
لكنّ الغريب – بل المؤلم – أن يُستخدم هذا المصطلح اليومَ سلاحًا للانتقاص، وكأنّه شهادةٌ بعدم الانتماء إلى عدن أو الجنوب! بينما الحقيقة التاريخية تُثبت أن “عرب 48” هو عنوانٌ نضاليٌّ يُطلق على أبناء فلسطين المقاومين للاحتلال الصهيوني. فلماذا يُحرَّف معناه حاليًا إلاّ لتزييف الحقائق وطمس الهويّات؟
تصفّحتُ أوراقًا باليةً مكتوبةً بالإنجليزية، تثبتُ أن والديّ وُلدَا في الجريحة عدن منذ الأربعينيات. في مدرستي، لم أسأل يومًا عن أصول زميلاتي الضالعيات أو اليافعيات أو الجبليات... لم يكن الأمر مهمًّا إلا بعد حرب 2015 م، حين تحوّل سؤال “إنتِ مِن فين؟” إلى محكٍّ للانتماء، وإلى ذريعةٍ لاستصدار “صكوك وطنيّة” تُمنحُ وفق الأهواء والمصالح، لا للحقّ والتاريخ.
لذا، ها أنا أرفعُ رأسي: نعم، أنا من “عرب 48 “، وهذا فخري! أنا ابنة عدن، ابنة الشيخ عثمان، ربيبة حافة الهاشمي. ومن يحاولُ انتقاصَ انتمائي، فهو الغريبُ عن هذه الأرض، لا أنا. فالشواهدُ تنطق، والأوراقُ الصفراءُ تشهد، ودمُ أبناء عدن الذي سُفكَ في دروبها يصرخ هذه أرضي.
#نعم_أنا_من_عرب_٤٨