جانب من الصحافيين المحتشدين ويبدو في الصورة الزميل أحمد الحبيشي رئيس التحرير متحدثاً وبجانبه الزميلان هشام باشراحيل رئيس تحرير "الأيام" ونصر طه مصطفى رئيس تحرير وكالة الأنباء اليمنية "سبأ"
كتب/ عيدروس نورجيكان يوم أمس الثلاثاء مشهوداً في حياة الأسرة الصحفية اليمنية بمحافظات عدن، لحج وأبين حيث توجد قاعدة صحفية ذات تاريخ عريق ومجيد .. وحيث لعبت هذه القاعدة ومازالت تلعب حتى اليوم دوراً حيوياً في إعلاء وتطوير الدور الجديد للصحافة الوطنية وزيادة مساهمة الصحفيين في عملية التجديد الديمقراطي للمجتمع وبناء ثقافة سياسية ديمقراطية تجسد قيم الحوار والانفتاح والتعددية والقبول بالآخر.لأول مرة منذ وقتٍ طويل اكتظت قاعة الاجتماعات بفرع نقابة الصحفيين اليمنيين في عدن بجمع غفير من الصحافيين الذين توافدوا من مختلف أنحاء محافظات عدن ولحج وأبين للتشاور حول مصير نقابتهم التي تعيش وضعاً مأساويًا ومأزقاً حاداً بسبب ممارسات المجموعة الحزبية المهيمنة على مجلس النقابة وانحرافها عن قيم وتقاليد العمل النقابي وفسادها الذي طال كل هياكل النقابة بدءاً بفساد العضوية وانتهاء بالفساد المالي.ناقش الصحفيون الذين لبوا الدعوة لاجتماع تشاوري غير مسبوق يوم أمس في عدن مصير نقابتهم واطلعوا على عدد من الأوراق والرؤى المقدمة من بعض المرشحين لمنصب النقيب.. واتفق الصحافيون بمختلف انتماءاتهم الحزبية والسياسية على ضرورة تحويل المؤتمر الاستثنائي المزمع عقده في الثاني عشر من يوليو إلى مناسبة لإعادة بناء النقابة على ضوء قرارات المؤتمر العام الثالث التي تنكـّر لها مجلس النقابة الحالي وأمتهنها على نحو أثار سخط واستنكار الأسرة الصحفية في اليمن.كان لافتاً للنظر أنّ الاجتماع وعلى نحو غير مسبوق شهد نقاشاً مستفيضاً وصريحاً وشفافاً، وعلى الرغم من التنوع الحزبي والسياسي للحاضرين فقد أثبت الفرقاء أنّهم موحدون مهنياً في إطار هموم ومصالح وقيم الأسرة الصحفية، حيث اتفق الجميع على ضرورة أن يكون جدول أعمال المؤتمر الاستثنائى القادم الجمعية العمومية لنقابة الصحفيين مفتوحاً على كافة القضايا بما في ذلك انتخاب النقيب ومجلس النقابة ومناقشة مدى التزام المجلس الحالي بتنفيذ قرارات المؤتمر العام الثالث الخاصة بضرورة تعديل النظام الداخلي.وانتقد عدد كبير من المتحدثين التركيب الحالي لمجلس النقابة الجاثم على نفوس الصحافيين، وطالبوا بأن يكون ممثلاً للأسرة الصحفية على مستوى الوطن بحيث يضمن حضوراً لفروع النقابة في المحافظات التي توجد فيها مؤسسات صحفية وقاعدة للعمل الصحفي، كما شدد جميع المتحدثين على ضرورة إعادة بناء النقابة بحيث تتجسد فيها الممارسة الديمقراطية وتتوافر فيها ضمانات محاربة الفساد المالي.. فمن غير المعقول أن يحمل الصحفيون راية الدفاع عن الديمقراطية وممارسة الفساد إذا كانت نقابتهم غير ديمقراطية ولا توجد فيها لجنة للرقابة والتفتيش تضع حداً لفساد العضوية والفساد المالي المستشري في ظل قيادة النقابة الحالية.أجمع المتحدثون أيضاً على ضرورة عدم تسييس النقابة وشددوا على تحريرها من الهيمنة الحزبية ومنع توظيفها للمكايدات وتصفية الحسابات السياسية، مشيرين إلى أنّ الوضع المأزوم في النقابة هو نتاج لغلبة المصالح والنزعات الحزبية الضيقة على العمل النقابي.كما أجمع المتحدثون على ضرورة تنقية جداول العضوية من الدخلاء وحمّلوا القيادة الحالية مسؤولية إفساد العضوية إلى جانب الفساد المالي والإداري .. وطالبوا ليس فقط بحماية نقابة الصحفيين ومهنة الصحافة من الدخلاء عليها، بل ومن أخطاء بعض الصحفيين الذين يسيئون بممارساتهم الخاطئة إلى قيم المهنة.في هذا السياق أشار بعض المتحدثين إلى أنّ بعض النقابات المهنية تفصل من عضويتها بل ومن المهنة أي شخص يسيء إلى شرف وقيم المهنة مثل نقابات المحامين والأطباء والمهندسين والطيارين والفنانين، لكن نقابتنا لا تكتفي بالدفاع عن أخطاء بعض الصحفيين وتحويل قضاياهم الجنائية إلى قضايا تتعلق بالحريات وتقديم معلومات مضللة إلى المنظمات الدولية، بل أنّها تتبنى بعض المتورطين في قضايا جنائية من غير الصحفيين وتمنحهم بطاقات عضوية لتوفير الحماية لهم الأمر الذي يسيء إلى شرف مهنة الصحافة وقيمها ويشوه صورتها في المجتمع.وصدر في ختام الاجتماع بيان أوضح أنّ الحاضرين وهم ثلثا الأعضاء المقيدين في النقابة يطالبون بأن لا يكتفي المؤتمر الاستثنائي المزمع انعقاده في الثاني عشر من يوليو الجاري بقضية واحدة محصورة في انتخاب النقيب الجديد، بل وأن يكون مفتوحاً على كل القضايا التي تتعلق بهموم ومصالح الأسرة الصحفية اليمنية.وأوضح البيان أنّ الاجتماع شدد على ضرورة انتخاب لجنة للرقابة والتفتيش وتقييم الوضع الحالي للنقابة والوقوف بجدية أمام الخروقات المالية والابتعاد عن تحزيب وتسييس العمل النقابي وجعل القيم المهنية معياراً للعمل النقابي وتنقية العضوية في النقابة من الدخلاء وحصرها على أهل المهنة.[c1]* مزيد من التفاصيل صفحة الشارع الصحفي تحت عنوان:"المطالبة بعدم حصر اجتماع الجمعية العمومية للنقابة على انتخاب نقيب فقط" [/c]