انها ذكرى الرحيل المؤلم، رحيل الإنسانة الراقية راقية حميدان ، التي وافاها الاجل في الـ31 من ديسمبر 2017.
كان ذلك اليوم يوما صادما في حياتي ، لم اكن ادرك ان من احببتها وتأثرت بتاريخها الحقوقي والنضالي والانساني ان ترحل عنا في أشد الأوقات حاجة لها، اعلم ان الموت حق وان ما من باق على هذه البسيطة، لكنها صدمة الفراق والوداع لمن نحب.
حقا لم تكن راقية حميدان امرأة عادية، لقد كانت متميزة في كل شيء تقريبا لقد كانت حمامة سلام في هذا العالم.. وهو ما جسدته عند ترشيحها عام 2005، ضمن 1000 امرأة للحصول على جائزة نوبل للسلام، حينها عرفتها المنظمة السويسرية التي رشحتها بما قالته حميدان : “النساء أفضل رسل السلام”.
كانت تلك العبارة خلاصة ضمن خلاصات كثيرة لمسيرتها الإنسانية والمهنية، وتجربتها العميقة بمحيطها وتفاعلاته.
كانت راقية مدافعة شرسة عن حقوق الانسان وقيم العدالة والمساواة ورفض اي انتهاكات من خلال مساعيها على المستويين العربي والدولي.
ولست ابالغ حين اقول ان العالم فقد اهم الشخصيات المدافعة عن حقوقه وانسانيته.
فهي من أبرز الأصوات النسائية التي دافعت عن حقوق الإنسان في اليمن.
رثاها العديد من الناس الذين عاشوا زمنها ومن ربتهم وتأثروا بمسيرة حياتها وارثها مثلي.
فمنذ مولدها في 1947 وحتى تاريخ وفاتها، كانت راقية حميدان من أوائل اليمنيات اللواتي حصلن على مؤهل المحاماة، حيث حصلت على شهادة البكالوريوس في القانون من جامعة لندن للعلوم الاقتصادية والسياسية عام 1971، ثم الماجستير في العام التالي من نفس الجامعة.
ثم عادت بعدها إلى عدن وزاولت مهنة المحاماة أمام محكمة النقض، وقدمت الاستشارة القانونية، لقد حفلت حياتها بالكثير من الانجازات اهلتها لتكون مرشحة لنوبل للسلام.
وبهذا العام منظمة المرأة العربية تصنّع تمثالا نحاسياً للفقيدة العدنية الراقية راقية حميدان..
ويعد هذا اقل تقدير لهذة المرأة الحديدية .
رحمة الله تغشاك أيتها الراقية راقية