كان يومها الأستاذ الشهيد المرحوم /عبدالله شرف سعيد/ رئيساً لتحرير الصحيفة والصحفي الانسان المرحوم /أحمد سالم الحنكي/ مديراً للتحرير .. والصحفي محمد قاسم نعمان سكرتيراً للتحرير.
تم ترتيب وضعي في الصحيفة مصححاً للبروفات .. ثم مصححاً لغوياً وكان هذا النظام ديدن العمل حينما تلتحق بالعمل الصحفي يومها .. وهناك شواهد كثيرة من حسنات ذلك النظام المهني.
بعد عامين من التحاقي في صحيفة (14 أكتوبر) تم ترتيب وضعي في قسم الاخبار ـ محرراً مساعداً ـ.
تعلمت في هذا القسم على أيدي أساتذة كبار من الصحفيين هم عمر باوزير، وعبدالباسط السروري، ومحمد عبدالجليل، وبعد ذلك تم نقلي إلى قسم التحقيقات الصحفية، وهنا ازدادت معرفتي بالعمل الصحفي .. ولن أنسى دور الاستاذ الصحفي/ أحمد سالم الحنكي/ مدير التحرير حينها في مساعدتي وزملائي الآخرين ممن التحقوا معي بالعمل الصحفي .. وكان جيلنا يضم كلاً من الصحفي الزميل منصور هائل، والصحفي المرحوم فتحي باسيف، والزميل الصحفي أحمد عبدالله قاسم، حسين يوسف، علي سعيد طالب.
لن أنسى تلكم النخبة من الأساتذة : القرشي عبد الرحيم سلام ، محمد عبدالله فارع، أحمد مفتاح، علي فارع سالم، شكيب عوض، معروف حداد، هؤلاء كان لهم الفضل في صقل مواهبنا وتوجيهنا الوجهة الصحيحة للعمل الصحفي.
تعرضت الصحيفة لهزات كثيرة نظراً لما كان يعتمل في الوسط السياسي على مستوى قيادة البلاد .. وانعكست الصراعات داخل الحزب الاشتراكي على مسار الصحيفة.
إلا ان خطها المهني وصيرورتها في تقديم نفسها كصحيفة وحيدة يومية في البلاد لم تتأثر.
تلك الصراعات عكست نفسها على تغيير قياداتها تارة لانتماء هذا القائد لخط في الحزب وتارة اخرى لوضعه في خانة المخالفين لسياسة الخط العام لقيادة البلاد.
وقد شهدت الصحيفة منذ نشأتها رؤساء تحرير بدءاًمن عبدالباري قاسم الذي استشهد في حادث الطائرة المشؤوم، ثم الشهيد عبدالله شرف سعيد، ومحمد عبدالقوي، وسالم عمر حسين، واحمد بشر، ومحمد حسين محمد، وعبدالرزاق شائف.
وقد كنا نحن معشر الصحفيين نعيش وسطاً صحفياً متجانساً رغم كل تلك الصراعات، نعشق الحرف ونبذل قصارى جهدنا لتقديم ما هو أفضل للقارئ.
لم يكن للحزبية مكانة في توظيف الصحفيين، لم يكن محمد عبدالله فارع حزبياً، ولا أحمد مفتاح، كذلك ولا الأستاذ علي فارع سالم وكثيرون من هذه النخبة الصحفية بأعضاء في الحزب.
وفي عام 1986م .. كانت بداية النهاية ليس على الوسط الصحفي أو الإعلامي في البلاد (الجنوب حينها) ولكن تلك الكارثة القت بظلالها على الجميع وطناً .. وإنساناً.