في الحقيقة نعرف لماذا يشن البعض "القليل" من الصحفيين الكبار مع الأسف هجوماً على شخص الأخ عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية يتنافى مع الحقيقة ويقفز على الواقع ولا يحترمه من خلال تعمد قراءته قراءة مشوهة تخدم رؤى الكاتب وانتماءه وأهواءه ومصالحه ولا تخدم الواقع على علاته.
ومن بين التهم الباطلة التي تطلق على فخامة الرئيس ان الظروف شاءت أن يكون هادي رئيسا لدولة يرأسها ولم تمكنه قدراته على إدارة حكمها لانه حبيس لفترة كان فيها موظفا عند رؤساء حكموا ومازالوا أحياء وهم علي سالم البيض، علي ناصر محمد، حيدر العطاس، علي عبدالله صالح.
وهنا دعونا نذكّر أصحاب هذه التهمة بالحقائق التالية:
أولاً: فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي هو من سعت إليه رئاسة الدولة ولم يسع هو لنيلها بل فرضت عليه ولم يفرضها لنفسه.
ثانياً: إن فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي هو أول رئيس منذ سبتمبر 1962م، رئيس توافقي منتخب من الشعب، بمعنى أنه لم يأت للرئاسة راكباً دبابة انقلاب عسكري.
ثالثاً: إن فخامة الرئيس عبدربه منصور هو أول رئيس رأس الدولة من دون أن يتآمر على رفاقه ولا اخوانه ولم يلوث يديه بدمائهم ولا بدماء أبناء شعبنا الثائر البطل.
رابعاً: إن فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي جاء ليرأس دولة القانون فيها مفقود والنظام فيها معدوم عن أية دولة تسلمها فخامته وعاصمة هذه الدولة حين استلمها كانت عبارة عن عاصمة مقسمة إلى أرباع عسكرية تدار فيها معارك طاحنة بين "الإخوة الأعداء".
أما ما يجب أن نصححه من أخطاء ألصقت بفخامة الرئيس ووصفته بأنه حبيس لقادة حكموه فنوضح أن علي سالم البيض لم يكن حاكماً على فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي لأن البيض حين صار الأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني في الفترة من فبراير 1986 ـ 21 مايو 1990م بعد انتصار الطغمة على الزمرة كان فخامته موجوداً في صنعاء فلم يكن فخامة الرئيس واحداً ممن ائتمروا بأمر البيض، وفي الفترة من 22 مايو 1990م حتى بداية اعتكافات البيض وصولاً لإعلانه الانفصال كان فخامة الرئيس من ضمن القادة العسكريين في جيش دولة الوحدة مع وقف التنفيذ فلم يكن البيض رئيساً على فخامته في يوم من الأيام.
أما بالنسبة للأخ علي ناصر ففي الفترة من 80 - 1986م كان فخامة الأخ عبدربه منصور هادي واحداً من الذين قوي بهم علي ناصر وليس العكس وفي الفترة من 86 - 1990م كان علي ناصر محمد في صنعاء هارباً من الطغمة ليترك بعدها صنعاء من 90 - 1996م حين زار عدن كضيف لعدة أيام وعاد إلى موقع إقامته في دمشق. والأمر نفسه ينطبق على الأخ حيدر العطاس الذي شغل منصب رئيس مجلس الرئاسة من فبراير 86 ـ 21 مايو 1990م ثم صار رئيساً لوزراء أول حكومة في زمن الوحدة حتى بدأت الاعتكافات للبيض وانضم إليه العطاس فلم يأتمر فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي بأمرالعطاس ولا الثلاثة المذكورين.
أما بالنسبة لعلاقة فخامة الرئيس بالرئيس السابق علي عبدالله صالح فان الحقيقة تقول أنه عندما عجز الرئيس السابق علي عبدالله صالح عن مواجهة أزمة الاعتكافات ثم مأزق إعلان الانفصال فقد لجأ لإصدار قرار جمهوري عين بموجبه الأخ عبدربه منصور هادي وزيراً للدفاع للجمهورية اليمنية وزيراً للدفاع عن الوطن ووحدته وما كان من فخامته إلا أن قاد معارك الدفاع عن الوطن وعن وحدته مع مجموعة شجاعة من قادة أبناء الجنوب إلى جانب اخوانهم من أبناء شمال الوطن فاستطاع بشجاعته وحنكته ومواقفه الوطنية المشرفة أن يسقط مؤامرة الانفصال وإذا كان هناك من حبيس عجزه لانتصار وشجاعة الآخر فان الأخ علي عبدالله صالح هو حبيس غيرته من فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي الذي حقق للوطن انتصاره العظيم في الوحدة وكان أول الرجال الذين وصلوا إلى عدن في عصر 7 / 7 / 1994م وظهرت غيرة علي عبدالله صالح من الأخ عبدربه منصور هادي بان يخرجه من صفوف قواتنا المسلحة الباسلة بتعيينه نائباً لرئيس الجمهورية.
