وباختصار ؛ فإن الشر قد أراد أمراً فلم يتحقق له ، وهو الآن يصر عليه ، ويعمل من أجله ، وقد كشر عن أنيابه ، ولا مكان عنده لأنصاف الحلول ، أو للتهاون ، والركون إلى معادلات الرضا بالآخر ؛ كوسيلة للسلامة، وحفظ ماء الوجه لكل الناس ، وعلى قاعدة لا ضرر، ولا ضرار .
إن هذا الشر المستطير ، الهادف تحديداً لإسقاط كل هياكل الدولة ، والمنطلق بكل مسمياته من عرين واحد؛ قد فتح شهيته بالكامل في ظل الحماية التي يتمتع بها ؛ ليعمل حيناً بهذا الوجه ، وحيناً بالوجه الآخر وأحياناً باسم ( القاعدة ) وحيناً باسم الاستثناء، وحيناً باسم الكذب الذي يختلقه ، وكلها مسميات له ، لا لأحد سواه ، ووجوه لعملة واحدة ، هي ما يسمى بالثورة المضادة ؛ التي وجدت فرصة الالتفاف ، وثغرة العودة من كرم شعبنا الذي قدم الكثير لحفظ ، وحقن دماء أبنائه ، وإن كانوا في معسكر أعدائه ، فيما الآخر لا يدخر فرصة لسفك الدماء ، ولي إرادة الإنسان اليمني؛ ليصل هو إلى غاياته القذرة ، ومآلاته التدميرية ، البشعة ، والشواهد بالتأكيد لا تفتقر للبيان .
إن هذه المسألة قد صارت أكثر من واضحة ، بل كالشمس في كبد السماء ، في نهار يوم صائف ؛ فمن حادثة مبنى محافظة حضرموت ، إلى حادثة السجن المركزي في صنعاء ، إلى حوادث العدوان على أبراج الكهرباء ، وأنابيب النفط ، والغاز في حضرموت ، ومأرب ، إلى محاولة العدوان على مصافي عدن ، إلى حوادث كثيرة ، لا عد لها ؛ قبلاً وبعداً ؛ كلها لا معنى لها إلا ما ذكرنا ، ولا تأويل لها إلا ما ذهبنا إليه .
لذلك يمكننا القول اليوم بكل ثقة إن الهدف التدميري لقوى الثورة المضادة ما عاد مقتصراً على جزئيات محتملة ، بل يستهدف اليمن بإجماعها ، وإرادتها ، وحوارها الوطني ، وبكل طاقاتها ، وشرفائها، وعقولها ، وقواها الثورية ، وفي المقدمة القيادة السياسية ، والحكومة في هذا البلد .
إن الأمر ـ أيها السادة ـ جد جلل ، وأخطر مما نتصور .. الهدف مستقبل الأجيال ، وكرامة الإنسان ، وحقوقه، ومواطنته ليبقى كالعادة مطحوناً بفقره .. الهدف عزة الوطن ، وثرواته التي يراد أن تبقى منهوبة ، وفي خزائن القلة فاحشة الغنى ؛ فهل يعقل أن يبقى حالنا هكذا ؟ هل يعقل أن نبقى صامتين ؟ هل يعقل أن نبقى مكتوفي الأيدي .. ننتظر النتائج ، ونقف كالعادة مع الغالب ؟ أو أن نبقى في مواقع المتفرجين ؟! .. هل يعقل ؟!.
[email protected]