الخرطوم/وكالات:تتجه العلاقات السودانية الإريترية إلى تجاوز حاجزي التوتر ونذر المواجهة إلى مربع للتفاهم بعد قطيعة امتدت لـ12 عاما. ورغم سعى الرئيس السوداني عمر البشير ونظيره الإريتري أسياس أفورقي إلى معالجة الخلاف القائم بينهما ودفع زيارة أفورقي إلى الخرطوم بخطوات مماثلة نحو الحل, فإن عقبات حقيقية ربما وقفت حائلا دون التوصل إلى تطبيع كامل يعيد الأوضاع إلى ما قبل عام 1995 .وبالرغم من أن الرئيسين لم يفصحا عن مجمل ما اتفقا عليه, فإن محللين سياسيين توقعوا أن يكون الطرفان قد بحثا أمر معارضة كل بلد في أرض الآخر.ويعتبر المحلل السياسي مختار الأصم أن هناك صفقة ربما تمت بين الطرفين لإمكانية تخلي أي طرف منهما عن دعم معارضة الآخر.وقال الأصم إن إعلان زعيم التجمع الوطني الديمقراطي السيد محمد عثمان الميرغنى العودة إلى السودان ورغبة جبهة الشرق الدخول في حوار مع الحكومة (وهما الجهتان المعارضتان من الأراضي الإريترية) هي ما دفع إدارة أفورقي للتحرك تجاه الخرطوم لأجل الاتفاق معها بشأن المعارضة الإريترية في السودان.وتوقع أن "لا تفوت الحكومة السودانية فرصة حسم الملف الشرقي الذي تلعب إريتريا فيه دورا مقدرا".أما أستاذ العلوم السياسية بجامعة الخرطوم صفوت فانوس فقال إن الحكومة السودانية ربما ترفع يدها عن رعاية المعارضة الإريترية إذا ما نجحت وساطة أسمرا فى وضع حلول جذرية لأزمة الشرق.وأكد أنه ليس من المستبعد أن يفشل الحوار بين البلدين، مشيرا إلى فشل الوساطة القطرية والليبية في نزع فتيل الأزمة السودانية الإريترية من قبل. وقال إن هناك جهودا أميركية واضحة فى تسارع وتيرة المصالحات بين الحكومتين من جهة وبين الحكومتين ومعارضيهما من جهة أخرى.المحلل السياسي الطيب زين العابدين رأى أن أي اتفاق للحكومة مع موتمر البجا سيعنى نهاية المعارضة شرقي البلاد وبالتالى يصعب على حركة العدل والمساواة التعامل مع بيئة الشرق أو خلق أي مناوشات عسكرية بالمنطقة.وقال إن الظروف قد فرضت على الجانب الإريتري السعي نحو الخرطوم. واعتبر أن بطاقات الضغط التي كانت ترفعها أسمرا في وجه الخرطوم ما عادت متوفرة، بجانب تخوفها من التحالف السوداني الإثيوبي الذي تعتبره تحالفا ضد مصالحها الإستراتيجية الكبرى بالمنطقة.كما أن إريتريا في حاجة إلى فك عزلتها الدولية لأنها في مواجهات مع كل الدول المجاورة لها. وقال زين العابدين إن من مصلحة أسمرا كسب الخرطوم أو على الأقل تحييدها.وأشار إلى وجود أزمة ثقة تاريخية بين الطرفين. واستبعد أن تكون هناك أي مقايضة للمعارضين في الدولتين, غير أنه لم يستبعد أن يسعى كل طرف من الطرفين لإقناع المعارضين عنده بعدم ممارسة أي أنشطة عسكرية في الحدود بين الدولتين "الأمر الذي توافقه الحكومة السودانية لإيقاف هجمات حركة العدل والمساواة وغيرها من الحركات الرافضة لاتفاق أبوجا".
تقارب سوداني إريتري بعد تحييد معارضتي البلدين
أخبار متعلقة