بغداد/ وكالات:اتهم مستشار الأمن القومي العراقي موفق الربيعي «مثيري النعرات الطائفية» بالتسبب في استهداف الميليشات المسلحة للمساجد ودور العبادة في العراق، بهدف إفشال العملية السياسية بالبلاد. وتعرض أكثر من 250 مسجدا عراقيا لعمليات تفجير واستهداف من قبل الجماعات المتطرفة، والميليشيات السنية والشيعية، في حال استقطاب طائفي عصفت بالمقدسات المشتركة عند جميع المسلمين.وتحدث الربيعي عن ذلك في برنامج بإحدى القنوات العربية الفضائية مساء أمس الجمعة، والذي تطرق لموضوع استهداف المساجد من قبل الجماعات المتطرفة، وتحويلها إلى ميدان للحرب والقتال.وإلى جانب التفسير الطائفي عرضت القناة أحداثاً جرت قبل 30 سنة خلت، تظهر عملية اقتحام جماعة «جهيمان العتيبي» للمسجد الحرام عام 1979، لإعلان ظهور المهدي المنتظر، الذي ادّعوا أنه صهر العتيبي نفسه، ويدعى محمد القحطاني. يومها، مررت جماعة العتيبي الأسلحة والذخيرة إلى داخل المسجد الحرام، على أنها نعوش لموتى يريدون الصلاة عليها، ثم قاموا باحتجاز المصلين بعد صلاة الفجر. ولأول مرة في التاريخ، يصمت صوت الآذان وطواف المسلمين حول الكعبة، وتدوي طلقات الرصاص في الأرض الحرام لأيام، قبل أن تنجح قوات الأمن السعودية في تطهير المسجد من محتليه. من جهته، يصف عضو المجمع الفقهي الإسلامي بالسعودية د. محمد النجيمي هذه الأحداث بأنها تنطوي على استحلال للحرمات، مشبّها الأفكار التي تبنتها جماعة جهيمان العتيبي، حينها، مع أفكار تنظيم القاعدة، من حيث استباحة دماء المسلمين وعدم تقيدها بأي ضوابط لتحقيق أهدافها «رغم أنها تدعي أنها حركات دينية والدين منها براء».أما الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية د. كمال حبيب، الذي كان من القيادات التاريخية لتنظيم «الجهاد» المصري، فأشار إلى أن استهداف المساجد يأتي من فئات شديدة التطرف، ولا تمثل السياق العام للحركات الإسلامية في العالمين العربي والإسلامي. وأرجع الكثير من الأفكار التي استمدتها هذه الفئات إلى التراث الفكري للخوارج الأزارقة في القرن الثاني الهجري، الذين كانوا يكفرون المسلمين ويستحلون دماءهم على المعاصي.علما أن هذا النهج عينه كررته جماعة التكفير والهجرة المصرية، التي أعدم قائدها شكري مصطفى عام 1978، من خلال إقدامها في التسعينات على خطف وقتل الشيخ حسين الذهبي، وهو من علماء الأزهر الشريف ووزير سابق للأوقاف. وهو ما جعل هذه الجماعة، ومن سار على نهجها، مثالا لاستهداف العلماء والمساجد لتكفيرها المجتمعات، واعتبارها جميع المساجد الموجودة في الدول «الكافرة» مساجد ضرار لا يجوز الصلاة فيها، ويجوز إستهدافها.