كان لابد من هذا التوضيح لننتقل إلى القول:
كان الله في عون فخامة الأخ عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية، كان الله في عونه لأنه قبل تحمل مسؤولية الرئاسة محبة ورحمة واحتراماً لأبناء شعبنا اليمني عامة ولأبناء صنعاء والمحافظات الشمالية على وجه الخصوص، كان الله في عونه من تشدق المتشدقين، ومن كذب الكذابين ومن ادعاءات المدعين ومن رجف المرجفين ومن فشل كل الفاشلين الذين يلوكون سلسلة من الأكاذيب .. انهم مع الكثير من الاسف يجرون وراء كذبهم وفسادهم ومجامر بخورهم التي راح فوح ابخرتها من دماء شعبنا اليمني العظيم.
اليوم نقول لهم وبملء الفم ان فخامة الرئيس الصادق عبدربه منصور هادي لم يستلم دولة لكنه استلم عاصمة كلها متاريس وبنادق وروائح القتل والموت والدمار والخراب والنهب والسرقة والفيد.
اليوم نقول لهم ان فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي استلم دولة القانون فيها مفقود والنظام معدوم .. عندما نقول ذلك لأن الرئيس السابق وقواته قد اقتطعت من صنعاء ما ارادته و(بيت الأحمر) اخذ ما اخذه و(الكابتن علي) ايضاً زاد الطين بلة عندما لعب مع الذين لعبوا واخذ ما اخذه حتى الجامعة لم تسلم من جنون السلطة وادمان التسلط. هذه عاصمة (الايمان يمان والحكمة يمانية) هذا ما استلمناه لا أمن ولا قانون ولا ميزانية دولة ولا حتى اشارة مرور تعمل فاين الدولة التي تتكلمون عنها والتي استلمناها ..؟
يا جماعة اخجلوا فقد جلست الدولة أكثر من أربعة أشهر لرفع المتاريس والسواتر الترابية .. فعن أي عاصمة تتحدثون؟
أما الحكومة التي تتحدثون عنها فقد كانت معظم مباني الحكومة محتلة من قبل الزعامات الدموية .. وبعض من القبائل المأجورة.
هذه الحكومة بمبانيها كانت محتلة ثم جرى نهبها بالكامل.
هذه التركة التي استلمها فخامة الأخ عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية ولكنه بصبره وحكمته وبصيرته وجلده وشجاعته استطاع اخراج القبائل ومنح مباني الحكومة (استقلالاً) بعد احتلال ثم راح يشتري لها ما تحتاجه من أدوات بدءاً من سلل رمي القمامة إلى أجهزة الكمبيوتر وصولاً لإعادة الارشيف.
استلمنا حكومة غائبة ومباني محتلة ومنهوبة ومدمرة ومخربة وفيها يسكن الموت والقتل والدمار.
استلمنا من الرئيس السابق (رحمة الله على انجازاته) استلمنا قوائم من القتلى والجرحى والشهداء والمعوقين واليتامى والارامل استلمنا عاصمة بلون الموت وحكومة عاجزة عجز العجزة .. وجيش لا نستطيع ان نحرك لواءً واحداً فيه لانه محاصر من القتلة وتجار السلاح والفساد ومعهم وعليهم بعض من القبائل التي تعيش على الارتزاق مع الكثير من الأسف.
هذا ما استلمناه من النظام السابق.. والذي لايزال يدافع عنه عدد من الصحفيين وأصحاب (النخب).
ان عبدربه منصور هادي يعمل بشرف في مهمة لإنقاذ الوطن والذي خجل وخاف وهان وهرب وتهرب الجميع من تحمل مسؤولياته بعد (الحرب في بيت الأحمر).
إن عبدربه منصور هادي قاد البلاد والعباد في أصعب ظرف واعقد مرحلة واحلك واقع وشتان بين من أعاد بناء دولة وبين من دمرها كما دمر نيرون روما.
إن عبدربه منصور هادي لاشجع من أن يجلس وراء متاريس القبيلة بينما شعبه يقتل ووطنه يدمر ويدق عظمه.
إن عبدربه منصور هادي أعاد بناء الدولة حين استطاع بصبره وقوة اصطباره أن يصل بمؤتمر الحوار الوطني الشامل إلى بوابة النجاح في ظل تأييد وطني وإقليمي ودولي لم يحصل عليه رئيس عربي طوال العقود الخمسة الماضية.
فهل هذا التأييد العالمي لفخامة الرئيس ولليمن قد جاء هباء؟.
يا سادة ادعوكم أن تحبوا من تشاؤون ولكن ادعوكم أن تحبوا وطنكم أكثر.
يا سادة ادعوكم أن تحبوا من تشاؤون ولكن ادعوكم فقط أن تتذكروا كيف كانت صنعاء حين استلمها فخامة الرئيس الشجاع عبدربه منصور هادي وكيف هي الآن قبل أن تحكموا عليه.
أيها السادة اغرقوا في عبادة اصنامكم أما نحن فإننا نعبد الله الذي خلقنا ونمعن عقولنا في اتباع من نحب ونثق أنه لن يخذلنا أو يبيع قضايانا وشرفنا لاحقر نخاس في سوق الملح.
أخيرا عبدربه رئيس فموتوا بغيظكم.. عبدربه رجل بنى ويبني دولة في حين أنتم ومزاميركم من دمرتموها.