وان كانت (عدن) قد احتلت الصدارة في هذا الجانب - على مستوى الجزيرة والخليج - وفي فترات متقدمة ، وتأسست بعض البـُـنى التحتية منذ عهدٍ قديم لمثل هذا النشاط باعتبارها ملتقى العالم وقـِبلة رجال المال والأعمال حتى وقت قريب ، وكذا وجود عدد من المرافق السياحية الكافية والمؤهلة لمثل هذا المجال المهم ، مع تعدد المواقع التاريخية والطبيعية السياحية في هذه المحافظة ، ناهيك عن الشواطئ الجميلة التي نادراً ما تتواجد في هذه الرقعة من الوطن أو حتى على مستوى دول الجوار !
وقد ازدهرت السياحة الداخلية في الفترة القريبة الماضية وبشكل كبير وملحوظ ؛ وتميزت هذه المحافظة عن مثيلاتها في هذا الجانب ، الأمر الذي أدى إلى ازدهار بقية الأنشطة الخدمية والمجتمعية التي ترافق مثل هذا النشاط ..
ومع أن تنشيط مثل هذا الجانب سيعكس نفسه ايجابياً أولاً وقبل كل شيء على قيادة وأفراد فرع مكتب السياحة في عدن مادياً ومعـنوياً وسيفتح مجالات جديدة من شأنها القضاء على حجم البطالة المتزايد - خصوصاً لدى الشباب - والذي يعتبر السبب الرئيس لتردي أوضاعهم والمؤدي إلى حالات الشغب والفوضى والتدني الخلقي والمساهمة في زعزعة الأمن والاستقرار والانفلات الواضح في كل نواحي الحياة اليومية والتي يلمسها المواطن البسيط وتتهرب منها وتغض الطرف عنها القيادات المتنفذة في مكاتب المحافظة والمديريات .
إن قيام سياحة داخلية نشطة في محافظة عدن بحاجة لتكاتف الجهود من كل الجهات الرسمية بشكل رئيس ، وتخصيص ميزانية معقولة لمكتب السياحة بعدن لبدء نشاطها وبشكل مدروس لما من شأنه القيام بخطوات واثقة بالتنسيق مع مكاتب السياحة في بقية المحافظات وتأهيل عدد من المواقع التاريخية والسياحية في عدن لاستقبال الزوار والترتيب المدروس لذلك .
ولا نستثني من ذلك توجيه الخطاب لأبناء ومواطني عدن بالعودة للتحلي بالروح الطيبة المضيافة التي اشتهروا بها ، ونبذ روح الكراهية والمناطقية التي شاعت في السنوات القلية الماضية كناتج طبيعي لممارسات القوى المتنفذة وبعض الحاقدين على الجنوب من أبناء المحافظات الشمالية الذين عاثوا في الأرض فساداً وهدموا كل ما كان جميلاً في عدن حتى أخلاقيات الإنسان الحضري التي كنا نفاخر بها الأمم !