إذ أنه كما يبدو وكما هو واضح لا يوجد لدى القائمين على الشأن الجنوبي لا رؤية ولا تدابير في حلحلة الأوضاع ومعالجة الأمور بعيدا عما اعتدنا أن نراه وأن نسمعه عن الهبة المشروطة للإنقاذ التي تقدمها المملكة كلما رأت الحال ازداد سوءا وهي هبة لا تسمن ولا تغني من جوع.
وحتى وصولها إلى البنك المركزي لا يتحقق إلا بعد أن يمر بمسار عسير ..
فدون الوصول تقف جماعات متخصصة في حتفها ونتفها لتفقد جزءا غير يسير منها وليقوم بعد ذلك البنك المركزي بما جرت العادة من عبشها ودبشها ورمي ما بقي كأجور شهرية لطوابير من العمال والموظفين الذين يكونون جياعا هم وأهاليهم وفي أشد الحالات بؤسا وعوزا بعد أن شبعوا من الانتظار والجوع واليأس.
وبعد كل هذا المشوار يجدون أن ما أوصله لهم البنك المركزي لايفي بالنصف مما لهم من أجور ولا يغطي نصف ما عليهم من التزامات.. ليبقى هؤلاء الطيبون بانتظار دورة جديدة من دورات العذاب والحرمان والجوع.
والحل ؟ هل الحل يأتي عبر الاعتماد على الإخوة في التحالف وانتظار ما يقدمونه للبلد من دعم ومساعدة مع مايترتب على هذا الدعم من تعطيل لقدراتنا فيما يخص الاعتماد على النفس والبحث عن حلول وعن تدابير.
فخيراتنا وثرواتنا والحمد لله كثيرة وكبيرة وما على الجهات المسؤولة إلا أن تفعّل مؤسساتنا وتحثها وتوجهها بالعمل وبالاستغلال الأمثل لهذه الخيرات ولهذه الثروات في إطار رؤية تعتمد على مؤسسية فاعلة تجيد التعامل مع خيرات وثروات البلاد.
والحمد لله فما تزال لدينا الكثير من الكوادر التي لو وجدت العناية والرعاية اللازمة لتحقق لنا الكثير ولما كنا بحاجة أصلا للدعم من أحد.