نعم ، هاهي إذن ( أم اليتامى والمساكين ) ومعقل الثوار، وأرض المحبة ، والتسامح ، والإخاء ، وعاصمة التجارة والإدارة ، وتحت قيادة الأخ الرئيس عبد ربه منصور هادي، الصانع الأول لهذا القرار المنصف ، ومعه كل محبي هذه المدينة ( العاصمة ) في اللجنة ، وفي قيادة المحافظة ؛ هاهي تقطف أولى ثمار ثورة الشعب الشبابية السلمية ، وتضحيات الشهداء ، وتنسف القيود الصدئة عنها ؛ لتبدأ بالفعل ، لا بالقول فقط ـ كما كنا نسمع من قبل ـ زمن الأفعال النافعة ، والبناءة لكل أبناء الوطن ، ودون تمييز، أو تهميش .
إن أهمية هذا الفعل الحكيم المتمثل بإقرار لجنة الأقاليم؛ مسميات ، وحدود أقاليم الدولة الاتحادية ، وما تضمنه من إنصاف لعدن ؛ تأتي من أنه قد جاء ليلبي طموحات اليمنيين في دولة ديمقراطية ، حديثة ، وعادلة، لكنه بالنسبة إلى عدن كان ذلك دون شك ، وكان أشد ، وأعظم أهمية ، وضرورة ، وإلحاحاً .
لقد ضربت على أقدام ، وأيدي هذه المدينة قيود ظالمة، رماها بها أحد المتجبرين في تسعينات القرن الميلادي المنصرم .. توعدها يومها في مدينة الرضة ( القلوعة ) التي خرجت في مظاهرة غاضبة عليه ، فأقسم بأن تعود عدن قرية كئيبة لا تذكر في خارطة الوطن ، وكان له يومها ما أراد .. هذه هي العلة .. وميناء عدن ، ومصانعها ، وحبكة الخصخصة التي قادها للأسف اثنان ممن أكلوا ، وشربوا ، وتعلموا ، وصاروا رجالاً يشار إليهم بالبنان ، من خير عدن؛ كل ذلك أعظم شاهد ، ودليل ؛ على ذلك الحقد الدفين ، والتاريخ يسجل ، وإن أغفل ، فالناس لن تنسى مَن فعل بهم الأفاعيل ، وأذاقهم مرارة البطالة ، والجوع ، والفقر ، وحول ميناءهم إلى ملعب كرة يشكو الفراغ ، والبطالة !! .
وإذا كان من حقنا اليوم أن نفرح بهذا القرار ، ونحتفي بهذه المكانة ؛ فإن الواجب يقتضي في الوقت نفسه أن نرتقي نحن كأبناء لهذه المحافظة إلى مستوى المسؤولية في الحرص الدائب من أجل العمل على تحويل القرارات إلى واقع حي ، وملموس ، يتحرك أفعالاً حية على مختلف الصعد ، وينتج خيرات مادية ، وروحية ، يتذوقها الجميع .. لا للعرض ، والزينة ، والديكورات فقط .
هذا هو المطلوب ، وستظل الكرة في ملعبنا ؛ حتى نتحول نحن من مجرد متفرجين ؛ إلى صناع حقيقيين للأهداف.. فهل نفعل ؟ .