خيالنا الأنهار.. وجفت في مآقينا مناظر الأزهار ودموع الفرح!فيروز.. وحدها في لحظات الحزن والتأمل المنهار وكاتمات الفرح.. والتفكير بالخبز وحبة الدواء والسكن والساكن المهدد بالطرد نهاية كل شهر والمستقبل الرمادي.. تنتزعني، وتفك اساري وحزني نحو عالم الصوت الجميل.. نداء الحياة وحبها وموسيقاها الطبيعية وهدوء البال المهدور بالرصاص والنفاق والكذب!!.. تثير فينا فرحاً إنسانياً لقليل من الوقت نسترجع أنفاسنا المنهكة، وشعورنا بذواتنا ووجودنا الإنساني الذي ما خلق للهم وحده أو التفكير في بدائيات الحياة وضروراتها ومشارعة حتى اقدامنا الراكضة على أرصفة الشوارع الموسخة.. وعيوننا وهي تبحث عن الجمال في الحياة وسمو النفوس فيها عن الصغائر!فيروز.. تجعلنا ننسى ولو قليل من الوقت، ألم القلوب وضجيج الحياة ومطالبها وضياع أعمارنا وحياتنا في الصراع اليومي الذي لا يعرف نهاية ولا نجد منه مهرباً.فيروز.. النهر الذي يروي جفاف مشاعرنا وقيض أيامنا وعطش أفئدتنا وتصحر أحلامنا وترقى بنا نحو ذرى الجمال وحدائق المحبة بين البشر وعناق الاشجار وزقزقة عصافير أرواحنا الباحثة عن لحظات التأمل في ملكوت الله دون تهديد أوتحديد من أحد والبحث عن زوايا بقايا الآمال والفرح الإنساني المعذب.فماذا لو كانت فيروز في وطني؟!.. هل سيبقى صوتها ملائكياً يتغنى للمحبة والسلام حتى في لحظات الحرب وبيروت تحترق وتستباح، يحمل إلى العالم أنين ومعاناة شعب.إنها فيروز.. ينساب سحرها إلى قلوبنا وعقولنا كجداول رقراقة ونردد معها: أعطني الناي وغني فالغناء سر الوجود!!