
فالأطفال في شارعها الرئيسي بكريتر ( وكريتر أحلى مدن عدن ) يسرحون ويمرحون ويركبون الجمال ويصدحون مرحبين بالعيد ومعبرين عن فرحتهم به أحيانا بالأهازيج وأحيانا بالطماش الذي لا يؤذي المارة ممن يجوبون الشوارع لقضاء حوائج العيد.
نعم كم هي رائعة هذه المدينة الجميلة والصامدة في وجه كل ماتعاقب ويتعاقب عليها من عاتيات الزمن.
وكم هم أصلاب سكانها وأبناؤها وهم يواجهون بعض المتغيرات التي تتراوح بين ضائقات عيش ونقص في امدادات الكهرباء والماء ورواتب ظلت على حالها لا تزيد بفعل سقوط العمله المريع الذي لم تشهده عدن في معظم غابر أزمانها الأمر الذي أحدث نقصا في عدم توافر بعض الضروريات التي كانت حتى الأمس القريب متوافرة لدى الغالبية وزاد الطين بلة ما أسميه أنا الخريف العربي الذي جاء ليشكل ربيعا صهيونيا يدفع ثمنه أخواننا في فلسطين وفي لبنان وفي سوريا والدائرة تدور كما يبدو وتتسع لتعصف بنا جميعا في المشرق العربي وبكل شيء جميل عندنا وعند معظم شعوبنا فيما عدا من تماهى مع العاصفة ومن أحنى رأسه لها أو من اعد العدة لها وأدرك مرام من وراءها ورفضها.
وهنالك شعوب عربية واجهت ماهو أسوأ مما تمر به بلادنا حاليا غير أنها بقيت محافظة على قدر من قدراتها لماذا ؟ لأنها أحسنت اختيار التدابير وبقيت محافظة على مؤسسات قائمة على رؤية وقيادة فاعلة معتمدة على إمكاناتها وعلى نفسها واستطاعت بفضل ما ذكرناه تجنب للوقوع فيما وقعت فيه شعوب مثلنا.
ومن هذه الشعوب الجزائر التي صارت دولة عربية يشار إليها بالبنان إذ اعتمدت على إمكاناتها وقدراتها.
وعود على بدء، شهد عيد هذا العام هدوءا وأمنا فلم نسمع عن حوادث بفضل يقظة رجال الأمن وقيادة أمن عدن وقائدهم الشاب اليقظ الأخ اللواء مطهر الشعيبي. وإذا كان بعض الناس قد واجهوا بعض المعاناة فإن مرجع ذلك القات الذي هو سبب كل بلاء فعلا فما من بلاء إلا ووراءه القات كما يجمع الناس على الأمر.
وبالمناسبة يذكر معظم الناس القرار الذي اتخذه الرئيس سالمين بشأن القات ووقف تعاطيه فيما عدا يوم الخميس والجمعة..
أظن أنه كان قرارا صائبا وفي محله فقد خفف كثيرا من معاناة الناس يومذاك وفرحت به جميع الأسر وباركته
ونرى اليوم أن على الانتقالي أن يحيي هذا القرار ليخفف على الناس ويتخفف من الحمل الذي وضعته ظروف بلدنا على كاهله على الأقل لمدى زمني محدد وعلى بال ما يرتب أوراقه؛ فالقات هو مزاج وليس ضرورة من الضروريات كما نعرف جميعا.
وعلى فكرة الطقس في عدن كما هو معروف من زمن حار جدا لكنه هذا العام سيكون أشد حرارة من أي وقت مضى..
يقول البعض من أصدقائي أن أكثر من ثماني جنائز إلى عشر تخرج في اليوم في عدن معظمها من كبار السن فما الذي أعددناه لمواجهته؟!
ماعليش هذا السؤال أوجهه للإخوة المسؤولين العائشين في نعمة طبعا..
العفو منهم أنا إنسان كبير السن خائف على نفسي ومريض بالصدر.
في الأخير بارك الله عيدنا هذا العام وأعاده علينا وعلى بلادنا وقد حققنا الأفضل.