
في معارك الحياة من أجل الوطن، هناك من يواجه وهناك من ينسحب وهناك من يتخذ الحياد، على أن تلك المواقف هي التي تبين بوضوح رموز المحاربين الذين لا يدسون رؤوسهم في الرمال كما تفعل النعام، وهنا تتجلى معادن الرجال خصوصا أولئك المناضلين لأجل أوطانهم، ويعد الفقيد العيسي واحدا منهم.
إن الشعوب هي صانعة التغيير، وإن كفاحها لن يذهب سدى، ولا بد أن تجني ما زرعت ولو بعد حين. تلك هي النهايات العادلة التي يفرزها التاريخ.. وشعبنا شق طريقه المعمد بدماء مئات الشهداء ولا يمكن في أي حال من الأحوال السير في طريق غير الطريق الذي اختاره شعبنا وقرره حلما ومصيرا، طريق الحرية والكرامة رغم تحديات المرحلة التي يجب أن نكون عند مستواها، وأن نستمد من نضالات وكفاحات شعبنا ما يعيننا على مواصلة السير وتجاوز العقبة، وأن لا نترك فرصة أو ثغرة يتسلل منها أعداء قضيتنا وشعبنا.
إن رحيل الفقيد أديب العيسي يمثل خسارة كبيرة على الجنوب لما كان له من جسارة وإقدام وما مثله من قيم ومواقف كقائد لم تلن له قناة ولم يتأخر يوما في الذود عن الوطن الجنوبي، وكان في طليعة الركب المقاوم لمليشيات الحوثي الإرهابية، ومن أبرز رجال المقاومة في العاصمة عدن.
رحم الله الفقيد أديب العيسي، وأسكنه فسيح جناته مع الشهداء والصديقين.