قنوات فضائية، متابعات:أظهرت أرقام حديثة أن حجم رسائل الهواتف الخلوية (sms) في الأردن تضاعف ثلاث مرات منذ مطلع شهر رمضان الحالي، مما لفت إلى حجم كبير من الهدر والاستهلاك في مجتمع يعاني ضائقة معيشية مزمنة.المفارقة أن حجم الغلاء الذي طرأ على السلع والخدمات الأساسية في الأردن لم يحد من نمو سوق الاتصالات النشط في الأردن، والذي تتنافس فيه ثلاث شركات للهواتف النقالة، وشركة للراديو المتنقل، إضافة إلى شركة وحيدة تحتكر خدمات الهاتف الثابت.وأظهرت أرقام نشرتها صحيفة الغد اليومية أن عدد رسائل (sms) التي يتراسل بها الأردنيون يوميا منذ بداية شهر رمضان المبارك زاد عن ثلاثة ملايين رسالة يوميا، وهو رقم كبير جدا في بلد يبلغ عدد سكانه 5.3 ملايين نسمة.ووفقا للصحيفة فإن شركة فاست لينك -وهي أكبر مشغلي الهاتف النقال في الأردن- تحدثت عن إرسال مشتركيها نحو مليوني رسالة (sms) يوميا منذ مطلع رمضان، وهو ما يمثل ثلاثة أضعاف ما يتم تبادله في الأيام العادية.هذا الرقم أعاد إلى الأذهان الحجم الكبير لاستخدام الهاتف النقال في الأردن، ووفقا لرئيس الجمعية الوطنية لحماية المستهلك الدكتور محمد عبيدات فإن حجم فاتورة الهواتف النقالة في الأردن بلغ 800 مليون دينار أردني (1.1 مليار دولار أميركي)، وهي فاتورة مرشحة لتخطي حاجز مليار دينار أردني (1.4 مليار دولار أميركي) مع نهاية عام 2006.ويوجد نحو أربعة ملايين مشترك وفق أرقام شركات الاتصال الخلوي، بمعنى أن ثلاثة أرباع السكان في الأردن يملكون خطوطا خلوية، كما أكد عبيدات للجزيرة نت.هذه الأرقام تعتبر كبيرة جدا بل وخطيرة كما يراها المستشار والمحلل الاقتصادي غسان معمر الذي قال للجزيرة نت "هناك نوع من إساءة توظيف الخدمات التقنية سواء من قبل مشغلي الاتصالات أو من المواطن الذي ينجرف في تيار عدم القدرة على ضبط الإنفاق بسبب قوة الإعلان والترويج للخدمات"، ويلفت إلى أن الضرر الأكبر يقع على محدودي الدخل الذين يخصصون نسبة غير قليلة من دخلهم للاتصالات الخلوية.ويتفق عبيدات مع معمر عندما يشير إلى أن استخدام الرسائل الخلوية في المناسبات طريقة إيجابية وسريعة إذا وظفت ضمن الحد المعقول، لكنها سلبية إن استخدمت بإفراط يؤثر على دخل المواطن، وأشار إلى أن المواطن مطالب باستخدام التقنيات الحديثة بشكل لا يؤثر على أولويات استهلاكه.ويعزز من ثقافة الاستهلاك الكبير في الاتصالات الخلوية ما أكده عدد من العاملين في شركات أجهزة الهاتف النقال للجزيرة نت، حيث أشاروا إلى أن نحو 70 من مستعملي الأجهزة النقالة يلجؤون إلى تغييرها خلال عام على الأكثر، ملاحقة لتطور تقنيات الاتصال المتسارعة، مما يضيف عبئا إضافيا لمجتمع يغلب عليه أصحاب الدخل المحدود.[c1]*خطر اجتماعي[/c]ويلفت معمر إلى أنه مع شيوع "ثقافة الهدر والاستهلاك" في مجتمع يعاني ضائقة معيشية، فإن هناك مخاطر تتجاوز البعد الاقتصادي على أهميته، لتصل إلى الجانب الاجتماعي.ويقول "عادات إرسال رسائل التهنئة والمعايدة أضعفت إلى حد كبير عادات التواصل الاجتماعي المباشر، وعززت ثقافة عدم التخصيص في التهنئة والمعايدة".وأوضح معمر أن عادة إرسال معايدة أو تهنئة لقائمة الأسماء المخزنة على الهاتف النقال باتت تحل محل الاتصال أو الزيارة في بعض الأحيان وهو ما يؤشر إلى نمط مسلكي اجتماعي خطير يهدد عادات التواصل في المجتمع.