عدن مدينة وهبها الله تعالى ميزة السحر..جمعت بين البحر والجبل والبسها الزمان ثوب العرس وصارت بحق عروس بحر العرب..مدينة عدن ترفض العنف وليس في قاموسها معنى للإرهاب حاول البعض زرع القنابل فيها فكانت تتحول إلى أزهار لأن أبناءها مسالمون والكل من كل محافظات الوطن ومن الأشقاء والأصدقاء يعشقون الرحيل إليها وزيارتها.
لماذا اليوم أكتب عن عدن؟!
سؤال كبير ظل في دواخلي ويزداد اتساعاً كلما قارنت بين الأمس واليوم لترتسم أمامي صورة المستقبل..بالأمس كانت النظافة والنظام عنوانها فأصبحت اليوم رغم الجهود الكبيرة والمتابعة المستمرة لمحافظ عدن ـ وهو أحد أبنائها ـ وحيد علي رشيد لإعادة كتابة هذا العنوان من جديد..إلا أن البعض وهم ليسوا من أبناء عدن للأسف يعملون بعضهم، بتعمد والآخر عن جهالة في معرفة المدينة وكيف كانت تعيش، على خدش هذا العنوان مستغلين طيبة أبناء عدن وحبهم وكرمهم لكل من يزورهم..أقول ولا أدعي معرفتي الشخصية بالأخ وحيد محافظ عدن، بل جمعتني ذات يوم بعيد به في مقيل بمنزل الوالد المحافظ السابق طه أحمد غانم وكنت بمعية الصديق والأستاذ العزيز محمد علي سعد الذي عرفني وجمعني بالوالد ابن غانم..كان الأستاذ ابن رشيد أحد الجالسين في المقيل وكان حينها وكيلاً للمحافظة..سمعته يتحدث كثيراً عن عدن حديثاً مليئاً بالحب والرغبة في تطويرها..وحين خرجنا أخبرني صديقي ابن سعد بأن وحيد أحد أبناء عدن ومن الشيخ عثمان..عرفت الرجل عن بعد وفي لقاء واحد واليوم كلما شاهدت ما يجري في عدن من حملات نظافة وجهود جبارة لجعلها مدينة آمنة ينعم أبناؤها بالسكينة والاستقرار تذكرت كلمات الأستاذ وحيد عندما التقيته لأول مرة في منزل الأستاذ الوالد طه غانم فوق جبل بالتواهي يطل على الميناء الذي يعرفه العالم.
عدن اليوم بحاجة إلى مساعدة الصغير قبل الكبير مع الأستاذ وحيد في تحقيق حلم عدن مدينة لا تعرف النوم ولا الفوضى ولا الأعمال التخريبية التي، وأقسم على ذلك، لا مكان لها في نفوس أبناء المدينة.
عدن اليوم بحاجة إلى إعادتها من جديد حديقة لا تزرع إلا الأزهار والورود والياسمين..بحاجة إلى مواجهة كل من تسول له نفسه العبث بأمنها ويحاول نزع الأزهار المتبقية في أغصانها..عدن بحاجة لنا فهل نحن حقاً أوفياء لمدينة رضعنا من ثديها ونحمل شرف الانتماء لها؟!.