وجدت اساتذة لم أعرفهم من قبل ولكنني سمعت عنهم كلاماً جميلاً يشرح الصدر .. نائبا رئيس مجلس الإدارة الأستاذان عبدالرقيب الهدياني وشفيع العبد .. الأول جعلني أخجل من نفسي بأنني أكبر منه سناً وهو شاب يافع يملأ الاحترام كل جوانحه ..شعرت بأنني صغير امام رجل كبير في تقديره لي رغم انه يراني أول مرة .. والثاني العبد ادهشني في أول لقاء به بالقول (انه يعرفني ومن لا يعرف الأستاذ اقبال) كلماته وتواضعه وشبابه جسدت القناعة في داخلي بأنني ساعمل مع أياد أمينة .. وليس شباب طائش كما كنت اعتقد قبل معرفتي بهما .. وهذه حقيقة أقولها بشجاعة مني وليس مجاملة لهما .. فأنا وان كانت المجاملة عدوي اللدود هي سبب تأخري في مشوار حياتي الصحفية.. قرر العزيز الوفي محمد علي سعد أن اعمل مع صديق عمري وأخي الذي لم تلده أمي محمود غلام مدير التحرير.. الذي ومنذ نحو شهرين من العمل معه لم يشعرني بأنه مسؤول عني بل جعلني مستشاراً له في الاخبار والعناوين وحتى المواد الاي يتردد في نشرها بصفحات الجريدة .. وجدت في أكتوبر الصحيفة والمؤسسة الوفاء يسير على قدميه .. لم اسمع من أي زميل أو عامل أو صديق غير كلمة يا أستاذ اقبال .. الكل دون استثناء خاصة الزميلات اللاتي منهن من تتلمذ على يدي واصبحن اليوم كبيرات في المهنة.. لا أستطيع ذكر الكل لانهم كثر وأخاف ان يخونني قلمي وانسى واحداً منهم .. لذلك.
ساكتفي بتقديم الشكر لهم جميعاً مؤكداً انني هنا في أكتوبر عرفت ان الوفاء قائم ولن يموت بإذن الله .. عرفت في أكتوبر ان العمل هو نصف الدواء الشافي من المرض الذي ابتلاني الله به ولا أقول أكثر من ذلك ولا اتهم احداً بأنه سبب في مرضي .. عرفت في أكتوبر ان الحروف لا تموت ولا تنسى طالما كنت عاشقاً ومحباً لها ..والعمل مع هذه الحروف وان كان مرهقاً للعقل قبل الجسد كما قال لي ذلك صديقي الوفي وهيب باوزير مدير ادارة الصف الضوئي الذي وجدته كما تركته لا يترك الحروف موحشة بل مؤانساً وصديقاً حميماً لها .. عرفت في أكتوبر أن الحب لا يموت وإن ماتت اجسادنا يظل الحب كرائحة الياسمين تفوح كالثمار التي لا تذبل اغصانها حتى ولو غاب عنها الماء طويلاً.
الكثير والكثير شاهدته في أكتوبر بعد عودتي التي أسال الله تعالى ان تدوم هذه المرة ولا يفرقني عنها إلا الموت وإن كنت أشعر بانه قريب مني وهذا حق علينا جميعاً.