توصل علماء مختصون بامراض البيئة الى ان الضجيج يسبب العديد من الأمراض للبشر المعرضين له اكثر من غيرهم مشيرين الى ان اخطر انواع الضجيج هو الضجيج المسائي الذي يصدر في الغالب عن الطيران الليلي وينجم خطر الضجيج المسائي عن حالة اضطراب النوم التي يسببها وما يصاحبها من أعراض ترتبط بالوضع النفسي والكآبة والارهاق وضعف التركيز وأمراض القلب والدورة الدموية. وادرك الاطباء تأثير الضجيج المسائي على الصحة العامةو لكن فرصة قياس «جرعة» الضجيج الخطرة على الصحة لم تتح لهم حتى الآن بسبب قلة وضعف الدراسات التي تهتم بهذا الموضوع.ويرى الباحث ماتياس باسنر من المعهد المذكور ان تحديد الجرعة المسببة للأمراض أمر مهم، لكنه لا يحل المعضلة الرئيسية المتمثلة في كيفية خفض ضجيج الطائرات وتحتاج صناعة الطائرات إلى دراسات وسنوات طويلة حتى تطور التقنية اللازمة لخفض ضجيج المحركات والصوت الناجم عن الاحتكاك والنفاثات. وتجدر الاشارة الى ان دراسات سابقة كانت قد توصلت إلى أن تحويل مجرى الهواء الخارجي من المحرك إلى الغرف الجانبية في هيكل الطائرة مما يقلل من الضجيج ونجح المهندسون بهذه الطريقة في السابق بتقليص الضجيج ست مرات لكنهم استنفدوا الامكانية هنا وعمد بعض المهندسين إلى تكبير ريش التوربينات بهدف تقليل الضجيج ونجحوا بذلك فعلا إلا أنهم ضاعفوا بذلك استهلاك الوقود مما ادى إلى رفع اسعار رحلات الطيران.نجح المهندسون الألمان في الايرباص الأوروبي «أيه 320» في تقليل المساحة السطحية للطائرة بغية تقليل الضجيج وفعلوا ذلك عن طريق إخفاء خزان الوقود داخل هيكل الطائرة بدلا من بنائه قرب السطح الخارجي إلا أن الهواء تسرب لاحقا إلى المنطقة المحيطة بخزان الوقود ليصدر صوتا مزعجا كالعويل واضطر المهندسون أخيرا إلى حماية هذه المنطقة بواسطة صفيحة من الالمنيوم قوية تحمي خزان الوقود من احتكاك مجرى الهواء بها. وظهر من التجارب الحالية أن بمقدور الطيار أن يرفع الطائرة بسرعة اكبر في الجو مع الحفاظ على نفس استهلاك البنزين من خلال الزيادة التدريجية لزاوية الاقلاع واستخدم باسنر وزملاؤه الكومبيوتر لتحليل علاقة قوة الصعود بالسرعة وتوصلوا إلى أفضل علاقة للسرعة ـ الارتفاع ـ الضجيج. وطبيعي فإن معادلة السرعة ـ زاوية الاقلاع ـ الضجيج، التي تقلل الضجيج على المناطق الأرضية المأهولة لا يمكن تعميمها على كافة المطارات لأنها تتغير من مطار إلى آخر حسب شكل وحجم واحداثيات كل مطارمما يدعو سلطات كل مطار إلى اكتشاف المعادلة القادرة على خفض الضجيج إلى أقل ما يمكن على الأراضي القريبة من المطار.