هذه هي اسلحة الربيع الاطلسي التي رعتها ودعمتها دول حلف الناتو.. وتلك هي القوى التي تصنع الشرق الاوسط الجديد..واللهم لاشماته ..فتلك هي بضاعة الحاوي ونهاية (المحنش).
فالاعتداءات على السفارات الامريكية في ليبيا ومصر وتونس واليمن تعتبر واحدة من ثمار الربيع العربي ولابد ان يصغي الامريكيون جيدا لاصوات الشعوب اكثر من ذي قبل ولا يعتقدون ان سياسة فرق تسد وتغيير الانظمة عبر الفوضى يمكن ان تأتي لهم بحلفاء يسقطون الثوابت ويسمحون بان تستباح المقدسات والسيادة .
ما عاشته الامة العربية من دماء ودموع ودمار طوال اكثر من عام كان اسوأ واقبح من الفيلم الامريكي الذي انتجته امريكا والذي تسبب عرضه بقلب الموازين راساً على عقب ، مبددا بذلك اوهام منتجي مشروع الشرق الاوسط الجديد او الربيع العربي الذين اعتقدوا انهم قد اكملوا به انتاج فيلم الفوضى الخلاقة بنجاح .
لقد اختفت الابتسامة العريضة للسيدة هلاري كلنتون وزيرة خارجية امريكا في لحظات بعد ان ظلت تواجه بها المستغيثين من جحيم الفوضى الخلاقة.. لقد اصابها التلعثم وعجزت ان تتحدث بعد تلك النهاية المأساوية لسفير بلادها في ليبيا .. من حقها ان تقول ما تشاء ..وماذا ينتظر منها ان تقول ..؟ بالتأكيد ليس امامها الا ان تتهم مندسين .. في ليبيا ومصر واليمن وتونس ..وغدا القائمة ستطول ..
لكن ستظل الحقيقة هي الاقوى بان الربيع العربي الذي يعصف بسفارات امريكا اليوم يؤكد ان مشروع الشرق الاوسط الجديد قد قتل في لحظات حتى وان ظل يتخبط هنا وهناك ولم يبق الا الم الاحتظار .
لقد مات بمقتل السفير الامريكي في ليبيا الذي كانت نهايته اشبه بنهاية العقيد القذافي ..ربما للأقدار علاقة بذلك ..ربما الصدفة .. لكن العبرة تكمن في فهم قراءة ابعاد وتحولات مقتل القذافي والسفير الامريكي في مسار الربيع العربي .. ولم ينته السيناريو بعد ، بل لقد فرض على سفراء امريكا أن يغادروا سفارات بلدهم جوا مثل زين العابدين بن علي بحثاً عن ملاذ آمن لهم..ولا يمكن العودة الى زمن المندوب السامي أو القيام بدور بريمر في عواصم عربية اخرى ..
والتداعيات حول اقتحام السفارة الامريكية في اليمن هي جزء من عاصفة الربيع العربي روحاً وعقلاً وسلاحاً واسلوباً وتحريضاً ،ولا نستبعد تورط اطراف سياسية ترفض التسوية وتسعى للانقلاب على المبادرة الخليجية للانقضاض على النظام بالقوة ، فمثلما اسقطوا الديمقراطية واستولوا على نصف النظام بدماء عدد من الشباب الابرياء ، يمكنهم اسقاط التسوية عبر مسيرات الفوضى والشغب واقتحام السفارات ..بعد ان فشلوا في تحقيق ذلك عبر مسيرات اقتحام المنازل وغرف النوم للخصوم السياسيين.
الأكيد ان السفير الامريكي في صنعاء لا علاقة له البتة في انتاج الفلم المسيء للرسول الكريم عليه الصلاة والسلام .