خيل لـ«الإخوان» أن الفرصة سانحة أمامهم لأخونة العالم شرقاً وغرباً.. وكان الطعم الذي قدّم لهم في تونس ومصر وليبيا وسوريا واليمن مغرياً جداً عندما وجدوا السلطة تقدم لهم على طبق من ذهب وبدون انتخابات، وإنما عبر شرعية الفوضى.. نعم خرجوا من جحورهم واسقطوا كل الأقنعة وكشروا عن أنيابهم طمعاً ولهثاً وراء السلطة ونكثوا بكل المواثيق والعهود مع أبناء وطنهم وكل من تحالفوا معهم أيضا.
أجزم اليوم أن التنظيم السري للإخوان المسلمين قد تم فضحه وكشف قياداته على مستوى كل دولة عربية، ومعرفة خلاياه الفاعلة في داخل كل مجتمع عربي على حدة.. وعلى المستوى العربي عموماً والدولي بشكل عام.
حقيقة لقد شكل الهلع والنهم الجنوني للإخوان على السلطة خطأً استراتيجياً وكارثياً على من وصل منهم إلى الحكم أو على التنظيم بعد فضح تركيبته الداخلية على مستوى الدول العربية أو على مستوى العالم، وموارده المالية وجمعياته واستثماراته وأبرز أنشطته وتمركزه في الجيش والأمن ومواقع صنع القرار في هذه الدولة أو تلك.
ولعل تلك النهاية التراجيدية التي واجهها الإخوان في العالم وتحديداً عالمنا العربي والإسلامي مؤخراً والتي انتهت ليس بالإطاحة بنظام مرسي في مصر بل بتجربة اخوانية أعد وهيأ لها تنظيم الإخوان العالمي عقوداً من الزمن..
ولقد كانت المأساة أن العالم وقف متفرجاً ومقتنعاً أن ذلك النظام الذي جسده مرسي وجماعته لا يختلف عن نظام طالبان في أفغانستان.. فخلال عام من حكمهم لمصر كادت أن تدمر نهائياً مؤسسات أعرق دولة عرفها العالم في تاريخه.. وتعود بطريقة جنونية إلى نفس أنموذج ليبيا والصومال.
لقد ظهر موقف العالم من إسقاط نظام الإخوان في مصر موحداً.. واستكثر كل الزعماء العرب والمسلمين وغيرهم على الرئيس المخلوع مرسي بعث أية وساطة لإيجاد حلٍ للأزمة في مصر.. مؤمنين بأن الإخوان غير صالحين لأن يحكموا في الحاضر والمستقبل..
من جديد نقول لقد كشف الإخوان المسلمون خلاياهم بطعم كاذب.. لكن الثمن الذي دفعته الشعوب العربية كان باهظاً جداً.. لقد رصدت القنوات الفضائية خلاياهم والفيسبوك.. وساحات التغرير، وتحت أكذوبة «الثوار» تم فضح خلايا الإخوان في الجيش والأمن وعلى مستوى الوزراء وكبار المسؤولين والدبلوماسيين وغيرهم.. هذا خلافاً لأولئك المخترقين للعمل المدني والذين ظلوا يترددون على السفارات، وهكذا نجد أن ما يسمى بثورة الربيع وفقاً لمخطط الشرق الأوسط الجديد لم تكن إلاّ مجرد طعم تافه لفضح خلايا الإخوان وبثمن بخس.