
تطوع عثمان صالح سرور وهو أحد اقاربي في قريتي الثمير(وعميد في الجيش ) وأخذني بسيارته... ماركه كورية جميلة إلى قلعة صيرة وبالذات إلى باحات القلعة المطلة على بحر معاشيق الخلفية في حقات.
باحات جميلة تشرف على الثغرة المؤدية إلى بدايات مدينة كريتر من ناحية القلعة..
هي نفس الثغرة التي وقف فيها الكابتن البريطاني (هنس ) ذات يوم بسفينته داريادولت المحملة بالبضائع عام 1839 وادعى أن أجدادنا من الصيادين نهبوا بضائعها واتخذ من تهمته هذه حجة لاحتلال عدن بعد أن خاض مع حامية مدينة كريتر الضعيفة العدة والعتاد معركة تغلبت فيها القوة وتم الاحتلال الذي دام 129 عاما.
يا الله ما أجمل ثغرة صيرة وهي ترنو إلي بمياهها الزرقاء الجميله وكأن الزمن قد تلاشى حتى صار اللحظة التي أقفها أنا ومرافقي الرائع عثمان على حافتها وفي خلدي يدور شريط للحظة الغزو الموغلة في القدم وقتذاك.
وأينما اتجهت على حافة هذه الثغرة تبدو صيرة في الغرب شامخة تتعمم بالقلعة في قمتها فيما في الشمال تنتصب قلعة معاشيق مقر ( حكام عدن ) المتعاقبين منذ القدم تحتضن بحر حقات ويحتضنها .
فجأة رأيت مجموعة من الصيادين يوقفون قاربهم ويقفزون إلى اليابسة محملين بكميات كبيرة من الأسماك المختلفة فيها الديرك ( ملك السمك ) وفيها الثمد والزينوب والباغة والبياض، وسمعت مرافقي يعلق بالقول (موجها الحديث إلي ) أترى يا أستاذ هذه الكمية الكبيرة من الأسماك؟ قلت: نعم أراها.
قال أتدري أن هؤلاء الصيادين لن يقتنعوا مقابلها إلا بثروة كبيرة ثمنا لها .. ثم مضيفا : هل تعلم أن ثمن الكيلو الديرك وصل هذه الأيام إلى 36 ألف ريال والكيلو الثمد 17 ألفاً . هؤلاء الصيادون لا يرحمون وكأن البحر بثرواته السمكية ملكية خاصة والمصيبة أنه لا يوجد حسيب ولا رقيب عليهم.
نظرت طويلا في البحر ورأيت كم هو واسع وكبير!! وقفز إلى ذهني السؤال : ترى كم من الثروة السمكية تحتفظ بها هذه الثلاثة البحار في جوفها؟!
عالم البحار عالم كبير ونحن في مدينة عدن نقع على سواحل بحرين ومحيط.
طبعا البحر الأحمر والعربي والمحيط الهندي وثرواتها السمكية لا تقدر بثمن، سواء في كمياتها أو في نوعيتها فأين هي الدولة التي ستنظم شؤون هذه الثروة وترعاها وتستفيد ونستفيد نحن الأهالي منها؟ !!
ويا الله بنا يارفيقي عثمان لقد أطلت التأمل ـ كما يبدو - وأكاد أختنق بكم الأسئلة التي تجول في خيالي وعلى شفتي..
سنعود مرة أ خرى وسيكون لنا حديث طويل.. طبتم صباحا أو عمتم مساءً اليوم وكل يوم.