إن عواصف التعصبات الهوجاء تكاد تقتلع كل شيء في البلاد، وتقضي على حق الشعب في الحياة وتجرف آمال وأحلام وتطلعات أبناء الوطن في العيش في يمن آمن ومستقر وموحد..
علينا أن نعترف بأن صنعاء.. بل كل اليمن في خطر.. وأن اشتعال شرارة واحدة ستغرق الجميع في مستنقع صراع ملعون في الأرض وفي السماء.. دنيا وآخرة..
اليوم تتحمل الأحزاب والتنظيمات السياسية وكل القوى الوطنية مسؤولية تاريخية ويجب عليها أن تسقط مصالحها حفاظاً على اليمن التي باتت تترنح ومهددة بالسقوط وإعادة تقسيمها إلى فسيفسات وإقطاعيات تنفيذاً لمخططات أعداء الشعب اليمني ووفقاً لأجندة خارجية تتربص شراً باليمن..
كما ان على هذه القوى أن تدرك أن ثمة قوى أخرى تراقب الأحداث في العاصمة عن كثب وتتحين الفرصة للانقضاض على النظام والقوى التي تعتبرها عدوها الأول في الساحة وتتحين الفرصة لاجتثاث الجميع، لفرض مشروعها الغريب على مجتمعنا اليمني..
♢ إن العاصمة صنعاء بيت كل اليمنيين ومهما بلغت الخلافات فلا يجب أن تصل إلى هذا المستوى من التهور والطيش..
♢ إن إسقاط الجرعة شيء.. وإسقاط الحكومة شيء آخر.. وإسقاط النظام أو العاصمة شيء مختلف جداً..
♢ اليمن تحتاج اليوم إلى أبطال ليس لحماية صنعاء أو اسقاطها.. بل لاستكمال بناء الدولة المدنية.. نحتاج إلى ابطال يجنبون اليمن التجارب المأساوية التي يعاني منها اهلنا في العراق وفي ليبيا والصومال وسوريا وأفغانستان.. اما الخراب والدمار فدعوا هذه المهمة للفئران..
ليس من المنطق أبداً أن يموت الشعب إما جوعاً أو اقتتالاً، مثلما ليس من المعقول أن يأتينا واحد بخيار الجوع، وآخر بخيار القتل لرفض الجوع..
فعلاً.. عندما يتعطل العقل يبرز الناس عضلاتهم.. وعندما تُفتقد الحكمة وتُدنس المقدسات وتُستباح الدماء والحقوق.. تنهار الشعوب والدول وكل القيم.. ويصبح المطلوب أنسنة الإنسان أولاً..