سقوط 73 قتيلا على الأقل في أحدث قتال بمقاديشو
الأمم المتحدة / وكالات :قال بان جي مون الأمين العام للأمم المتحدة في تقرير جديد انه ربما تكون هناك حاجة الى " ائتلاف متطوعين" لفرض تطبيق السلام في الصومال حيث واجهت قوات حفظ السلام الأمريكية كارثة في التسعينات.وفي تقرير الى مجلس الأمن دعا بان مجلس الأمن الدولي الى التفكير في يونيو ما إذا كان بوسع قوة حفظ سلام تقليدية تابعة للأمم المتحدة النجاح في الصومال الذي ينعدم فيه القانون أم ان هناك حاجة الى القيام بشيء آخر.وقال بان ان قوة من الأمم المتحدة قد تنجح إذا توقف القتال في جنوب وسط الصومال وانضمت كل أو معظم الجماعات المسلحة الى اتفاقية تسمح بالمراقبة الخارجية.وأضاف بان انه في هذه الحالة فان مشاركة الأمم المتحدة "ستركز بشكل أساسي على المساعدة الفنية لجهود المصالحة بالإضافة الى إعادة البناء والتنمية المدعومة بتواجد ملائم من قبل الأمم المتحدة لحفظ السلام."ولكنه استدرك قائلا انه إذا أخفقت العملية السياسية وتفاقم العنف "فيجب التفكير في خيارات بديلة ومن بينها فرض تطبيق السلام." والقيام بعملية تسمح بها الأمم المتحدة ويقوم بها ائتلاف متطوعين ذو إمكانات ملائمة للتعامل مع هذا التهديد شبه العسكري الكبير سيكون أفضل شيء ملائم" لمثل هذا الموقف.ومصطلح "ائتلاف المتطوعين" يشير الى مجموعة من الدول ذات الآراء المتشابهة التي تقرر القيام بعمل في منطقة مضطربة ولكنها ليست تحت سيطرة الأمم المتحدة.وجاء تقرير (بان) الذي سيناقشه مجلس الأمن الدولي يوم الثلاثاء المقبل في الوقت الذي تجدد فيه القصف وإطلاق النار في مقديشو.وعمت الفوضى الصومال منذ سقوط الدكتاتور محمد سياد بري في 1991. واستولت ميليشيات إسلامية على مقديشو من أمراء الحرب العام الماضي ولكن تم الإطاحة بها على أيدي قوات الحكومة المؤقتة بزعامة الرئيس عبد الله يوسف مدعومة بقوات إثيوبية.وبعد ذلك تفاقم تمرد في مقديشو انحى باللائمة فيه على الإسلاميين متحديا جهود يوسف لإعادة السيطرة المركزية.ولكن التدخل الخارجي في الصومال له تاريخ متقلب . فقد مثل قتل جنود أمريكيين في الصومال في أواخر عام 1993 بداية نهاية قوة مشتركة من الولايات المتحدة والأمم المتحدة لحفظ السلام قامت بالانسحاب من الصومال في عام 1995 وأثرت على السياسة الأمريكية لسنوات.وتوجد الآن قوة مؤلفة من نحو 1200 جندي أوغندي في الصومال كطليعة لقوة يعتزم الاتحاد الإفريقي إرسالها لحفظ السلام ولكنها لم توقف أعمال العنف وأصبحت هي نفسها هدفا للمسلحين.وحث بان مجلس الأمن على النظر مرة أخرى في الوضع في منتصف يونيو إذا حققت عملية مصالحة تدعمها الأمم المتحدة وتحاول حكومة يوسف طرحها تقدما كافيا يسمح بقيام الأمم المتحدة بعملية لحفظ السلام.ولكن تقريره اعترف بان مثل هذه العملية ستكون محفوفة بالمشاكل التي تتراوح بين الأمن والإمداد والتموين.في سياق أخر قالت إحدى المنظمات المعنية بحقوق الإنسان إن القتال الشرس خلال الأيام الثلاثة الماضية قد خلف 113 قتيلا و200 جريح. وقالت منظمة "علمان للسلام وحقوق الإنسان" إنها حصلت على هذه الأرقام من منظمات الإغاثة والمشافي. وحذرت الأمم المتحدة أن زهاء 320 ألفًا من سكان مقديشو قد هجروها جراء القتال بين القوات الإثيوبية والقوات التابعة للحكومة الصومالية الانتقالية من جهة والمسلحين الإسلاميين والتابعين لعشائر الهوية من جهة أخرى منذ شهر شباط/ فبراير الماضي. ويمثل هذا العدد حوالي ثلث سكان العاصمة مقديشو ويتجاوز كثيرا الأرقام التي نشرت سابقا. ورغم ذلك فقد حمل الرئيس الصومالي عبد الله يوسف المقاتلين الإسلاميين مسؤولية العنف الدائر وقال إن الموقف يشهد تحسنا. وأضاف " إن هدفنا هو حماية الحكومة والمواطنين من بقايا اتحاد المحاكم الإسلامية، لأنهم يغتالون كل شخص ممكن أن يتعاطف مع الحكومة". وأفاد منسق أعمال الإغاثة في الأمم المتحدة اريك لاروش أن الكثيرين من السكان يعانون انقطاع المياه والمواد الغذائية وان الكثيرين قد توفوا من جراء أمراض مثل الكوليرا والنزلات المعوية. ويقول منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية إريك لاروش إن غالبية النازحين عن مقديشو يشكون من شح المياه والأغذية وإن المئات منهم قد ماتوا من جراء الكوليرا وأمراض الإسهال. وأضاف لاروش "لقد حان الوقت للوصول إلى سكان مقديشو وتقديم العون لهم". كما يفيد مراسلنا في الصومال بأن النازحين والمشردين يعيشون في ظل ظروف مزرية في جنوب ووسط الصومال. إلى ذلك قال شهود عيان وسكان إن 73 صوماليا على الأقل معظمهم من المدنيين قتلوا في أحدث قتال يهز مقديشو أمس السبت.وقال شهود العيان إن أكبر عدد للقتلى خلال أمس السبت وقع في منطقة البركة السكنية والتجارية حيث لقي 20 فردا حتفهم عندما سقطت قذائف مورتر على المنطقة.وتناثرت الجثث في الشوارع وبعضها مقطوع الرأس في حين أصبحت جثث أخرى مشوهة بشكل يصعب التعرف عليها.ومن المتوقع أن يرتفع عدد القتلى أمس السبت إذ تشتبك القوات الإثيوبية والصومالية مع متمردين في شتى أنحاء المدينة وسط قصف متواصل في مناطق سكنية.